قمع الحريات الدينية فى مجتمع ما ينقل رسالة، مفادها أن معتقداته وممارساته تعد غريبة عن هذا المجتمع، وغير شرعية وغير مرحب بها، وبوجه عام، يهدف الساسة الأوروبيون الذين يحظرون بناء المآذن إلى تثبيط همم المسلمين للهجرة إلى أوروبا ، وإجبار المسلمين المقيمين بالفعل على العودة إلى بلادهم.
ويسعى اليمين المتطرف لاسستغلال هجوم باريس لتعزيز حركته المناهضة للمهاجرين، خصوصاً المسلمين، بحسب تقرير صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
ففى فرنسا نشط حزب الجبهة القومية فى أعقاب الحادث، داعياً إلى مظاهرات مناهضة للمسلمين، حيث يشبهم بالنازيين الجدد، بينما انتشرت دعاوى حزب بيجيدا الألمانى للتظاهر ضد الإسلام فى النرويج وإسبانيا والدنمارك.
وفى بريطانيا اكتسبت آراء حزب الاستقلال تأييداً شعبياً، حيث ارتفعت نسبة تأييده فى استطلاعات الرأى من %4 قبل هجوم “شارلى إيبدو” إلى %18 بعده، ويتوقع الخبراء أن الحزب الذى ينشط فى الجامعات بين الشباب سوف يتخذ من الحادث خبزاً ليتغذى عليه خلال الفترة المقبلة. ورغم ذلك، فإن تقرير مركز بيكرلى المتخصص فى الحريات الدينية، يرى أنه من المرجح أن تستمر نسبة المسلمين من الكثافة السكانية فى أوروبا فى الزيادة لعقود عديدة، فارتفاع عدد المسنين فى الدول الأوروبية وازدياد أعداد المواليد فى الشرق الأوسط وجنوب آسيا، والفشل الذريع فى أنظمة الحكم فى مختلف المجتمعات الإسلامية حيث القمع والفقر، كل ذلك يضمن تدفقات مستمرة من المهاجرين الجدد إلى أوروبا، لذا فإن الآثار السياسية والاقتصادية للسياسات المعادية للمسلمين فى أوروبا تستحق الاهتمام.