كشفت صحيفة « الشرق الأوسط » اللندنية، في عددها الصادر صباح السبت، كواليس الحوار الذي أجراه سلمان الدوسري، رئيس تحريرها مع الرئيس عيد الفتاح السيسي ، والذي أجاب فيه الرئيس عن كثير الأسئلة التي تخص سياسة مصر الداخلية، والقضايا الإقليمية والدولية، وصراعات المنطقة.
استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي صحيفة (الشرق الأوسط)»، واصفة «جدول الرئيس» بأنه «كان مزدحما للغاية» يوم إجراء الحوار، (الخميس)، حيث «استقبل قبل الحوار مجموعة من المستثمرين الأجانب. وبعد الحوار مباشرة استقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني».
وحول الوقت الذي استغرقه الحوار، أشارت الصحيفة إلى أنه «كان مقررا أن يستغرق الحوار مع « الشرق الأوسط » ساعة واحدة، إلا أن الرئيس استمر في حواره لأكثر من ساعة ونصف الساعة».
وتابع «الدوسري»: «كان لافتا أن مكتب الرئيس المصري لم يطلب أي أسئلة أو محاور قبل اللقاء. استمع لجميع الأسئلة ولم يتحفظ أو يرفض الإجابة عن أي منها».
وأشار إلى أنه «كان لافتا عدم السماح بتسجيل الحوار، والاكتفاء بكتابته فورا ومباشرة، وهو أمر يعرف الصحفيون أنه مرهق كثيرا لحوار طويل ومهم، بحسب وصفه، إلا أنه من جانب آخر يشير إلى الانفتاح الإعلامي الذي ينتهجه الرئيس المصري»، حسب الصحيفة.
ويصف «الدوسري» إجراءات دخوله قصر الرئاسة لإجراء الحوار، قائلا: «خمس دقائق فقط استغرق وصولي من بوابة القصر الجمهوري في مصر الجديدة إلى الصالة التي انتظرت فيها قليلا قبل دخولي على الرئيس. إجراءات أمنية عادية عند دخولي القصر»، موضحا أنه «لم يُسمح بإدخال الهاتف الجوال والآيباد، والذي كان يحتوي على الأسئلة المعدة مسبقا.. لكن الزميل السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، أنقذني بطباعة الأسئلة من إيميلي الشخصي. لا بد من الورق وإن حضرت التقنية»، حسب وصفه.
وحول طبيعة الحوار مع الرئيس السيسي أوضح «الدوسري»: «أنه بين حين وآخر وخلال الحوار، حرص الرئيس على توضيح بعض القضايا، مع تأكيده على أنها ليست للنشر ولكنها للتوضيح فقط»، مشيرًا إلى أن «الرئيس السيسي أسهب في شرح تفاصيل يحلم بنشرها أي صحفي، إلا أن ثقة الرئيس بصحيفة (الشرق الأوسط)، وتكراره أنها تقف مع مصر بغض النظر عمن يحكمها، لن يسمح باستخدام أي من تلك المعلومات للنشر، على الرغم من كونها خلفيات مهمة لفهم العديد من القضايا المحورية»، حسب الصحيفة.
وأكدت الصحيفة أن اللقاء مع الرئيس السيسي قبل توجهه إلى السعودية، الأحد، للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكبار المسؤولين السعوديين، في قمة سعودية- مصرية من شأنها بحث هذه القضايا الجوهرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن السيسي يحرص على التشاور مع القيادة السعودية قبل انطلاق شهر من المحطات السياسية المهمة في مصر الشهر المقبل؛ إذ يعقد مؤتمر الاستثمار في شرم الشيخ بين يومي 13 و15 مارس) المقبل، وبعده تعقد القمة العربية نهاية الشهر. كما أنه من المرتقب أن تختتم مصر «خريطة المستقبل» بإجراء انتخابات نيابية ترسخ العملية السياسية في البلاد.
