توفير %50 من المياه و%40 من المبيدات و%30 من الأسمدة وزيادة الإنتاج بنسبة %25
عبدالسلام النبوى: القطاع الزراعى يستحوذ على %80 من المياه فى مصر
اعتمد مركز البحوث الزراعية، تكنولوجيا الرى بالخراطيم الراشحة، ووافق على تعميمها فى مذكرة تم إرسالها لهيئة التعمير والتنمية الزراعية.
وأقر المركز بصالحية هذه التكنولوجيا لرى جميع المحاصيل والأشجار والمسطحات الخضراء.
واعتبر الرى عن طريق الخراطيم الراشحة، من أنظمة الرى الجيدة مع جميع أنواع المياه خاصة مياه الصرف الصحى المعالج، بالإضافة إلى إمكانية تشغيل شبكة الرى بالخراطيم الراشحة فى جميع الأوقات.
وأكد المركز أن استخدام تكنولوجيا الرى بالخراطيم الراشحة يعمل على تقليل الإصابات الحشرية والفطرية للنباتات لجفاف سطح التربة وتهويتها.
كما أبدى مركز البحوث الزراعية فى المذكرة التى حصلت «البورصة» على نسخة منها ووقع عليها الدكتور عبدالمنعم البنا رئيس المركز 4 ملاحظات على استخدام تكنولوجيا الرى بالخراطيم الراشحة، أولاها أنها لا تصلح فى الأراضى الطينية والأراضى الجيرية، وتصلح فقط فى الأراضى المتوسطة وخفيفة القوام.
وأضافت المذكرة، أن الملاحظة الثانية هى إمكانية حدوث انسداد لفتحات التنقيط أو الأنابيب.. الأمر الذى يؤدى إلى عدم انتظام توزيع الرطوبة الأرضية وصعوبة اكتشاف أماكن التلف وصيانتها، كما فى حالة الأراضى الطينية، بينما قد لا تتحرك مياه الرى إلى أعلى بالخاصية الشعرية فى الأراضى الرملية والجيرية.
وجاءت ثالث ملاحظات مركز البحوث الزراعية، أنه قد يحدث ضرر ميكانيكى ناتج عن تضاغط المعدات للشبكة، أثناء إجراء العمليات الزراعية من حرث وتسوية وغير ذلك. كما أن التوصية الرابعة لمركز البحوث بأنه يجب وضع الخراطيم فى المنطقة الفعالة للجذور بدقة، والتى يحدث فيها أعلى امتصاص للمياه المضافة.
إلى ذلك، قال المهندس عبدالسلام النبوى، المتخصص فى أنابيب الرى الراشحة إن الحروب المقبلة هى حروب المياه.. الأمر الذى يجعل تطوير نظم الرى الحالية فى غاية الأهمية، ولها ضرورة قصوى فى ظل عجز المياه الذى تعانى منه البلاد.
وأضاف أن القطاع الزراعى يستحوذ على %80 من المياه فى مصر، ما يعنى ضرورة تبنى أحدث التقنيات التكنولوجية الحديثة لتوفير المياه للرى.. الأمر الذى يظهر أهمية تكنولوجيا الرى بنظام «تحت السطح بالخراطيم الراشحة»، والتى تعمل على توفير نسبة كبيرة من المياه العذبة تصل إلى %50 مقارنة بنظام الرى بالرش والتنقيط.
وأوضح «النبوى» أن الرى عبارة عن عملية منظمة لإمداد النبات بالاحتياجات المائية المطلوبة. ولكى يكون الرى إيجابياً لابد أن تكون مميزاته تشمل إنتاجية المحاصيل، وتحسين نوعيتها مع التقليل فى التكاليف الكلية للزراعة.
وأضاف أن الدراسات أثبتت أن كفاءة الرى بالغمر لا تزيد على %30، علاوة على استقطاع ما يقرب من %25 من مساحة الأرض الزراعية على هيئة مراو ومصارف.
ثم اتجه التفكير إلى استخدام الرى الحديث بالرش والتنقيط اللذين كان لهما الأثر الكبير فى تقنين مياه الرى وامكانية الزراعة فى الأرض الصحراوية.
وأكد «النبوي» أن نظم الرى بالرش والتنقيط لم تحل نهائياً مشاكل الرى، حيث لم تتغلب على مشاكل فقدان المياه عن طريق البخر بتأثير الرياح وارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى تركيز الأملاح على الطبقة السطحية، علاوة على أنها تحتاج إلى تكلفة عالية للتنفيذ والتشغيل والصيانة. وتختلف كفاءة هذه النظم باختلاف تصميمها، وكذلك حجم العمالة المطلوبة لتشغيلها وصيانتها وايضاً حجم الطاقة اللازمة.
وقال إنه تم انشاء مزرعة بحثية على مساحة 55 فدانا بالتعاون بين كليتى الزراعة بجامعتى الزقازيق والأزهر، لبحث نظام الرى تحت السطح عن طريق الخراطيم الراشحة، ومدى فوائد هذه التكنولوجيا مقارنة بالرى بالرش أو بالتنقيط.
وشدد على أن النتائج كانت مذهلة، حيث تأكد المشرفون على المزرعة البحثية، من تحقيق مميزات ملموسة من تنفيذ التجربة بتوفير وترشيد استهلاك المياه بنسبة من (45 – %50) مقارنة بنظم الرى السطحية، نظراً لجفاف السطح وانعدام البخر والتسرب العميق للمياه، بجانب منع التلوث البيئى الناتج عن استخدام مبيدات الحشائش بنسبة %100 ومن المبيدات الحشرية والفطرية بنسبة %50.
وأضاف أن نظام الرى تحت السطح، يسهم فى زيادة خصوبة التربة بسبب إمكانية حقن الهواء ومعقمات التربة والجذور عن طريق شبكة الرى أثناء فترة نمو النبات. كما يمكن باستخدام هذا النظام استغلال جميع أنواع الأراضى فى الزراعة، بما فى ذلك الأراضى الغدقة (غير جيدة الصرف) أو شديدة النفاذية.
النظام الجديد يتغلب على مشكلة الملوحة الموجودة فى معظم الأراضى الصحراوية وإمكانية الغسيل الدورى لها لطرد الأملاح بعيداً عن منطقة انتشار الجذور، بالاضافة إلى منع التلوث البيئى والإضرار بالصحة عند استخدام مياه الصرف الصحى فى رى المسطحات والمتنزهات العامة.
وشدد «النبوي» على أن نظام الرى تحت السطح يتلافى ترك الملح والجير على سطح التربة، نتيجة استخدام نظم الرى السطحى طريقتى الرشاشات أو النقاطات من تبخر كمية المياه، وأيضاً يتلافى زيادة تركيز الملح الباقى على السطح الذى ينتقل إلى أسفل مع مياه الرى والأمطار إلى منطقة انتشار الجذور.. ولا نستطيع ان نتجاهل زيادة كفاءة الرى إلى %90 بسبب التوزيع الرطوبى المنتظم فى منطقة انتشار الجذور وعلى طول الخط، ما يؤدى إلى انتظامية وتجانس الرطوبة.
أيضاً زيادة معدل النمو الخضرى للنباتات بنسبة من 20 – %25 نظراً لتوافر الرطوبة بالكمية والتجانس المنتظم فى منطقة انتشار الجذور، وعدم تعرض النباتات للنهايات العظمى والصغرى للرطوبة، بجانب التوزيع العادل والمنتظم للأسمدة والعناصر الغذائية وخاصة بطيئة الحركة منها، مثل الفوسفور فى صورة ذائبة بمنطقة الجذور.
وأكد «النبوي» تطبيق نظام الرى تحت السطح بالخراطيم الراشحة فى عدد من المزارع، مثل مزرعة الرفاعى بجمعية أحمد عرابى بمحافظة القليوبية، والتى كانت أرضها شديدة النفاذية، ومزرعة السلام غرب النوبارية بمحافظة البحيرة وكانت الأرض ايضا شديدة النفاذية.
وأضاف أن تكنولوجيا الرى تحت السطح تم تنفيذها فى دولة الإمارات فى مزرعة النخيل الروضة الجديدة – العين. وقد ساهمت فى خفض كميات المياه من 55 جالوناً فى اليوم للنخل الصغير إلى 25 جالوناً فى اليوم بعد تنفيذ الشبكة. وفى النخيل الكبير من 75 إلى 30 جالوناً. وقد بدأ النخيل فى الإثمار بعد سنتين من تبديل شبكة الرى.
وقال أحمد بهاء صادق العدوى، المستشار الإعلامى للمنتدى الريفى للحفاظ على البيئة، مسئول الأبحاث العلمية بالإدارة العامة للمكتبات بجامعة الزقازيق، إن مصر تعتمد على مياه النيل اعتماداً كلياً فى الاستعمالات الزراعية والصناعية والمنزلية.. فهو يؤمن حوالى %70 من الاحتياجات المائية السنوية لمصر.
وأكد أن أى نقص فى كمية المياه التى ترد إلى مصر من نهر النيل، تؤثر مباشرة على الإنتاج الزراعى والصناعي.. ومن ثم تعد حصة مصر من مياه نهر النيل هى الحد الأدنى المطلوب لسد الاحتياجات المائية.
وأشار إلى انه نظراً لأهمية الموضوع، بدأ البحث عن وسائل ترشيد استهلاك المياه على جميع المستويات والقطاعات لاسيما فى القطاع الزراعى الذى يستهلك %80 من حصة المياه فى مصر. ودعا إلى إجراء أبحاث علمية تخدم ذلك الجانب والذى هو بالتأكيد أهم رافد للحياة مع الوضع فى الاعتبار ان هذه التكنولوجيا (الرى تحت السطحى بالخراطيم الراشحة) تتناسب مع طبيعة الصحراء بكل اختلافاتها وزيادة الإنتاج بنسبة تصل إلى %25 من الإنتاج الزراعي، مع تحسين الجودة للمنتج، وتقليل نسبة استخدام المبيدات الحشرية بنسبة %40 والأسمدة الكيماوية بنسبة %30 مما يعظم فرص الإنتاج والتصدير.
