هناك أحداث يجب ألا تمر مرور الكرام، بل يجب أن نتوقف عندها، خاصة إذا كانت هذه الأحداث مرتبطة بنجاح تجربة أو إنجاز جهد سنوات طويلة توجت بحدث اليوم.
وحدث اليوم هو صدور العدد الألف من جريدة « البورصة ».. ولاشك أن لعدد الألف خصوصية كبيرة، يدركها كل من آمن بهذه التجربة، وعاش معها كل المراحل، تفاءل بها.. وأحياناً أحبط، ولكن مع كل هذه المشاعر مضت «البورصة» رغم السنوات الحالكة التى صادفتها، خاصة سنوات ما بعد ثورة 25 يناير.. إلا أن أهم مزايا هذه التجربة هذا الدعم والعون الإلهى.. نعم أقولها بكل صدق، فلقد كان هذا العون الإلهى مع كل جهد مخلص وسعى دؤوب، والتزام بالمبادئ وإنكار للذات.
الكل يعمل، كبيراً وصغيراً، بذات الجهد، لإنجاح هذه التجربة التى حظيت باحترام الكثيرين، لأنها تجربة متميزة تُغلّب المبادئ المهنية بالدرجة الأولى.
ما يقرب من سبع سنوات مضت على صدور العدد الأول، واليوم نحن مع العدد الألف.. بدأنا صحيفة أسبوعية، وفى مارس 2011- أى بعد شهر من الثورة- أطلقت الإصدار اليومى، وهو قرار كان صعباً ومحفوفاً بالمخاطر فى هذا التوقيت، وكما قلت، إن الله معنا، فمضت الأعداد حتى وصلنا للعدد الألف، هذه المسيرة شارك فيها الكثيرون، وكلٌ كانت له بصمة، ووضع لبنةً فى هذه التجربة، والبعض غادرها بعدما أصبح نجماً وخريجاً فى مدرسة صحفية محترفة، أهلته ليجد مكاناً فى إصدارات لها تاريخ عريق، وفى هذه المسيرة أيضاً التى بدأت بالشباب، أصبحت هذه التجربة الآن فى أيدى شباب يديرونها بجهد متميز.. شباب بدأوا مع العدد الأول، وها هم الآن فى العدد الألف يقودون هذه التجربة، وهذه أهم مزايا «البورصة»، فهى تفسح الطريق أمام أبنائها ليكونوا نجوماً وقادة فى هذه المهنة.
وقد يصعب علىّ أن أذكر أبناء «البورصة»، كلاً باسمه، فهم كثر، صحفيون وإداريون ومنفذون ومخرجون ومصححون، منهم من ما زال معنا، ومنهم من اضطرته الظروف لأن يغادر.. والكل كانت له بصمات ولبنات فى هذه التجربة.
وتتميز هذه التجربة بالحيادية، فلم تكن أبداً موالية لأحد، نحن نطبق ونلتزم بالمهنية فى عملنا، نقول هذا أخطأ إن أخطأ، وأصاب إن أصاب، لدينا التزامات أخلاقية تجاه المجتمع وتجاه من يعمل معنا.
البعض أمطرنا بوابل من الشائعات، لكننا ندرك أن جميعها نشأت فى إطار التنافس، ولذلك لم نلتفت لها، لأن ما نقوله فى الجريدة هو ما نلتزم به.. ولذلك فإن عملنا والتزامنا يدحض هذه الشائعات.
بعيداً عن كل ذلك لا يمكن أن تمر هذه المناسبة دون أن أحيى كتيبة «البورصة» فرداً فرداً وإدارة إدارة.. وأقول لهم، أدركوا هذا النجاح وعودوا بذاكرتكم إلى الأعداد الأولى، وإلى كل مرحلة مرت بهذه التجربة، ستدركون أننا نجحنا، وعلينا أن نحافظ على هذا النجاح الذى بنيناه جميعاً، وكل منكم له دور فى الحفاظ على هذه التجربة ونجاحها.
وهذه التجربة بدأت بإصدار واحد، الآن لدينا إصداران «البورصة» و«ديلى نيوز إيجيبت»، ولدينا الآن مسار جديد، وهو المؤتمرات التى لولا نجاح «البورصة» لما استطعنا أن نخوض مسارها.. كل عام لدينا جديد تصنعونه أنتم..
قد أكون أنا من بادرت بالكتابة عن هذه المناسبة، نيابة عن فارسى هذه التجربة، الزميلين مصطفى صقر وسعد زغلول، ولولاهما- بعد الله سبحانه- لما استمرت هذه التجربة، ولكن إصرارهما وجهدهما المتواصل لإنجاح هذه التجربة هو ما أوصلنا إلى ما نحن فيه الآن.
زميلى مصطفى صقر، ربان هذه التجربة، أعلم أنه تحمل الكثير، وعانى وما زال يعانى، ويتحمل عبئاً كبيراً، ولكنه كما عاهدته صلب، لا يعرف اليأس حتى فى أحلك الظروف التى مررنا بها، تجده لا يمل فى البحث عن حلول أو طرح أفكار جديدة.
وهناك أصدقاء أعزاء من داخل الوسط الصحفى ومن خارجه شاركونا ودعمونا وساندونا عبر تاريخ هذه التجربة لهم منا كل شكر وتقدير..
فتحية لأبناء «البورصة» وقرائها وأصدقائها بالألفية الأولى، وإلى الأمام دائماً..