مصرفيون : بنوك عامليه تسعى لإقتحام السوق المصرفى المصرى
على عكس الاتجاه السائد فى مصر خلال السنوات الأربع الأخيرة بقى القطاع المصرفى قويا، وحقق معدلات نمو ثابتة.
واستفاد القطاع من حاجة الحكومات المتتالية لتمويل الانفاق الاجتماعى الذى تم التوسع فيه بشدة بعد ثورة يناير 2011.
وشهد القطاع عمليتى إستحواذ كبرى خلال العامين الماضيين وهى شراء بنك الإمارات دبى الوطنى لوحده البنك الفرنسى بى ان بى باريبا فى مصر بقيمه 500 مليون دولار نهايه 2012 ، بالإضافه إلى شراء قطر الوطنى لبنك الأهلى سوسيته جنرال فى مصر بقيمه 4.7 مليار جنيه .
ويرى مصرفيون وخبراء اقتصاد أن برنامج الأصلاح المصرفى الذى شرع المركزى فى تطبيقه منذ 2002 أهل القطاع لأن يكون فرصه إستثماريه جاذبه ، كما أن معدلات ربحيه الكيانات المصرفيه فى السوق المصرى تنموا بمعدلات مرتفعه ، فضلا عن قواعد وضوابط الحمايه التى تطبقها تلك المؤسسات فى مصر .
وقال بنك الاستثمار بلتون إن مؤشرات نتائج الأعمال الأخيرة للبنوك تمثل إشارات واضحة على تعافي إقراض النفقات الرأسمالية، بعد التخلص تمامًا من التأثيرات السلبية للسنوات الثلاثة الماضية.
.وأضاف البنك فى تقرير له أن إقراض الشركات ارتفع خلال الأشهر التسع الأولى من عام 2014 ، مقارنة بنفس الفترة من العام السابق له ليصل إلى 11 % بالبنك التجاري الدولي و 15 % ببنك قطر الأهلي الوطني و 14 % ببنك التعمير والإسكان و 10 % ببنك البركة مصر و 24 % بمصرف أبو ظبي الإسلامي مصر.
ولدى مصر معدل منخفض فى التمويل البنكى بشكل عام، وتقل معدلات تشغيل القروض بالنسبة للودائع عن 45%، وهو مايترك فرصة كبيرة لنمو القروض خاصة فى ظل موجة المشاريع الكبيرة التى بدأت البلاد فى إطلاقها منتصف العام الماضى.
وقدرت بلتون احتياجات الشركات من تمويل النفقات الرأسمالية حتى اليوم بما يتراوح من 100 إلى 120 مليار ( 20% من إجمالى القروض فى النظام المصرفى)، وذلك بناءً على المعدلات التاريخية للنفقات الرأسمالية/ المبيعات )التي تصل حاليًا إلى 6% – 7%، أقل من المستويات الطبيعية عند 10 % للكيانات المدرجة في البورصة المصرية(. من المرجح أن يبلغ معدل نمو قروض الشركات من 20 إلى 30 % للبنك في العام المالي 2015.
وقال بنك الاستثمار إن الشركات متعددة الجنسيات ستضخ استثمارات كبرى على مدار الأعوام القليلة المقبلة من أمثلة هذه الاستثمارات شركة فودافون بقيمة 1.3مليار دولار، واستثمارات شركة كوكاكولا بقيمة 500 مليون دولار ومشروع بيبسيكو والمراعي المشترك بقيمة 345 مليون دولار وشركة نستلة بقيمة 140 مليون دولار. كما توقع أن يكون هناك قروض مشتركة بالقطاعات التي لم تحصل على أية قروض مشتركة خلال الثلاثة أعوام الماضية مثل قطاع العقارات. فعلى سبيل المثال اقترضت شركة بالم هيلز للتعمير 2.4 مليار جنيه ) 0.3 مليار دولار) من خلال قرض مشترك في عام 2014.
وقال البنك إن إقراض الأفراد مرشح للنمو بقوة حيث يمثل 8% فقط من إجمالي الناتج المحلي.
قالت نيرة امين الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لبنك « بيريوس – مصر»، ان الجهاز المصرفى المصرى استطاع خلال السنوات الماضية اثبات مدى جدارة وصلابته فى مسانده الأقتصاد بشكل عام .
اضافت ان هناك العديد من البنوك فى الاسواق العالمية تسعى الى الدخول للسوق المحلى سواء من خلال بنوك جديدة او الاستحواذ على بنوك عاملة فعليا بالسوق .
اضافت ان هناك مؤشرات ودلائل تشير الى مدى قدرة الجهاز المصرفى بمصر وانه لازال جاذب للأستثمار ، وهو ما يتضح فى ارباح ونتائج اعمال البنوك خلال العام المالى الجارى والماضى .
ويشهد العام الحالى تصفية بنكين لأنشطتهمت المحدودة فى السوق المصرفى المصرى وهما بنك سكوتشيا وبنك عمان الوطنى اللذين يمتلك كل واحد منهما فرعا واحدا فى القطاع الذى تزيد أصوله على 1.4 مليار جنيه.
قالت نيفين صبور نائب العضو المنتدب للبنك العربى الافريقى الدولى ان البنوك التى تعمل بالسوق المصرى استطاعت خلال السنوات الماضية تطوير ادائها وبرامجها التكنولوجية بما يتوافق مع الانظمة العالمية .
اضافت ان صفقات الاستحواذ التى تمت العام الماضى تشير الى ان مدى قوة البنوك والسوق المصرى على جذب استثمارات ، لذا لا زال السوق المصرفى المصرى من الاسواق الواعدة .
اشارت صبور الى ان هناك بنوك لم تحقق ارباحا طوال سنوات عديدة ماضية استطاعت ان تحقق ارباحا العام الجارى وهناك بنوك اخرى ضاعفة ارباحها الرأسمالية وكل ذلك يعكس مدى قدرة البنوك على جذب استثمارات جديدة .
تابعت ان البنوك هى الحصان الرابح خلال العام الجارى ، متوقعة ان يشهد السوق المصرى منافسة شديدة بين بنوك القطاع الخاص والحكومية ، بعد التطورات التى حدثت مؤخرا بالقطاع الخاص .
وشهد العامين الماضيين عمليتى استحواذ كبيرتين، استحواذ بنك قطر الوطنى على وحدة سوسيتيه جنرال فى مصر، بينما استحوذ بنك الامارات دبى الوطنى على عمليات بنك بى ان بى باريبا فى مصر، وحقق البنكان مكاسب رأسمالية ساهمت فى تعديل الهياكل المالية وتعزيز قواعدهما الرأسمالية فى فرنسا.
وأشار هانى راغب عضو فى قطاع الاستثمار فى بنك المصرف المتحد أن تصنيفات القطاع المصرفى بالتماسك فى ظل الأزمات التى مرت بها الدولة الفترة الماضية من قبل مؤسسات دولية عديدة ستعمل على جذب المستثمرين إلى القطاع و إلى الاستثمار فى قطاعات أخرى بالدولة ،خاصة عقب سياسات الإصلاح التى اتخذها البنك المركزى الفترات الماضية لضمان صلابة البنوك و مواجهة أى أزمات قائمة.
أشار إلى أن المؤتمر الاقتصادى يستهدف العمل على توضيح الرؤية الاقتصادية الحالية فى الدولة و أن البنك المركزى بإجرائاته الأخيرة الرامية إلى القضاء على السوق السوداء و توحيد أسعار صرف الدولار ستعمل أيضا على بث الثقة للمستثمرين على قدرة القطاع المصرفى و الدولة للتغلب على التحديات التى تواجه رجال الأعمال.
أوضح أن المستثمر الأجنبى بحاجة إلى بيئة تشريعية جيدة و تعمل الحكومة عليها حاليا بجانب قضية توفير الطاقة و عملت الحكومة عليها من خلال إنشاء محطات نووية و البدء فى مشروعات الطاقة الشمسية.
قال عمروحسنين رئيس شركة ميريس للشرق الأوسط للتصنيف الائتمانى أن تصنيف القطاع المصرفى من الأمور الهامة بالتأكيد التى ينظر إليها المستثمر فى دولة ما ،مشيرا إلى أن الأهم للمستثمر تكامل كافة منظومات الدولة لتسهيل عملية ضخه للأموال.
أضاف أنه يتم النظر أيضا إلى مدى جاذبية العملة للاستثمار و التصدير لدولة ما و لكن يشترط ذلك وجود مناخ استثمارى جاذب بالفعل فى الدولة لمعرفة هل المستثمر سيستفيد من سعر العملة فى هذا المناخ الجاذب أم لا بجانب.