الغرفة: %35 من الأدوية المتداولة تكبد الشركات خسائر والنواقص ترتفع لـ1500 الفترة المقبلة
شعبان: النسبة الأكبر ينتجها قطاع الأعمال لتدنى الأسعار وعدم تدخل «الصحة» فاقم الأزمة
خلف: لا نواقص بين مستحضرات «القابضة» وملتزمون بإنتاج الأصناف الخاسرة
حافظ: 11 مليون جنيه خسائر سنوية للشركات نتيجة بيع أدوية بأسعار أقل من التكلفة
أعلنت النقابة العامة للصيادلة ارتفاع نواقص الأدوية فى السوق المصرية إلى 1000 مستحضر منها 236 دواءً رخيص الثمن.
قال أحمد فاروق شعبان، رئيس شعبة الصيدليات بالنقابة، إن كماً كبيراً من الأدوية الناقصة تنتجها شركات قطاع الأعمال العام التابعة للشركة القابضة للصناعات الدوائية والتى تسعّر مستحضراتها بأسعار منخفضة مقارنة بمثيلاتها فى القطاعين الخاص والأجنبى.
وفقاً لشعبان تتركز نواقص فى معظم الأدوية فى مقدمتها أمصال التيتانوس وحقن «Anti-Rh» والذى يتسبب نقصها فى حدوث مضاعفات لحديثى الولادة، إضافة إلى الملينات وعدد كبير من أدوية الضغط والكورتيزون.
أشار إلى أن %30 من الأدوية الناقصة فى السوق مستوردة مثل الهيومن البومين لعلاج الكبد وألبان الاطفال وأدوية العيون، وهو ما أدى إلى احتكار عدد من الصيدليات الكبرى تلك الأدوية وبيعها بأعلى من أسعارها.
وأضاف أن أزمة الدواء تفاقمت الفترة الأخيرة بعد توقف عدد كبير من الشركات الخاصة عن انتاج الأدوية التى لا تحقق أرباحاً، وكذلك تقليل الكمية المنتجة من الأدوية ذات الربح المنخفض دون مراعاة مسئوليتها الاجتماعية.
قال إن شركات قطاع الاعمال تنتج كماً كبيراً من الأدوية تكبدها خسائر نتيجة بيعها بأسعار اقل من تكلفة الإنتاج، وأن نقابة الصيادلة خاطبت وزير الصحة مراراً لتحريك الأسعار أو حتى رقابة ومحاسبة الشركات التى توقفت عن انتاج الأدوية الناقصة لكن دون جدوى.
وأكد محيى حافظ، رئيس شعبة الأدوية بغرفة صناعة الدواء، أن %35 من الأدوية المتداولة فى السوق المقدرة بنحو 5 آلاف مستحضر تكبد الشركات خسائر، وهو ما قد يؤدى إلى زيادة حجم النواقص لنحو 1500 دواء الفترة المقبلة، موضحا أن %30 من مستحضرات كل شركة تتكبد أعباء مالية تصل إلى 11 مليون جنيه سنوياً، مشيراً إلى أن السعر يمثل %75 من مشكلة نقص الدواء فى الصيدليات، وإن لم تحل مشاكله بإعادة النظر فى سياسات التسعير ستختفى الأدوية الناقصة تماماً.
فيما أكد محسن خلف، رئيس شركة ممفيس إحدى شركات القابضة للأدوية، أن شركته ملتزمة بانتاج نقص كل الأدوية حتى التى تكبدها خسائر مراعاة للبعد الاجتماعى.
قال إن هناك نواقص فى أدوية مرتفعة الثمن لأسباب فنية فى خطوط الإنتاج أو تأخر فى استيراد الخامات، مؤكداً أن السوق المصرية لا تتأثر بالنواقص فى ظل توافرعدة بدائل.
وأكد أن عدداً كبيراً من شركات الأدوية تتكبد خسائر نتيجة بيع أدوية بأسعار أقل من التكلفة، مشيراً إلى ارتفاع خسائر الشركات التابعة للقابضة للأدوية إلى 300 مليون جنيه خلال العام الماضى.
قال أسامة رستم، عضو مجلس إدارة شركة أيبيكو، إن كماً كبيراً من الأدوية المتداولة فى السوق المصرية قد يصل عدده إلى 3 آلاف مستحضر مسعرة بأقل من 5 جنيهات.
وأضاف أن بعض شركات الأدوية تقلل من انتاج المستحضرات التى تكبدها خسائر أو تتوقف تماماً عن انتاجها، مطالبا وزارة الصحة بإعادة النظر فى أسعار الأدوية التى يقل سعرها عن 10 جنيهات.
يأتى ذلك فيما أكد طارق سلمان، مساعد وزير الصحة والسكان لشئون الصيدلة المعين مؤخراً، أن جميع الأدوية الضرورية متوفرة بالصيدليات، مشيراً إلى أن هناك بعض النواقص لها بدائل ولا تمثل أى مشاكل.
وقال سلمان، فى تصريحات صحفية نشرت مؤخراً، إن هناك مطالب من قبل بعض الشركات بإعادة تسعير الدواء، لكن مصلحة المواطن وبشكل خاص محدود الدخل هى الأولوية القصوى للوزارة، وأن توجيهات الحكومة، ووزير الصحة تهدف دائماً لعدم الإضرار بالمريض المصري.
كتب: محمد مصطفى








