أعلنت هيئة الرقابة المالية أن قانون تنظيم نشاط التمويل متناهي الصغر الذى أصدره رئيس الجمهورية الاربعاء يهدف إلى المساهمة فى إيجاد فرص عمل والحد من الفقر من خلال تنظيم وتفعيل وسيلة تمويل يستفيد منها البسطاء لإقامة مشروعات تجارية أو حرفية أو خدمية خاصة بهم ممن قد لا تتيسر لهم القروض التقليدية.
وقال شريف سامى رئيس الهيئة – فى بيان إن القانون يعد الأول من نوعه فى مصر موضحا أن وجود نظام إشرافى يتمتع بالمصداقية وتطبيق قواعد واضحة لإدارة المخاطر وحماية المتعاملين واشتراط معايير للملاءة المالية وتحديد متطلبات إفصاح للجهات المرخص لها كلها عوامل جذب للمستثمرين والممولين المهتمين بنشاط التمويل متناهى الصغر سواء الشركات أو الجمعيات الأهلية معربا عن تقديره لحرص الحكومة المصرية برئاسة المهندس إبراهيم محلب على إقراره.
وكشف أن القانون جاء منظما للترخيص للشركات بتقديم التمويل متناهى الصغر تحت إشراف الهيئة وميسرا لمزاولة الجمعيات والمؤسسات الأهلية لهذا النشاط موضحا أنه إصدار القانون يتيح جذب رؤوس أموال نتيجة للاهتمام المحلى والدولى بالتمويل متناهى الصغر لتأثيره الإيجابى اقتصاديا واجتماعيا.
وأضاف أنه حماية لحقوق الشركات والجمعيات والمؤسسات الأهلية التى تقدم خدمات التمويل متناهي الصغر فقد تضمن مشروع القانون سريان أحكام قانون التجارة على معاملات الشركات والجمعيات والمؤسسات الأهلية مع عملائها وخضوع المنازعات والدعاوي الخاضعة لأحكام هذا القانون لاختصاص المحاكم الاقتصادية.
وذكر ان القانون سمح بقيام الجمعيات والمؤسسات الأهلية بتأسيس أو المساهمة فى تأسيس شركات لمزاولة نشاط التمويل متناهي الصغر وإنشاء اتحاد يضم الجهات العاملة فى نشاط التمويل متناهى الصغر يسمى “الاتحاد المصري للتمويل متناهي الصغر” ويصدر بنظامه الأساسى قرار من مجلس إدارة الهيئة.
وبين سامى أن من أهم ما تضمنه القانون “أنه تعد من التكاليف واجبة الخصم عند تحديد صافى الدخل الخاضع للضريبة العوائد المدينة التى تدفعها الشركة على القروض وغيرها من وسائل التمويل والمخصصات التى تكونها الشركة على التمويل المشكوك فى تحصيله وفقا للمعايير التى تضعها الهيئة ولما يقر به مراقب حسابات الشركة, وكذلك الديون التى يقرر مجلس إدارة الشركة إعدامها بناء على تقرير مراقب الحسابات وتزيد على المخصصات المشار إليها”.
ويحظر القانون على الشركات والجمعيات تلقى ودائع كما أنه لا يمتد إلى البنوك فهى تعمل تحت إشراف البنك المركزى المصري ولا يقتصر “التمويل متناهى الصغر” على الإقراض وإنما يمكن أن يشمل صيغ التأجير التمويلى والمرابحة والمتاجرة وما إلى ذلك.
ولفت إلى أن مشروع القانون استحدث وحدة ذات طابع خاص تابعة للهيئة للإشراف على نشاطها التمويلي يضم مجلس أمناء تلك الوحدة خبراء وممثلين لعدد من الوزارات المعنية والبنك المركزى وممثل للاتحاد.
واورد أن من النقاط المهمة التى تضمنها مشروع القانون السماح للجمعيات والمؤسسات الأهلية بتأسيس أو المساهمة فى شركات التمويل متناهى الصغر بحيث يكون لها حرية الاختيار بين البقاء كجمعية أو تحويل نشاطها التمويلى لشركة خاضعة لإشراف الهيئة.
وأوضح سامى أن الهيئة عند إعدادها لمشروع القانون قد تشاورت مع عدة جهات بشأنه وتلقت ملاحظاتها ومن ضمنها الصندوق الاجتماعى للتنمية والشبكة المصرية للتمويل الأصغر
والبنوك ووزير التضامن الاجتماعي وشركات مهتمة بالعمل فى المجال وكذا بعض المؤسسات الدولية ومنها البنك الدولى والهيئة الألمانية للتعاون ومؤسسة التمويل الدولية كما عقدت أكثر من ندوة للتعريف به فى المعهد المصرفى وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.