نيبال دهبة: 6 شركات أجنبية كبرى تعتزم ضخ استثمارات فى السوق المصرى نهاية 2015
19 مليار دولار حجم مبيعات الشركة العالمية.. و%5 حصة الشرق الأوسط ومصر
5 مليارات دولار مبيعات متوقعة لسوق الدواء المصرى 2015.. ونمو %60 خلال 5 سنوات
الشركة تعبئ مستحضرين بمصنع حكومى وتستورد 6 أخرى ولدينا مكتب علمى بمصر
تعديل منظومتى التسجيل والتسعير يفتح الباب أمام استثمارات جديدة محلية وأجنبية
قالت د. نيبال دهبة، مدير العلاقات الخارجية بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بشركة « Abbvie » الأمريكية للأدوية، فى حوار لـ «البورصة»، أن الشركة افتتحت مؤخراً مكتباً علمياً ليكون مقراً للشركة الأمريكية الأم فى مصر ويسّهل نفاذ منتجاتها للسوق المحلي، مشيرة إلى أن « Abbvie » تعد الأولى من بين الشركات الأمريكية التى زارت مصر واتخذت خطوة نحو الاستثمار فى مصر.
وفقاً لدهبة تمتلك شركة « Abbvie » العالمية 12 مصنعاً أغلبها بولاية شيكاغو فى الولايات المتحدة، إضافة إلى مصنع بإيطاليا، وبدأت الشركة فى مسح للمنطقة العربية لبحث إمكانية انشاء مصنع جديد للشركة بمنطقة الشرق الأوسط.
وفى سياق متصل، قالت مدير العلاقات الخارجية، إن الشركة طرحت 8 أدوية بالسوق المصرى، وإنها تعتمد على تعبئة مستحضرين فقط داخل مصانع «القاهرة للأدوية»، إحدى الشركات التابعة للشركة القابضة للصناعات الدوائية، موضحة أن المستحضرين متخصصان فى التخدير وهما «sevo» و«furane» ويحققان مبيعات كبيرة تتجاوز %55 من إجمالى مبيعات الشركة داخل سوق الدواء المصرى.
وأضافت دهبة أن «إبفى العالمية» تورد 6 مستحضرات للسوق المصرى لعلاج الصدفية وأمراض المناعة والعصبية، إضافة إلى دواء خاص للأطفال.
وأضافت أن الشركة تسعى لتسجيل 4 أدوية جديدة بإدارة الصيدلة بوزارة الصحة، موضحة أن الشركة تمتلك 14 دواءً طرحت 8 منها فى السوق المصرى.
وتابعت أن « Abbvie » تعمل على أبحاث لـ 12 دواء أخرى من خلال مراكزها البحثية، حيث تمتلك 6 مراكز علمية لعلاج الأمراض المستعصية منها السرطان والروماتيد.
وأعلنت أن الشركة العالمية انتهت من أبحاث دواء لعلاج فيروس سى فى شكل أقراص ملائم لمرضى الجيل الرابع المنتشر فى مصر، مشيرة إلى أن العقار الجديد فى انتظار موافقة منظمة الدواء والغذاء الامريكية «FDA».
وأضافت أن الفترة الحالية شهدت تقدم 4 شركات عالمية بملفات تسجيل عقاقير لعلاج فيروس “سي”، وهى “ميرك”، و”جانسن”، و”أبفى”، و”جلياد” التى اقتنصت الموافقة فى وقت سابق وأنتجت دواء سوفالدى وهارفونى والتى تعاقدت وزارة الصحة على استيراد الأول وتسعى للتعاقد على الثاني.
وحسب دهبة حققت « Abbvie » العالمية للأدوية مبيعات بقيمة 19 مليار دولار خلال العام الماضى 2013، منها 950 مليونا بدول الشرق الأوسط ومصر وهو ما يعادل %5.
وتابعت أن الشركة العالمية حققت أعلى معدلات نمو شهرى فى المبيعات بنحو %40، وهو ما يؤثر إيجابيا على أسهمها فى البورصة الأمريكية.
وكانت « Abbvie » العالمية قد انفصلت عن شركة «ABBOTT» الأمريكية منذ عامين واتجهت لتأسيس شركات ذات مسئولية محدودة وفتح مكاتب علمية فى 171 دولة، وفقاً لدهبة.
فى سياق متصل، كشفت دهبة عن اعتزام 6 شركات عالمية للأدوية ضخ استثمارات فى سوق الدواء المصرى خلال الربع الأخير من العام المقبل 2015.
وأوضحت أن الكيانات الـستة التى تعتزم الاستثمار تضم شركة انجليزية كبرى وأخرى إيطالية واثنتين من سويسرا، مشيرة إلى أن تلك الشركات أعلنت فى اجتماع جمعية «فارما» – التى تضم ممثلى شركات المالتى ناشيونال فى الشرق الأوسط – أن مصرعلى رأس قائمة الدول المستهدفة خلال العام المقبل.
وأضافت «رؤساء تلك الشركات افصحوا لى خلال المؤتمر الصحفى الذى أقيم مؤخراً للإعلان عن تدشين مكتب الشركة داخل مصر عن استهدافهم دخول سوق الدواء المصرى لما يشهده من نمو سنوياً تتجاوز نسبته %15».
وتابعت أن الوفد الأمريكى الذى شارك خلال المؤتمر استشهد بالطفرة الاقتصادية التى تشهدها مصر تلك الأيام، وأن هناك ترحيباً عالمياً للاستثمار داخل سوق رأس المال المصرى بشكل عام، فضلاً عن شركات الأدوية المالتى ناشيونال.
وأوضحت «دهبة»، أن الشركة كانت تدرس منذ فترة كيفية دخول سوق الدواء المصرى ووجود كيان قانوني، لكنها كانت تخشى آنذاك من المخاطرة فى ظل حكومة الرئيس الأسبق محمد مرسى التى كانت محسوبة على نظام الإخوان المسلمين.
وقالت دهبة إن دخول السوق المصرى فى هذا التوقيت جاء نتيجة لمساعى الحكومة المصرية لتشجيع الاستثمارات الأجنبية واتجاهها لزيادة مخصصات الصحة على وجه التحديد فى الموازنة العامة للدولة وزيادة حجم الإنفاق من 3 إلى %7 خلال السنوات المقبلة وفقاً للدستور ما سيؤثر إيجابياً على مجال الاستثمار الدوائى.
وأضافت أن الشركة أجرت دراسات للسوق المصرى قبل قرار إنشاء مكتب علمي، اسفرت عن نمو متوقع للسوق المصرى بنسب تتراوح بين 45 و%60 خلال السنوات الـ5 المقبلة فى ظل معدلات النمو السكانى الحالي.
وتابعت أن الدراسة أشارت إلى ارتفاع مبيعات السوق إلى 5 مليارات دولار خلال العام المقبل 2015 بنسبة نمو تتجاوز %23 مقارنة بـ 4 مليارات متوقعة العام الحالى، مشيرة إلى أن اتجاه وزارة الصحة لتفعيل اللجنة الاستشارية العليا للدواء التى تتولى إعداد قوانين جديدة للتسجيل والتسعير.
وأوضحت أن حال تذليل العقابات داخل منظومة التسعير ستؤثر بشكل أكثر إيجابية على أرباح سوق الدواء وفتح الباب أمام استثمارات جديدة، مضيفة أن الشركات المالتى ناشيونال تعانى من ثبات أسعار العديد من الأدوية منذ عشرات السنوات، ما دفعها إلى تقليل استثماراتها بالسوق المصري.
وتابعت أن الشركات الأجنبية تسعى لمعادلة تواجدها داخل السوق المصرى وعدم تعرضها لخسائر خاصة انها تصنع أدوية مبتكرة وتكلفها الأبحاث العلمية الجديدة المليارات.
وحول الاتهامات التى توجه للشركات الأجنبية لارتفاع أسعار مستحضراتها مقارنة بمثيلاتها المحلية، قالت نيبال دهبة، إن أغلب الأدوية الأجنبية مبتكرة وتحظى بملكية فكرية، والمريض المصرى لديه بدائل لأغلب الأدوية الأجنبية وتتوافر فيها نفس المادة الفعالة وعليه أن يختار بما يتناسب وظروفه الاجتماعية.
فى سياق متصل، أوضحت دهبة، أن الشركات متعددة الجنسيات تستحوذ على %40 من إجمالى مبيعات سوق الدواء المصرى رغم أنها تنتج %20 من إجمالى الوحدات فقط، مقارنة بشركات الدواء المحلية التى تنتج كماً أكبر من الأدوية بأسعار متدنية نتيجة لمراعاتها الجانب الاجتماعى.
وأكدت على أهمية تركيز الحكومة المصرية على البحث العلمى فى مجال الدواء الفترة المقبلة، خاصة فى ظل توقيع مصر على اتفاقيات المنظمة التجارية العالمية، وهو ما يجبرها خلال سنوات قليلة على تطبيق قانون 82 لسنة 2002 الذى ينص على حماية الملكية الفكرية لتصنيع الدواء ومنع الشركات من تقليده، وسيضع الشركات المصرية فى مأزق نتيجة اعتمادها على تقليد الأدوية الأجنبية.
وأضافت أن مصر يمكنها تصنيع عدد من الأدوية المبتكرة دون مراعاة الملكية الفكرية حال تفشى مرض معين لكن فى الوقت نفسه «يصعب إعلان مصر منطقة موبوءة لأغلبية الأمراض للاحتفاظ بحق إعادة تصنيع المادة الفعالة.
ولفتت إلى أن مصر تضم مجموعة كبيرة من العلماء الذين يمكنهم اكتشاف أدوية مبتكرة، لكنهم فى أغلب الأحيان يلجأون إلى العمل فى شركات أجنبية بالخارج، حيث تتوافر معامل بحث علمى على مستوى عال من الكفاءة، واستشهدت بأن مخترع دواء سوفالدى المعالج لفيروس سى الجديد يهودى مصرى.
فى سياق آخر، قالت دهبة إن الشركة تسعى إلى الدخول فى شراكة مع الحكومة المصرية لتنظيم حملات توعية للعديد من العادات السلبية والتى قد تتسبب فى أمراض سرطانية منها التوعية ضد مخاطر التدخين، لافتة إلى أن الشركة الأم تمتلك كياناً مستقلاً تحت اسم أبفى الخيرية يسعى لمساندة دول العالم فى مواجهة الأمراض والتوعية بأساليب الوقاية.
وأكدت استعداد «أبفى» لتحمل تكاليف دورات تدريبية فى المحافظات البعيدة داخل مصر، وأن الشركة خلال الأيام المقبلة ستقوم بحملة توعية داخل جمعية الأورمان.