8 مفاعلات روسية تبدأ الإنتاج فى 2023.. و3 محطات رياح لحل المشكلة
تحولت أزمة انقطاع الكهرباء إلى مشكلة مزمنة لحكومة جنوب أفريقيا لأن آثارها لا تقتصر على المنازل فحسب بل حتى المصانع طالها انقطاع التيار عنها بصفة متكررة، الأمر الذى تسبب فى هبوط معدلات النمو الاقتصادى لأدنى مستوياتها.
ودفعت أزمة الطاقة التى تسببت فى انقطاع شبه يومى فى الكهرباء فى مختلف أنحاء البلاد مخلفة إضراراً بالصناعات الرئيسية الحكومية إلى خفض الحكومة توقعاتها للنمو العام الجارى.
ووصف وزير مالية جنوب أفريقيا، ناهلانهلا نينى، مشكلة إمدادات الطاقة بأنها تحدٍ خطير، إذ يتوقع أن تبلغ معدلات النمو العام الجارى %2، أى بانخفاض من %2.5 التى توقعتها وزارة الخزانة فى أكتوبر الماضى.
وقال نينى إن التحدى الرئيسى الذى يواجهنا هو التصدى لمشكلات الهيكلية الرئيسية ومشكلات القدرة التنافسية التى أعاقت الإنتاج والاستثمار، إذ أعاقت مشكلة الكهرباء النمو فى قطاع التصنيع والتعدين وحالت أيضاً دون إقامة الاستثمارات فى قطاع العقارات وزادت الأعباء المالية على الشركات والأسر.
يشار إلى أن دولة مثل جنوب أفريقيا تعتمد بنسبة %95 فى توليد الكهرباء على محطات تعمل بالفحم فى وقت تتمتع فيه بميزات طبيعية كبيرة خصوصاً على صعيد مصادر الطاقة المتجددة، لكنها تفتقد التمويل طويل الأجل.
وأعلن وزير المالية عن ميزانية تقشفية تضمنت خفض الإنفاق الحكومى بنحو 25 مليار راند، أى ما يعادل 2.2 مليار دولار، على مدار العامين المقبلين، ورفع ضريبة الدخل بنسبة %1 ويعفى من هذه الزيادة محدودى الدخل، ويعد هذا أول ارتفاع فى ضريبة الدخل منذ تسعينيات القرن الماضى، وذلك فى إطار مساعى الحكومة لخفض الدين وعجز الموازنة.
وتعتبر أزمة الطاقة أحدث المشكلات التى يعانيها اقتصاد جنوب أفريقيا، الذى يناضل من أجل التعافى منذ ركود 2009، وأظهرت البيانات مؤخراً أن نمو الاقتصاد بلغ بنسبة %1.4 العام الماضى، وهو ما يعد أدنى مستوى له منذ ست سنوات.
وترى الحكومة أنها فى حاجة إلى تحقيق معدل نمو يتجاوز %5 لمعالجة مشكلات الفقر والبطالة المنتشرة فى البلاد وتضييق فجوة عدم المساواة، وحذرت وزارة المالية من أن مشكلة تكرار انقطاع التيار الكهربائى المفاجئ وعدم توافر محطات الكهرباء ستستمر لمدة ثلاث سنوات.
وأجبرت التوقعات القاتمة للاقتصاد الحكومة على التركيز على الانضباط المالى، وتأمل وزارة الخزانة أن خفض الإنفاق جنباً إلى جنب مع زيادة الضريبة سيخفضان عجز الموازنة من %3.9 من الناتج المحلى الإجمالى العام الماضى إلى %2.5 مطلع عام 2017-2018، وتتوقع الوزارة أن يستقر صافى الدين عند %44 من الناتج المحلى الإجمالى خلال الفترة ذاتها.
ورغم إعلان الحكومة عن خطة لبناء 3 محطات رياح فى جنوب أفريقيا بقدرة تصل إلى 360 ميجاوات تدخل الخدمة فى غضون 3 سنوات فإن البلاد تحتاج لعشرات المحطات لتغطية احتياجها من الطاقة فى وقت تعترض المعارضة على خطط بناء عدد من مفاعلات نووية تستمر إلى 2030 منها ثمانية مفاعلات روسية تبدأ الإنتاج فى 2023 بسبب طول الأجل ونقص التمويل.







