إنشاء ثلاجة حفظ المنتجات بقيمة 6 ملايين جنيه.. وزراعة 150 فداناً بالنوبارية الجديدة
40 مليون جنيه استثمارات مصنع النوبارية
10 ملايين قيمة الصادرات للسعودية والإمارات
محمد محيى: نستهدف التوسع فى مجالات التسويق للمنتجات الزراعية محلياً وخارجياً
التسميد فى مصر يحتاج إلى إعادة هيكلة والمغذيات العضوية بديل فعال لندرة الأسمدة التقليدية
إنشاء 100 منفذ بيع بتكلفة 10 ملايين جنيه.. وإقامة معارض بدول عربية وأوروبية
تخطط شركة « فارما سيوتيكا » للمواد الكيميائية والمستحضرات الصيدلانية لزيادة استثماراتها الحالية فى السوق المصرية، خاصة المتعلقة بالمخصبات العضوية للنباتات والأسمدة الورقية، وكذلك التوسع فى قطاع الأدوية البشرية.
وقال الدكتور محمد محيى، رئيس مجلس إدارة الشركة فى حوار لـ «البورصة»، إن الشركة تسعى لضخ استثمارات فى المخصبات العضوية للتغلب على أزمة إنتاج الأسمدة التقليدية فى السوق المصرية، موضحاً أن الشركة سوف تستغل هذه الأزمة لزيادة التوعية بهذه التقنية الجديدة من المخصبات التى أثبتت كفاءة عالية فى عدد كبير من الشركات الزراعية فى مصر.
وتمتلك «فارما سيوتيكا» مصنعاً بمدينة النوبارية الجديدة باستثمارت 40 مليون جنيه، متخصصاً فى إنتاج الأدوية البيطرية والمبيدات الزراعية والأسمدة بأنواعها المختلفة والمغذيات العضوية للنبات، علاوة على إنتاج عدد من الأدوية البشرية.
وأوضح أن الأدوية تعد من أقل القطاعات نشاطاً فى الشركة، لكنها تخطط لزيادة الاستثمارات فيها.
فى سياق متصل أشار إلى أن منظومة الزراعة فى مصر تحوى الكثير من الخلل فى إدارتها بكل مراحل الإنتاج بدءاً من توفير التقاوى الجيدة والتى أجريت عليها الأبحاث العلمية اللازمة لتعظيم الإنتاجية، مروراً بمنظومة التسميد التى تعانى من نقص شديد فى زيادة إنتاجيتها وتوفيرها للفلاحين أو للشركات الزراعية الكبيرة، ومروراً بمرحلة التسويق النهائية للمنتج سواء كان محلياً أو عالمياً.
وانتقد دور الهيئات البحثية فى استنباط سلالات عالية الجودة للعديد من المحاصيل الاستراتيجية خاصة الحبوب والخضر، مشيراً إلى أن الأصناف الجيدة توزع فى نطاق ضيق للغاية بسبب الوهن الشديد فى منظومة الإرشاد الزراعى التى لا تقوم بدورها المنوط فى توعية الفلاحين والشركات بأهمية اتباع العلم فى الزراعة لرفع الإنتاجية وتحسين المنتج النهائى سواء من حيث الكم أو الكيف.
ووفقاً لرئيس مجلس إدارة فارما سيوتيكا، هناك أزمة كبيرة فى منظومة تسميد الزراعات وتعانى خللاً واضحاً فى توفير الأسمدة الأساسية للتربة بسبب ضعف منظومة إنتاج السماد أو سوء إدارتها وتحكّم القطاع الخاص فيها رغم وجوب عدم المساس بهذه الصناعة واعتبارها سيادية يجب أن تملك الدولة النصيب الأكبر فى إنتاجها والتحكم فى استراتيجية توزيعها، خاصة العناصر الأساسية منها وهى النيتروجين أو اليوريا والفوسفات والبوتاسيوم التى تعد العناصر الأساسية اللازمة لنمو النبات بطريقة سليمة.
وقال إن «فارما سيوتيكا» تسعى للتغلب على أزمة نقص الأسمدة التقليدية بتوفير نوعية من المغذيات الورقية تحتوى على جميع العناصر الموجودة فى نوعية الأسمدة سالفة الذكر، من خلال عدد من المركبات تستخدم بالرش على أوراق النباتات بدلاً من التسميد الأرضى المتعارف عليه.
أوضح أن المغذيات الورقية عبارة عن منتجات تتوافر فيها جميع العناصر مثل الزنك والحديد المنجنيز واليوريا والكالسيوم والبوتاسيوم والأحماض الأمينية والمواد العضوية، وأن الشركة طورت أبحاثاً جديدة تمكن النبات من الحصول على هذه العناصر من خلال التغذية الورقية لا عن طريق التسميد الأرضى، وهو أصبح العرف الذى تتعامل به معظم الدول الزراعية الكبيرة بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك كنوع من التطوير الضرورى للتغلب على عدم توافر المواد الخام أو عدم القدرة على تصنيع أو توفير الأسمدة التقليدية.
أَضاف أن مصر فى حاجة ماسة إلى الإرشاد الزراعى السليم وتطوير منظومة الإرشاد للتوعية بأهمية تغيير النمط المتعارف عليه، لا سيما فى ظل عدم قدرة الدولة على توفير السماد الأساسى للفلاحين بأسعار جيدة فى ظل هيمنة شديدة من القطاع الخاص على إنتاجه بعد عمليات الخصخصة دون وعى، والتى كانت تقتضى عدم بيع المصانع المنتجة لهذه السلعة السيادية والاستراتيجية المهمة.
وبحسب رئيس مجلس إدارة الشركة، فإن «فارما سيوتيكا» تسعى إلى تطبيق استراتيجية توسعية خلال العام المقبل من خلال الدخول فى انشطة استثمارية جديدة، مشيراً إلى ضخ 10 ملايين جنيه لافتتاح 100 منفذ بيع لمختلف المنتجات الزراعية عالية الجودة فى المحافظات والقاهرة الكبرى وذلك للتغلب على مشكلة التسويق التى تواجه العديد من المنتجين لبيع إنتاجهم بالسوق المحلى والتغلب على ظاهرة سماسرة السوق التى تحقق أرباحاً كبيرة على حساب المنتج والمستهلك، وتستهدف الخطة زيادة عدد المنافذ بشكل سنوى لتغطية جميع مناطق الجمهورية.
وأشار إلى أن مجال تسويق المنتجات الزراعية فى مصر يعمل بطريقة تقليدية قديمة ولا توجد استثمارات حقيقية فى هذا القطاع، وهو ما نتجت عنه زيادة حجم الهالك فى نقل وتوزيع المنتجات والذى يتعدى %40 فى عدد من المنتجات خاصة سريعة التلف.
وقال إن الدخول فى مجال التسويق لن يقتصر فقط على السوق المحلى، والشركة بصدد إجراء دراسة للتسويق الخارجى للمنتجات الزراعية المصرية فى العديد من الأسواق خاصة الأوروبية والعربية من خلال إقامة معارض، ومحاولة إبرام عقود مع شركات لاستيراد المنتجات المصرية، حيث ستعمل شركة فارما سيوتيكا دور الوسيط بين المستورد والشركات الزراعية العاملة فى السوق المحلية من خلال استغلال قاعدة البيانات والعلاقات سواء المحلية أو الدولية التى تحظى بها الشركة، مشيراً إلى أن شركته أبرمت عدداً من الصفقات لتصدير الرمان والبصل لدولة الدنمارك وعدد من الدول العربية.
وأضاف أن الشركة تعمل حالياً على إنشاء ثلاجة لحفظ الحاصلات المخصصة للتصدير بقيمة 6 ملايين جنيه، حتى تتمكن من جمع المحاصيل من الشركات وتسويقها أو تأجيرها للشركات الزراعية الراغبة فى حفظ منتجاتها.
فى سياق متصل، أشار إلى أن «فارما سيوتيكا»، تعمل فى قطاع الزراعة أيضاً بجانب التصنيع من خلال زراعة ما يزيد على 150 فداناً بأراضى النوبارية الجديدة، و16 فدانا فى منطقة جمعية عرابى، بالإضافة إلى العديد من الشراكات مع كبرى الشركات المصرية التى تعمل بالقطاع مثل السادس من أكتوبر والمصرية الإنجليزية، وغيرهما من الشركات الكبيرة.
أضاف أن «فارما سيوتيكا»، تمتلك العلاج الرئيسى لفيروس النباتات وهو مسجل بملكية فكرية خاصة، موضحاً أن العلاج الجديد رفع حجم مبيعات الشركة بالسوق المحلى والأسواق العربية، حيث تصدر الشركة العديد من منتجاتها إلى السعودية والإمارات العربية المتحدة بقيمة 10 ملايين جنيه سنوياً بسبب براءة هذا الاختراع، بالإضافة إلى العديد من المنتجات الأخرى مثل الأسمدة الخاصة والاحماض والمنتجات الإيكولجية.
أضاف أن للشركة نشاطاً كبيراً فى مجال التنمية البشرية، حيث تعد خطط التدريب للمهندسين وجميع موظفى القطاعات الزراعية من خلال برامج تدريبية متقدمة تتيح لهم متابعة القطاع مع استمرار التعاون مع المنظمات العلمية للوقوف على كل جديد فى قطاع الزراعة.