مليارا جنيه حجم استثمارات 64 مصنعاً وإضافة 36 أخرى خلال السنوات المقبلة
يحيى زلط: المدينة توفر 5 آلاف فرصة عمل جديدة
مليار جنيه صادرات الجلد الخام المصرى مقابل 100 مليون للمصنوعات
الاستعانة بالخبرات الإيطالية لتحديد المواصفات المطلوبة من الجلد المحلى لتعظيم الاستفادة
قال يحيى زلط، رئيس مجلس إدارة «مركز تكنولوجيا صناعة الجلود المتطورة»، أنه من المنتظر افتتاح مدينة صناعة الجلود بالعاشر من رمضان خلال مارس المقبل، عقب الانتهاء من مراحل تشطيب الهياكل المعدنية وتوصيل المرافق.
وأكد زلط فى حوار مع «البورصة»، انتهاء إنشاءات 64 مصنعاً متوسطاً بمدينة الجلود ضمن خطة تتضمن إنشاء 100 مصنع خلال السنوات المقبلة، لافتا إلى بناء المصانع على مساحة 105 آلاف متر من إجمالى المساحة المحددة التى تصل إلى 180 ألف متر، على أن تستغل الـ 75 ألفاً الباقية فى إقامة 36 مصنعاً خلال السنوات المقبلة.
وفقاً لزلط تبلغ استثمارات المدينة الجديدة نحو مليارى جنيه، وتساهم فى مضاعفة الصادرات المصرية من المصنوعات الجلدية 5 مرات خلال العام الأول للتشغيل لتصل إلى 500 مليون جنيه بنهاية 2015.
وكانت غرفة صناعة الجلود قد أسست شركة مساهمة تحت مسمى «مركز تكنولوجيا الجلود المتطورة» برأسمال 100 مليون جنيه للمساهمة فى إقامة مدينة الجلود بالعاشر من رمضان، بمشاركة مجموعة من مصنعى الجلود.
وقال زلط إن الحكومة خصصت الأرض لمدينة الجلود خلال عامى 2008 و2010، وإن أعمال البناء بدأت ديسمبر 2010، وتوقفت لمدة 6 أشهر بعد اندلاع ثورة 25 يناير، وعادت مرة أخرى من 2011 إلى 2013، ببناء 64 وحدة برغم الظروف السياسية والاقتصادية السيئة.
أوضح زلط أن المدينة سوف تبدأ التشغيل بطاقة إنتاجية %30 فقط خلال الأشهر الأولى ترتفع إلى %60 فى السنوات التالية ثم إلى %100 بعد إقامة الـ36 مصنعاً جديداً المخطط تشغيلها خلال السنوات المقبلة.
مشيراً إلى اعتزام المدينة رفع الطاقة الإنتاجية لـ 3 أضعاف فى العام الأول بعد وصول الطاقة الإنتاجية إلى %100.
وتضم المدينة مصانع متوسطة تصل تكلفة الواحد منها حوالى مليون جنيه، وتعد أول تجمع صناعى متخصص للجلود فى مصر.
أوضح زلط أن المدينة تضم 12 منشأة خدمية متنوعة، منها مبنى للمكونات وقطع الغيار وصيانة الماكينات وآخر للإدارة التسويقية يتضمن معرضاً دائماً لجميع منتجات المصانع، وآخر لبيع مدخلات الإنتاج، ومركز لتدريب العمالة الفنية، بالإضافة إلى عرض آخرما توصلت إليه «الموضة» للاطلاع على أحدث الصيحات ووحدة لصناعة السكاكين وتقطيع «الباترون» علاوة على مبنى على مساحة 1600 متر مخصص كمخزن لاتحاد المصدرين بالمدينة، إضافة إلى وحدات إطفاء مركزية تخدم المجمع الصناعى بالكامل، ووحدات إسعاف وسكن إدارى واستراحة لكبار الزوار.
أكد زلط أن إنشاء مدينة متكاملة لصناعة الجلود تضم عمالة مدربة يساهم فى تخفيض تكلفة الإنتاج بنسبة %25 مما سيعود بالنفع على المستثمرين.
قال زلط إن المدينة سوف تدار بفكر مصرى إيطالى إسبانى مغربي، مشيراً إلى الاتفاق مع رئيس اتحاد الصناعات الإيطالى خلال زيارته لروما سبتمبر الماضى، على عقد شراكة تتمثل فى المشاركة فى مراحل الإنتاج ونقل التكنولوحيا الإيطالية، مؤكداً أن الماكينات والمصانع برأسمال مصرى %100.
أوضح أن المنتجات سوف تصنع فى مصر بمدينة العاشر على أن ينتهى المنتج فى شكله النهائى بإيطاليا، ويدون عليه صناعة مشتركة مصرية – إيطالية.
أضاف أن تلك الشراكة تمكن إيطاليا من تسويق منتجاتها فى الدول العربية والأفريقية، من خلال السوق المحلى مستغلة الاتفاقيات التجارية المصرية المشتركة مع العديد من البلدان، خاصة «الكوميسا» مع دول أفريقيا.
أشار زلط إلى زيارة وفد من اتحاد الصناعات الإيطالية نوفمبر المقبل للاطلاع على أنواع الجلود والإشراف على التجهيز وتركيب الماكينات.
قدر زلط الصادرات المستهدفة من المدينة بنحو 500 مليون جنيه خلال العام الأول، والتصدير إلى أوروبا خلال 5 سنوات.
أكد زلط أن مشروع مدينة صناعة الجلود سوف يوفر فرص عمل لا تقل عن 5 آلاف فى العام الأول من التشغيل، سوف تدرب على أيادى خبراء من إيطاليا.
فى سياق متصل أوضح زلط أن حجم الصادرات الكلية لصناعة الجلود فى مصر لا يتجاوز الـ 100 مليون جنيه، فيما تبلغ صادرات الجلد الخام مليارا و30 مليون جنيه، بالإضافة إلى صادرات غير منظورة للسودان وبعض البلدان الأفريقية.
وأشار إلى أن مصر تسعى لزيادة حجم صادراتها من المصنوعات الجلدية خلال الفترة المقبلة، على خطى الدول التى حققت نهضة كبرى فى هذا المجال، موضحاً أن تركيا تحقق 8 مليارات دولار سنويا من الصادرات الجلدية.
أكد أن المدينة ستتعاون مع المدابغ لتوريد الجلود، مشيراً إلى إرسال مجموعة من الإيطاليين للمدابغ لتحديد المواصفات المطلوبة والكمية التى تحتاجها مصانع المدينة، وفى حالة انتهاء أعمال مدينة الروبيكى سوف يتم التعامل معها مباشرة.
ووفقا لزلط فإن المشكلة فى مصر تعود إلى سيطرة بعض الأفراد على ثروة الجلود منذ 7 سنوات وتصدير الخام، ولا يسددون رسوم الصرف الصحى الأعلى سعراً من الكهرباء، بالإضافة إلى أنهم يحصلون على دعم مادى للصادرات، وهو ما يؤدى إلى مضاعفة أسعار الجلود من 200 إلى 450 جنيهاً خلال السنوات القليلة الماضية، مشيراً إلى أنهم يحصلون على مزايا عديدة لا يتمتع بها المصدرون فى إيطاليا ونيوزيلاندا.
فى سياق متصل طالب زلط بتفعيل شهادة «إيلاك» التى تفرض متابعة المنتج أثناء التصنيع والاستيراد، مشيراً إلى أن هيئة الرقابة على الصادرات والواردات وراء «خراب» الصناعة، حيث تسمح بتصدير الجلد فى مرحلة «الوايت بلو»، الممنوع من التصدير بقرار رقم 606 لسنة 2012، بالإضافة للسماح بدخول منتجات بمواصفات رديئة، مؤكداً أن جميع السلع الصينية فى السوق المصرى ليست مطابقة للمواصفات.
كتب: سميرة سعيد