عندما يصل الدخل القابل للصرف إلى عشرات الآلاف من الدولارت سنوياً، ويصنف نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بأنه الأعلى في العالم، أكثر من 96 ألف دولار في قطر، فماذا ستفعل بكل هذا المال الإضافي؟ تقود سيارتك في شارع بدبي، أو تمضى بعض الوقت داخل رواق أحد فنادق الـ5 نجوم في الرياض، عندئذ ستعرف ميزة دول مجلس التعاون الخليجي التي تكثر فيها السيارات الفاخرة.
فوفقاً لشركة (باين آند كومباني- Bain and Company)، يعد الشرق الأوسط، الذي يشكل الخليج العربي الجزء الأساسي منه، عاشر أكبر سوق للبضائع الفاخرة في العالم، حيث تبلغ مبيعاته 7.9 مليار دولار، ويسهم قطاع السيارات في الحفاظ على هذه النسبة مرتفعة.
وتتنبأ شركة (بوسطن الاستشارية) أن مبيعات السيارات السنوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد تصل إلى 7 مليارات تقريباً بحلول عام 2020، بزيادة عن الرقم الحالي الذي يبلغ حوالي 3.9 مليار، مع انتشار السيارات الفارهة في أكثر المدن ثراء.
وتضع نتائج الدراسات التي أجرتها (وحدة الاستقصاء بمجموعة الإيكونومست- Economist Intelligence Unit) أبوظبي أعلى القائمة، حيث تتمتع بدخل متاح للفرد يبلغ 13.496 دولار، وهو المبلغ الأعلى في المنطقة، تتبعها دبي بمبلغ 12.543 دولار والرياض بمبلغ 11.700 دولار.
إن توفر الدخل القابل للصرف مع تنامي إغراءات السيارات الفارهة المصقولة والمركبات الجميلة يرفع من نسبة المبيعات. ففي عام 2013، ارتفعت مبيعات شركة (مازراتي) في الشرق الأوسط بنسبة ضخمة بلغت %44، بينما شهدت مبيعات (بورشه- Porche) ارتفاعاً بنسبة %26 والـ(رولز رويس) %17، كما شهدت مبيعات (أودي) و(مرسديس) و(بي إم دبليو) زيادة قوية أيضاً. ويشير إلى أمر واحد فقط: شهية العرب للسيارات الفاخرة في ارتفاع كثيف.
ويقول ستيفان هوبولد، المدير الإداري العالمي لشركة (كارمودي- Carmudi)، بوابة إلكترونية دولية لإعلانات السيارات المبوبة: “توجد شهية ضخمة للسيارات فائقة الفخامة في الشرق الأوسط. الناس على استعداد لدفع الثمن لامتلاك سيارة فاخرة سواء كانت جديدة أو مستعملة”.
وتتنوع أحجام وأشكال هذه السيارات اليوم لأن شركات التصنيع تطور تصاميمها وابتكاراتها، ولكن وفقاً لهوبولد، فإن السيارة الكلاسيكية المفضلة والتي لاتزال في مقدمة السيارات الفاخرة هي الـ(رولز رويس).
ويضيف قائلاً: “عندما تحدثت مع وكلائنا الموزعين في دبي حول السيارات فائقة الفخامة في 2014، أجمعوا على الـ(رولز رويس فانتوم) بقاعدة العجلات الممتدة. فلا شك أنها واحدة من أكثر السيارات إثارة في الشرق الأوسط، والتي يطلبها أصحاب النفوذ والأثرياء”.
وقد تشكلت مجموعة (رولز رويس المحدودة- Rolls-Royce Limited) في إنجلترا عام 1904 إثر صفقة بين هنري رويس، الذي كان مهندساً في كامبردج، وتشارلز رولز، مالك واحدة من أوائل وكالات السيارات.
ولكن السبب في بقاء جاذبية السيارة يتعدى مجرد مصدر تصنيعها؛ فبعد أن كان امتلاك واحدة من أكثر العلامات التجارية فخامة كافياً للفت الأنظار، يسعى المشترون اليوم إلى المزيد فيرغبون بتحديث سياراتهم لتصبح كما يحلمون وأن لا يكون لها مثيل. ويقول هوبولد: “إن كنت ترغب حقاً بمعرفة حقيقة ما يجري في قطاع السيارات الفخمة في الشرق الأوسط عليك إدراك أن جميع الأفراد رفيعي المستوى يريدون أن تكون سياراتهم فريدة من نوعها”.
وبتقديمها الخدمات المعدة، حسب الطلب، ابتداءً من اختيار ألوان معينة وانتهاء ببطانة السيارة الداخلية الفريدة من نوعها، تعد (رولز رويس) واحدة فقط من أفضل شركات السيارات التي تسير مع تيار التصنيع حسب الطلب، حيث تنتشر المركبات الفخمة في أنحاء العالم، وقد جذبت انتباه الشرق الأوسط إلى هذا المضمار.
ويشير هوبولد إلى واحدة منها ألا وهي (رينج روفر أوتوبيوغرافي) التي يتراوح سعرها بين 170 و220 ألف دولار، وهي مشهورة جداً بين السكان المحليين في الإمارات الذين يفضلون السيارات الرياضية متعددة الاستعمالات لإمكانية قيادتها خارج الطرق غير المستوية وعلى الصحارى الرملية ونقل عائلاتهم الكبيرة فيها”.
وسواء كانت السيارات الفخمة ذات ميزات مناسبة للعائلة أو كانت مركبات فائقة السرعة مصقولة كتلك التي نحلم بها، فإن الأفضل في توفير خدمات حسب الطلب ستكون هي أكثر السيارات قيمة في العالم.
