قال الدكتور عمرو عوض الله أحد المتحدثين الرسميين بمؤتمر القمة الاقتصادية بشرم الشيخ، والرئيس التقني بشركة” Cloudera”، أن مؤتمر “مصر المستقبل” ما هو إلا خطوة علي الطريق الصحيح.
أضاف فى مقابلة مع “البورصة” أن مصر تحتاج الي العديد من الخطوات المشابهة في شتي المجالات ” مصر في حاجة ملحة الي مثل تلك المؤتمرات التي تجعلها قريبة من العالم الخارجي”.
ويقول أعضاء فى الحكومة إن الهدف من عقد المؤتمر هو التعريف بالاصلاحات التى قامت بها الحكومة لجعل الاقتصاد المصرى أكثر جاذبية للاستثمارات الأجنبية، التى كادت أن تتوقف خلال السنوات الماضية.
ويشاطر عوض الله الحكومة هذا التوجه “المستثمرين ورواد الأعمال الذين سيشاركون فى المؤتمر ، يهدفون في البداية الي الاستماع الي رؤية الحكومة، وفرص الأستثمار المتاحة”
أضاف ” ينتظرون لمعرفة عزم ومقدرة وصدق الحكومة علي توفير المناخ الجيد للإستثمار وبناءً على ذلك ستتحدد رغباتهم”.
وقال عوض الله ان عزوف رؤس الأموال وقلة الاستثمارات في مصر هي أكثر المشاكل التي تواجه الاقتصاد المصري الأونه الأخيرة، مما أدي الي تدهور وضعف قيمة الجنية، مضيفاً ان عودة الإستثمارات مرهونة بالإستقرار الأمني ووجود طرق تحفيزية لرواد الأعمال من قبل الحكومة والمواطنين علي حد سواء.
وتراجع مستوى الاستثمار الأجنبى المباشر فى مصر بشكل حاد بعد يناير 2011 عندما أطاحت ثورة شعبية بالرئيس السابق حسنى مبارك ، واستمر هذا التراجع مع تفاقم المشاكل الاقتصادية والأمنية والقلاقل التى شهدها سوق الصرف المحلى.
وبلغت معدلات الاستثمارات الأجنبية فى مصر فى السنة السابقة على الثورة مباشرة 8 مليارات دولار وكانت قد وصلت ذروتها فى 2007 عندما بلغت 13 مليار دولار. إلا أنها هوت بشدة بعد يناير 2011، وبلغت فى العام المالى المنتهى فى يونيو الماضى 4.1 مليار دولار.
وتقول الحكومة الحالية إنها عازمة على إجراء اصلاحات تشريعية ومالية ونقدية لجذب الشركات الأجنبية مجددا للاستثمار فى مصر، ومن بين تلك الاصلاحات تحسين بيئة الاستثمار وإصلاح سوق الصرف والسيطرة على عجز الموازنة.
وقال عوض الله ” القوانين الجديدة الذي تعتزم الحكومة المصرية طرحها والخاصة بالأستثمار نأمل أن تلبي رغبات المستثمرين، وأن تخلق جواً مناسباً وجيد للإستثمار وأن تضع حلول جذرية للتخارج وتحويل أرباح المستثمرين”.
وأعتبر عوض الله أن الحكومة المصرية مجتهدة وأنها تحاول أن تجد حلولا للتحديات التي تواجه الاقتصاد “نتائج العمل الذي تقوم به الحكومة سيظهر لاحقاً لانها تحتاج الي وقت”
وأضاف أن مصر تحتاج الي تحسين مستويات وكفاءة التعليم، لتصبح مخرجات التعليم ذات كفاءة وقدرة عالية للإلتحاق بسوق العمل، مشيراً الي ان المستثمر يحتاج الي كفاءات وقدرات خاصة للعاملين معه وأن العماله في مصر لا تلبي رغبات المستثمر بالرغم من إنخفاض تكلفتها.
وقال أن مشروع قناة السويس الجديدة الذي أطلقتة الحكومة المصرية والمزمع إفتتاحة أغسطس المقبل، يمثل المشروع القومي الضخم في عصر مصر الحديث، مشيراً الي انه إذا تم تنفيذه علي الاسس العالمية وجعل محور قناة السويس مشروع متكامل ومنطقة “لوجستيه وخدمية”، فإن هذا سوف يضاعف ايرادات الدوله، ويحسن من متوسط دخل الأفراد.
وأشار عوض الله الي ان مدن ومحافظات مصر تحتاج الي إعادة تأهيل وأن اللامركزية هي التحدي الأكبر أمام مصر، حيث أن تقسيم المشاكل سيجعل هناك فرص أكبر لإيجاد الحلول المناسبة لها، موضحاً ان البداية تحتاج الي التركيز علي المشاكل الكبري في المحافظات الأهم اقتصادياً مع عدم تهميش باقي المحافظات.
يذكر ان عمرو عوض الله تم أختياره متحدث في مؤتمر القمة الاقتصادية بشرم الشيخ، وهو الرئيس التقني (CTO) والمؤسس المشارك بشركة كلوديرا (Cloudera) احدى كبرى الشركات فى مجال تكنولوجيا المعلومات وتحليل البيانات بالولايات المتحدة،وتمثل القيمة الحالية لكلوديرا حوالى اربعة مليار دولار بعد إستثمارات مالية بقيمة مليار دولار. عوض الله حاصل على درجة البكالوريوس والماجستير في الهندسة الكهربائية من جامعة القاهرة، وعلى درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية من جامعة ستانفورد، ولديه عدد من الاستثمارات في بعض الشركات الناشئة المصرية.