استمرار المفاوضات بين القاهرة وموسكو لاستبعاد الدولار من التعامل بين البلدين
تسبب انخفاض أسعار البترول إلى 48 دولاراً للبرميل، فى تهديد الصادرات المصرية إلى دول «الأوبك» خصوصاً السعودية وإيران والعراق والكويت وفنزويلا، بالإضافة إلى روسيا التى تعد من أكبر الدول النفطية، وتجرى حالياً مفاوضات بين القاهرة وموسكو، لبحث استبعاد الدولار من التعامل بين البلدين، ليصبح التبادل بالجنيه والروبل فقط.
قال مصطفى النجارى، رئيس لجنة التصدير بجمعية رجال الأعمال المصريين، إن أزمة البترول ستؤثر سلباً على التصدير إلى الدول النفطية التى يمثل البترول أهم عوامل الدخل القومى بها، خصوصاً الحاصلات الزراعية، وهى أكثر الصادرات المصرية إلى دول الأوبك.
وكشف صلاح حجازى، عضو المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، عن مشاورات بين السلطات المصرية ونظيرتها الروسية، حول إمكانية أن يكون التبادل التجارى بين البلدين بـ«الروبل» أمام الجنيه بدلاً من الدولار، على أن تصدر مصر البضائع لها بـ«الروبل».
وأضاف أن المصدرين يجدون صعوبة فى الحصول على حقوقهم المالية بعد استمرار انخفاض «الروبل» أمام الدولار، وعدم قدرة روسيا على سداد مستحقاتهم، مؤكداً أن انهيار أسعار البترول، سيكون له بالغ الأثر على حجم الصادرات المصرية إلى دول «الأوبك».
وأشار إلى تراجع حجم الصادرات إلى روسيا مؤخراً بنسبة لا تقل عن %40، ما جعل التصدير إلى روسيا آخر الحلول التى يلجأ إليها المصدرون، حال فشلهم فى توزيع فائض بضاعتهم محلياً أو توريدها لدول الخليج.
وكشف جورج يونان، عضو شعبة المصدرين بغرفة القاهرة التجارية، أن شركته المتخصصة فى تصدير الحاصلات الزراعية، لم تتلق عروضاً منذ شهرين، متوقعاً أن يؤثر انهيار سعر البترول فى دول الأوبك مؤخراً على حجم الكميات الموردة إليها، وعلى وجه الخصوص السوق الروسى.
كما توقع أن يتسبب تراجع حجم الصادرات، فى توزيع البضائع محلياً، ما سيزيد من معروض السلع، وبالتالى انخفاض فى الأسعار، آملاً تحسن الأوضاع بعد مؤتمر مارس الاقتصادى.
وقال عادل منصور، رئيس مجلس إدارة شركة «اى سى إس» لتصدير الحاصلات الزراعية، إن تأثير انهيار سعر البترول فى «الأوبك»، سيكون مضاعفاً على المصدرين المصريين أكثر ما هو عليه فى باقى البلاد المتعاملة مع أسواق تلك الدول، إذ أن ظروف التصدير فى مصر غير مشجعة.
وطالب منصور بحل المشكلة التى بدأت فى شركة «مصر للطيران» منذ 7 سنوات، وتتعلق بعدم وجود فراغات على الطائرات لنقل البضائع أثناء عملية الشحن الجوى، رغم تصاعد مطالب المصدرين بحل الأزمة، لما لها من تأثير كبير على قطاع التصدير عن طريق الشحن الجوى.
واعتبر محمود غنيم، عضو شعبة المصدرين بغرفة القاهرة التجارية، تدهور سعر البترول بأنه تأثير إيجابى على أسعار الشحن، بينما سيؤثر سلباً على حجم استيراد الدول النفطية، ما يعنى خسائر لصغار المصدرين نظراً لتراجع هامش الربح. وطالب بتحسين المنتج المصرى ودعم المزارعين وصغار المصدرين، وقيام الحكومة بإبرام اتفاقيات تجارية وتسويقية بالخارج، وفتح أسواق جديدة لتعويض التصدير إلى الدول النفطية بدول أخرى.
وقال محمد النحال، مصدر خضراوات، إن الارتفاع فى الصادرات بنسبة %10 مؤخراً، كان بسبب ارتفاع سعر الدولار، ورغبة معظم المصدرين فى التصدير للاستفادة من فروق الأسعار.