أصبحت المقاهي من الأجزاء الأعلى ربحية في الأعمال التجارية المتعلقة بالأغذية والمشروبات، ومن بين أكثرها شهرة في العالم سلسلة “ستاربكس” التي يقع مقرها الرئيسي في “سياتل” بالولايات المتحدة.
وفي الشهر الماضي، أعلنت الشركة الأم لسلسلة مقاهي “ستاربكس” ارتفاع أرباحها 82% خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2014 مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وقدمت خططا لافتتاح 1650 متجراً جديداً حول العالم في عام 2015.
ولكن أداء وحدتها البريطانية يبدو أقل كثيراً، ففي الأسبوع الماضي أعلنت تحقيق أرباح للمرة الأولى على الإطلاق في بريطانيا – بلغت مليون جنيه إسترليني (حوالي 1.54 مليون دولار) – على الرغم من أنها بدأت عملها في البلاد في عام 1998 وتمتلك حالياً 791 متجراً.
ويرى المحللون ذلك الأمر غريباً في بلد تعشق المشروبات التي تحتوي على كافيين منذ القرن السابع عشر وتنفق حالياً 1.45 مليار جنيه إسترليني في المقاهي سنوياً، وفقاً لشركة الأبحاث “مينتل”.
وأوضح تقرير مجلة “الإيكونومست” أن السبب الرئيسي وراء تحقيق “ستاربكس” خسائر باطراد لا يرجع إلى نقص الاهتمام بقهوتها ولكن نتيجة إلى تقليل فاتورتها الضريبية.
وفي واقع الأمر، تنخفض الأرباح التشغيلية لـ “ستاربكس” في بريطانيا قليلاً عن نظيرتها في أمريكا، وفي عام 2012 جنت 70 مليون جنيه إسترليني من مبيعات بقيمة 414 مليون جنيه إسترليني، كما أنها حققت خسائر إدارية ودفعت رسوما قيمتها 98 مليون جنيه إسترليني، مما جعل الوحدة تحقق خسارة 30 مليون جنيه إسترليني.
ومن خلال هذه المدفوعات تستطيع الشركة نقل أرباحها البريطانية إلى وحدتها الهولندية التابعة، التي تخضع لمعدلات ضريبية أقل.
ومع ذلك فإن “ستاربكس” لا تجد الحياة سهلة في بريطانيا كما هي في أمريكا، حيث تواجه منافسة من سلاسل محلية مثل “كوستا” المملوكة من قبل “وايتبريد”، و”كافيه نيرو” التي تفرض رسوماً أقل مقابل تناول القهوة والوجبات الخفيفة مقارنة مع الشركات المنافسة الأمريكية.
كما أضرت الاتهامات بالتهرب الضريبي بمبيعات “ستاربكس” لصالح منافسيها، فعلى سبيل المثال وجد مسح أجرته “يوجوف” انخفاض أعداد الأشخاص الذين يصنفون سلسلة المتاجر الأمريكية على أنها المفضلة لديهم بالمقارنة مع فترة قبل نشر تلك المزاعم.
وأجبر ذلك “ستاربكس” على تغيير إستراتيجيتها، حيث أبطأت وتيرة خطتها التوسعية وأغلقت 67 متجرا ضعيف الأداء على مدار العام الماضي، كما أنها سعت أيضاً لتحسين سمعتها عن طريق نقل مقراتها الرئيسية في أوروبا من أمستردام إلى لندن في أبريل/نيسان الماضي.








