البنوك ترفض المغامرة بالتمويل.. وشرم الشيخ «الفتى المدلل»
سداد %50 من مديونيات الفنادق.. وإقامة مخفضة لموظفى الحكومة مقابل الـ %50 الأخرى
سامى سليمان: المنطقة تعانى توقف مشروعات سياحية بقيمة 10 مليارات جنيه
انتقد مستثمرون سياحيون وعاملون بالقطاع، توجه الحكومات السابقة الواضح فى تقديم الدعم الكامل لبعض المدن السياحية على حساب الأخرى كمدينة شرم الشيخ التى اعتبروها الابن المدلل سياحياً، مقابل الإهمال المتعمد لمنطقة طابا- نويبع.
قال سامى سليمان، رئيس جمعية المستثمرين السياحيين بنويبع – طابا، إن الاستثمار السياحى بشكل عام غائب عن الساحة خلال السنوات الأخيرة، وبوجه خاص لا يتودد من الأساس لمنطقة طابا- نويبع.
وأضاف أن هناك مشروعات سياحية شبه متوقفة ما بين قطاع خاص وحكومى، قيمتها تفوق 10 مليارات جنيه متواجدة فى منطقة طابا ونويبع فقط.
وتلك المشروعات متوقفة بسبب نقص التمويل اللازم لها، وعدم توفير حوافز الاستثمار من قبل الحكومة أو البنوك، مشيراً إلى ان البنوك ترفض المغامرة فى تمويل مشروعات لا تحقق مكاسبها فى الوقت الحالى.
وهناك سبب آخر لتوقف تلك المشروعات، وهو الإهمال الحكومى لها من ناحية عدم توفير الخدمات الأساسية فى العديد من المناطق السياحية، مضيفاً أن هذه الخدمات تشمل المياه وشبكة طرق هندسية جيدة، فضلاً عن توافر الطيران الداخلى.
وانتقد رئيس جمعية المستثمرين السياحيين فى نويبع طابا، الحكومات السابقة كونها ركزت اهتمامها على منطقة واحدة باعتبارها العاصمة السياحية لمصر وهى «شرم الشيخ»، مقابل أن لدينا العديد من المناطق السياحية الجاذبة والتى تحتاج للتنمية وبعض الاهتمام.
وطالب بتطوير ميناء طابا – نويبع، والطريق الدولى المؤدى لمنفذ طابا، بالإضافة إلى إعادة تشغيل مطار نويبع الذى توقف تماماً.
وأضاف أن منظومة الطرق تحتاج للتطوير، مستشهداً بطريق «شق الثعبان» الذى تضرر جراء السيول ومازالت الحكومة تعمل على إعادة تأهيله.
وكانت وزارة الموارد المائية والرى قد تقدمت بدراسة متكاملة للوقاية من أخطار السيول التى تجتاح مدن طابا ونويبع، على أن يتم تنفيذها خلال 4 أعوام بتكلفة إجمالية قدرها 850 مليون جنيه.
كما قام الدكتور حسام مغازى، وزير الموارد المائية والرى، بزيارة ميدانية لمدن دهب ونويبع وطابا خلال أغسطس الماضى، وقرر تخصيص مبلغ 50 مليون جنيه من ميزانية الوزارة لحماية مدينة طابا من السيول التى تعرضت لها الشتاء الماضى وكبدتها خسائر تتجاوز الـ 400 مليون جنيه.
ونوه سليمان، بأن مياه السيول مستمرة فى الهبوط من الجبل بمنطقة وادى وتير، منذ مايو الماضى وحتى الآن، مطالباً بسرعة حل الأزمة أو إعادة استغلالها بما يعود بالنفع على المنطقة بدلاً من الأضرار التى تسببها.
وطالب بضرورة تحويل منطقة طابا- نويبع إلى منطقة سياحية تجارية حرة مثل العقبة وإيلات، ما يسمح برواجها وزيادة الدخل الوارد لها خلال فترة وجيزة.
وبحسب رئيس جمعية المستثمرين السياحيين بنويبع- طابا، فإن بوابة طابا خلال عام 2001 كانت تستقبل نحو 750 ألف سائح أسبوعياً، فى حين أن أعداد الوفود السياحية القادمة منها مؤخراً لا تتجاوز 50 ألف سائح.
ودعا سليمان لتكاتف جميع الجهات وتعاونها فى وضع الحلول السريعة للنهوض بالمنطقة سياحياً واقتصادياً، مناشداً كل وزير أو مسئول زيارة المنطقة وإلقاء نظرة عليها على الطبيعة – حسب قوله.
واقترح حلاً مبدئياً للتغلب على مشكلة الديون المستحقة من قبل المستثمرين المتعثرين لمختلف الجهات كالتأمينات الاجتماعية والكهرباء والمياه والبنوك، بأن يتم سداد %50 منها على أن يتم سداد الـ %50 المتبقية من خلال توفير رحلات سياحية وإقامة بفنادق طابا- نويبع، بأسعار مخفضة لموظفى تلك الجهات على مدار عدة سنوات.
وأضاف أن متوسط الديون المستحقة على كل منشأة سياحية على مدار الـ 4 سنوات الماضية يبلغ نحو 400 ألف جنيه، وذلك للفنادق الصغيرة والتى لا تتعدى 3 نجوم، مشيراً إلى أن هناك فنادق قد تتجاوز مديونيتها المليون جنيه.
من جانبه، قال الدكتور فاروق ناصر، رئيس مجلس الإدارة، العضو المنتدب للشركة الدولية للاستثمار والتنمية، إن أسباب غياب الاستثمار السياحى مؤخراً، خصوصا فى بعض المناطق السياحية كطابا- نويبع، يرجع لدواع أمنية وسياسية أعاقته فى الفترة الأخيرة.
وتنبأ بعودة النشاط للاستثمار السياحى تدريجياً، ليفرض نفسه من جديد بمجرد استعادة الاستقرار الأمنى للبلد.
وذكر أن هناك نحو 140 فندقا متوقفاً بمختلف المناطق السياحية، سواء عن العمل أو استكمال إنشائها خلال الفترة الأخيرة بسبب التعثرات المالية لمستثمريها.
وأضاف أن البنوك بالفعل أجلت تحصيل مستحقاتها من المستثمرين وساهمت فى الوقوف بجانب القطاع السياحى، لكنها لن تستطيع المغامرة برؤوس أموال العملاء والدخول فى مشروعات جديدة لن تأتى بثمارها خلال الفترة الحالية أو المقبلة.
من جهته، قال توفيق القاضى، مدير عام المقر الإدارى بمصر لشركة «شتايجنبرجر» الألمانية لإدارة الفنادق، إن السبب وراء إهمال منطقة طابا- نويبع، هو الاعتقاد الخاطئ بأنها قريبة من الحدود الإسرائيلية مع مصر والأماكن المستهدفة إرهابياً.
وأشار إلى أن هذا الاعتقاد الخاطئ بشأن حدود المنطقة وقربها أو بعدها عن الأماكن المستهدفة، هو السبب الرئيسى فى تراجع العديد من المستثمرين الخارجيين عن الدخول للمنطقة وضخ استثماراتهم بها.
وأضاف أن المنطقة تتمتع بالعديد من المكونات السياحية الجاذبة التى لا تتوافر بأى مكان فى العالم، ولكنها لم تحظ بالاهتمام والتنمية المناسبة، مشيراً إلى أنها تتعرض للتشويه المتعمد لأسباب مجهولة – حسب قوله- فى حين أن مدينة شرم الشيخ حصلت على الدعم الكامل سياحياً واقتصادياً فى ظل نظام الحكم السابق.
وأشار إلى أن معظم المشروعات السياحية التى تتواجد بالمنطقة، قامت بالجهود الذاتية للمستثمرين المصريين، فى ظل تراجع دور الدولة فى دعمها.