«الوكالة» ترى أن التعجيل بها لا يخدم الصالح العام
الخلاف مع الحكومة سببه اعتماد الوكالة على قانون «FIDIC» الدولى للطرح والترسية والذى لا يتناسق مع قانون المناقصات والمزايدات المحلى
«الجايكا» تدرس مقترحاً لتفكيك كوبرى الجيزة لاستكمال المرحلة الأولى من مترو الهرم وإعادة بنائه بعد إنهاء المشروع
وزير النقل والسفير اليابانى وضعا جدولاً زمنياً لاختيار استشارى ومقاولى المشروع أول العام المقبل
كشف الدكتور أشرف مبروك، رئيس برامج تمويل مشروعات النقل والرى بوكالة التعاون اليابانية الدولية «JICA» أن الحكومة اليابانية لديها التزام تجاه تمويل وتنفيذ المرحلة الثانية من الخط الرابع للمترو، إلا أنه لم يتم توقيع أى اتفاقية بهذا الشأن، مشيراً إلى أن الحكومة المصرية تريد البدء فى المرحلة الثانية فور الانتهاء من المرحلة الأولى مباشرة، وطالبت مصر اليابان عبر الجايكا بإجراء الدراسات الخاصة بالمرحلة الثانية إلا أن الجايكا ترى أن الوقت مازال مبكرا للقيام بأى دراسة، وذلك لأن لكل دراسة تاريخ صلاحية وتحتاج إلى مزيد من التحديث إذا أجريت قبل المشروع المحدد بفترة طويلة.
أكد فى تصريحات خاصة على هامش انعقاد ندوة للسفارة اليابانية عن تنمية منطقة قناة السويس بالإسماعيلية أنه لا توجد أى تعديلات على مسار المرحلة الأولى من الخط الرابع وأن ما يتم حالياً هو إبداء الرأى حول مقترحات لكيفية إنشاء المحطات فى الأماكن ذات الكثافة الإنشائية لوجود المبانى والكبارى بها.
«هناك مقترح تدرسه الجايكا لتفكيك كوبرى الجيزة لتسهيل عمليات إنشاء المترو أسفل المنطقة العمرانية بميدان الجيزة، على أن يتم إعادة بناء الكوبرى مرة أخرى بعد إنهاء المرحلة الأولى لمترو الخط الرابع، ولكن لن يتم إقرار أى مقترح إلا بعد دراسة التداعيات المصاحبة للتنفيذ»، وفقا لمسئول برامج تمويل مشروعات النقل والرى بالجايكا.
أضاف أنه لن تكون هناك أزمة مرورية بميدان الجيزة أو المناطق المحيطة به فى حالة تفكيك الكوبرى، وذلك لأن الحكومة ستقوم بتعديل مسارات الطرق المؤدية للميدان، مستشهداً بالتعديل الذى أجرته الحكومة أثناء إنشاء محطة البحوث فى شارع السودان بخط المترو الثانى «شبرا – المنيب» التى كانت ناجحة للغاية ولم تسفر عن أزمات مرورية أو تكدس للسيارات، حسب تعبيره.
أشار مبروك إلى أن ثمة اجتماعاً عقد بين المهندس هانى ضاحى وزير النقل وتاكيهيرو كاجاوا السفير اليابانى فى مصر منذ حوالى أسبوعين تضمن اتفاق الجانبين المصرى واليابانى على الإسراع فى إجراءات طرح مشروع تنفيذ المرحلة الأولى من إنشاء خط المترو الرابع.
ووافقت الحكومة اليابانية منذ أكثر من عامين على تمويل مشروع إنشاء المرحلة الأولى من خط المترو الرابع الذى يربط مدينة 6 أكتوبر بمناطق الهرم والجيزة ومصر القديمة ثم مدينة نصر والقاهرة الجديدة، وذلك عبر قرض بقيمة 1.2 مليار دولار بفائدة %0.1 يسدد على 40 عاماً و10 سنوات سماح، علاوة على منحة لا ترد لإعداد الدراسات الخاصة بالمشروع ومستندات التأهيل والطرح.
أضاف أنه تم الاتفاق على جدول زمنى يبدأ من أول 2015 لطرح مناقصة لاختيار استشارى للمشروع، مشيراً إلى أن نقاط الاختلاف التى أثيرت مؤخرا بين الجانبين المصرى واليابانى لم تكن بسبب أى طلبات جديدة للحكومة اليابانية تتم إضافتها لاتفاقية قرض تمويل المشروع التى وقعت فى مارس عام 2012.
أوضح مبروك أن الاجتماعات التى جمعت بين الحكومة المصرية ونظيرتها اليابانية جاءت لتفسير بعض النقاط التى لم تكن واضحة فى اتفاقية قرض الجايكا بطريقة قانونية، نافيا ما تردد عن اشتراط الجايكا عدم اختيار استشارى للإشراف على الجدول الزمنى للمشروع ومراحل التنفيذ، أو أى من الاشتراطات التى من شأنها تقويض حق الحكومة المصرية فى الإشراف على المشروع أو تنفيذه بالشكل المطلوب.
مسئول برامج تمويل مشروعات النقل والرى بمؤسسة الجايكا، كشف أن القرض تتخلله اشتراطات معينة وافقت عليها مصر مسبقا منها مثلا نسبة المكون اليابانى فى المشروع ونقل الخبرات اليابانية للمهندسين والفنيين المصريين، لافتا إلى أن اليابان تقدم نوعين من القروض، الأول يكون قرضا مشروطا بحصر تنفيذ المشروع على الشركات اليابانية ولكنه قرض ميسر بفائدة مخفضة وفترة سداد كبيرة نسبيا، والنوع الثانى يكون غير مشروط إلا أن فائدته لا تكون ميسرة ولا يتم إعطاء فترة سداد وسماح كبيرة كالقرض المشروط.
أشار إلى أن اشتراطات مؤسسة الجايكا فيما يخص الطرح والترسية على المقاولين تستند إلى قانون الاتحاد الدولى للاستشارات الهندسية «FIDIC – فيديك» والمشكلة أنه لا يتوافق مع قانون 89 لسنة 98 الخاص بالمناقصات والمزايدات، مشيراً إلى أن ذلك يعتبر معوقا لكل المؤسسات الدولية المانحة التى تقدم قروضا أو منحا لمصر وليس للجايكا فقط.
نبه إلى أن المرحلة الثانية من خط المترو الرابع شهدت العديد من الاقتراحات لتغيير المسار منها أن يتجه الخط شمالا حتى ميدان السواح، ثم تأجل ذلك المقترح ليكون ضمن المرحلة الثالثة على أن تكون المرحلة الثانية أن يتجه الخط إلى مدينة القاهرة الجديدة، موضحا أن الجايكا لم تبدأ حتى الآن فى دراسة تلك المرحلة.
أكد مبروك أنه لا تعارض بين مخططات ودراسات الجايكا الخاصة بمسارات المترو وبين التعديلات التى من الممكن أن تتم فى المستقبل على تلك المسارات، نظرا لوجود اللجنة الوزارية للنقل والمشترك بها ممثلون عن الهيئة القومية للأنفاق ووزارة الإسكان وهيئة التخطيط العمرانى لمناقشة أى تعديلات تقوم بها الحكومة على الدراسات أو مسارات الخطوط.
أشار إلى أن المرحلة الأولى التى ستمولها الجايكا سيتم الانتهاء من تنفيذها خلال فترة زمنية تتراوح بين 5 و6 سنوات، موضحا أن كل مسار تلك المرحلة نفقى ولا توجد أى محطات سطحية، ذلك لأن الجايكا لا تمول مترو سطحياً لفقر التكنولوجيا المستخدمة فى تنفيذه.
أضاف مبروك أن الجزء الأول من المرحلة الأولى والذى يبدأ من دريم لاند مرورا بحدائق الأهرام وميدان الرماية ثم شارع الهرم لا توجد فيه مشكلات خاصة بصعوبة التنفيذ نظراً لقلة عمليات نزع الملكية فى ذلك الجزء، لافتاً إلى أن الجزء الثانى الذى يبدأ من ميدان الجيزة ثم المنيل ومصر القديمة سيأخذ وقتاً أطول فى التنفيذ من الجزء الأول لضيق عرض الشوارع ووجود كوبرى الجيزة والأساسات العميقة له فى باطن الأرض، ما يشكل تحدياً كبيراً للشركات اليابانية المنفذة للمشروع.
