اعتبر تقرير نشره موقع “ماركت وتش” الأمريكي أن العقود المستقبلية للنفط شهدت إثارة كبيرة خلال الفترة الماضية، وقد سجلت 4 جلسات متتالية من الارتفاعات الكبيرة، قبل أن تتراجع بشكل حاد في جلسة الأربعاء الماضي، لتستعيد الصعود الملحوظ أمس الخميس، بعد أن تعرضت لتراجع كبير منذ النصف الثاني من العام الماضي.
ونقل التقرير عن “ماثيو ويلر” رئيس قسم التحليل الفني في “فوركس دوت كوم” قوله عبر مذكرة بحثية أن خام غرب تكساس الوسيط سجل في عام 2004 صعودًا من مستوى 44 دولارًا للبرميل إلى 53 دولارًا للبرميل في نحو 3 أشهر كاملة، معتبرًا أن الارتفاع الأخير في أسعار خام النفط “سريع إلى حد ما” بالنسبة لحجم المكاسب التي تحققت.
ورصد التقرير أبرز التفسيرات المحتملة وراء الارتفاع الكبير في أسعار النفط خلال فترة قصيرة..
1- ارتفاع وهمي
أوضح التقرير أن أحد التفسيرات هو أن الهبوط الحاد في أسعار الخام الأمريكي، وتراجعه من مستوى 107 دولارات للبرميل في شهر يونيو/حزيران الماضي إلى أقل من 44 دولاراً للبرميل في الأسبوع الأخير من شهر يناير/كانون الثاني ربما يكون دفع بعض مضاربات البيع على المكشوف للنشاط في السوق الذي يسير في اتجاه واحد (هبوطي)، وهو ما تسبب في الارتفاع العنيف.
ويقول المتشائمون في سوق النفط إن البيانات الأساسية للسوق لم تشهد تغيرًا يذكر، حيث يتواصل الارتفاع في المعروض من الخام، وسط تساؤلات بشأن آفاق الطلب العالمي.
وقال “نعيم أسلم”، كبير محللي السوق في “آف تريد” إن البيانات الاقتصادية الأمريكية المعلنة مؤخرًا كشفت اتجاهًا متراجعًا، مع هبوط الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأخير من العام الماضي، مقارنة بالربع السابق له، بالإضافة إلى تباطؤ النشاط الصناعي الأمريكي.
وأضاف أن الصين التي تمثل ثاني أكبر اقتصاد في العالم تعاني أيضًا تراجعا في معدلات النمو، وهو ما لا يشير إلى زيادة في الطلب العالمي على النفط خلال الفترة المقبلة.
2- احتمالية بلوغه القاع
التفسير الثاني للارتفاع المفاجئ والقوي لأسعار النفط هو أنه ربما وصل سعر العقود الآجلة للنفط الأمريكي أخيرًا إلى القاع.
وتزامن الارتفاع في أسعار النفط مع بيانات أظهرت مزيدا من التراجع في منصات التنقيب عن النفط الأمريكي، بالإضافة إلى إعلان عدد من منتجي الخام خططا بشأن تخفيض الإنفاق، بسبب الهبوط الحاد في الأسعار.
كما شهدت جلسات الارتفاع في أسعار الخام هذا الأسبوع إعلان نقابة العاملين في الحديد والصلب الأمريكية إضرابا في مصاف نفطية، وهو ما يخفض من المعروض في الأسواق.
ويقول “فيل فلين”، كبير محللي السوق في “برايس فيوتشر جروب” إن اختبار مستوى 44 دولارًا للبرميل كان معبرًا عن القاع السعري للخام.
وأضاف أن الأنباء التي تعتبر سيئة من وجهة النظر الاقتصادية، مثل تراجع المؤشر الصناعي في الصين، تم اعتبارها كإشارة جيدة تنبئ إلى احتمالية قيام بكين بمزيد من الإجراءات التحفيزية.
واعتبر “فيل” أن التراجع في منصات التنقيب عن النفط الأمريكي، والخفض الكبير في الإنفاق الرأسمالي لشركات الخدمات النفطية، بالإضافة إلى إضراب المصافي الأمريكية يشير إلى تغيرات في العوامل الأساسية بالسوق.
3- تراجع العملة الأمريكية
تراجع الدولار الأمريكي خلال الفترة الماضية، بعد موجة صعودية كبيرة شهدها، حيث هبط مؤشر “إي سي إي” للدولار، والذي يرصد سعر العملة الأمريكية مقابل 6 عملات رئيسية منافسة بنحو 2.3% خلال 3 جلسات.
في حين يعتقد محللون أن هبوط قيمة الدولار الأمريكي جاء تأثرًا بارتفاع النفط، حيث دعمت مكاسب الخام بعض العملات المرتبطة بالسلع، مثل الدولار الكندي، الذي صعد أمام العملة الأمريكية.
بينما يجادل محللون آخرون بأن هبوط الدولار كان سببًا في ارتفاع أسعار النفط مؤخرًا، كما أن الصعود الكبير في قيمة العملة الأمريكية كان وراء الهبوط في الخام خلال النصف الثاني من العام الماضي.
ويؤدي ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي إلى صعود تكلفة شراء السلع المقيمة به، وهو ما يخفض من الطلب على هذه السلع، وبالتالي تتجه أسعارها إلى التراجع.
وكان ” بينكي تشادا”، المحلل في “دويتشه بنك” ذكر نهاية العام الماضي أن أسعار النفط ستتعافى في حال توقف الصعود المستمر في قيمة الدولار الأمريكي.
وكالات