ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن سيدة ألمانية تمكنت من العيش لمدة 16 عاماً دون استخدام الأموال حيث شعرت بالذنب طوال حياتها بسبب الثروة التي جمعتها أثناء وجودها كلاجئة في الحرب العالمية الثانية، وترى أنه يجب مساعدة المشردين.
ولدت السيدة “هايديماري شويرمر” لأب عمل كرجل أعمال ناجح، ولكن ظروف الحرب العالمية التي اندلعت في أوروبا تسببت في تدمير أعماله، وبدأ مجدداً بشركة للتبغ واستطاع النجاح مرة أخرى.
وعملت “هياديماري” – 69 عاماً – كمدرسة ثم أخصائية نفسية براتب جيد، ولكن بدلاً من الاستمتاع بهذه الأموال، فإنها خصصتها لمساعدة الأطفال المشردين، ونتيجة لذلك، أصبحت مولعة باكتشاف طرق جديدة للعيش دون استخدام النقود، وذلك عن طريق أسلوب “خذ وأعط”، أي من خلال مقايضة سلع وخدمات بسيطة مثل تنظيف المنزل أو العمل كجليسة أطفال مقابل البضائع والسلع التي تحتاجها.
وبناءً على ذلك، قل احتياج “شويرمر” للمال شيئاً فشيئاً، حتى طُلب منها العمل كجليسة منزلية وقررت حينها العيش دون استخدام النقود لعام كامل، وباعت كل شيء حتى شقتها، وادخرت فقط أشياء بسيطة حفظتها في حقيبة، وامتد العيش على هذا النمط لستة عشر عاماً.
في البداية، مكثت “شويرمر” – أم لطفلين – مع أصدقاء قدامى، وبدأت في إلقاء المحاضرات وحضور مناظرات لمناقشة أسلوب حياتها، وقالت إن الأمر كان بمثابة تجربة، ولكنه تحول إلى أسلوب حياة جديد، ولم تتقاض أي أجر مقابل هذه المحاضرات، وعملت أيضاً في بادئ الأمر كعاملة في الحدائق وتنظيف النوافذ، ورفضت أي محاولات لقبول النقود.
وفي برنامج وثائقي عن حياتها تحت عنوان “العيش بدون مال”، تحدثت عن مهن مختلفة امتهنتها دون الحصول على أموال مثل التنظيف مقابل الطعام وغسل الملابس، وتبرعت بما كان لديها للجمعيات الخيرية، حتى أنها كتبت كتابين عن حياتها، وقررت التبرع بقيمتهما.
وقالت إنها وجدت السعادة في هذه الحياة وهي تتنقل من منزل لآخر حاملةً حقيبتها الصغيرة التي تحمل فيها أغراضها الأساسية، مضيفةً أنها لا تعلم إلى متى سوف تستمر هذه السعادة في العيش بدون استخدام النقود.







