النمو الاقتصادى أقوى الأسلحة فى الحرب ضد الفقر لكنه وحده غير كافٍ
مليـار نسمـة يعيشـون تحت خـط الفقـر حاليـاً
تكافح الأمم المتحدة من أجل جعل الدول تتفق على أهداف ثابتة، بغض النظر عن تحقيقها، لذلك تفتخر بجدارة بوجود توافق على هدفها المتمثل فى خفض نسبة من يعيشون فى الفقر المدقع بحلول نهاية العام الجارى، مقارنة بمستوى 1990.
وذكرت مجلة الإيكونوميست، فى تقرير عن البنك الدولى، أنه تم التوصل بالفعل إلى تلك الأهداف فى وقت سابق قبل خمس سنوات، ففى عام 1990 عاش %36 من سكان العالم فى فقر مدقع، وبحلول عام 2010، انخفضت هذه النسبة إلى %18 وتراجعت أعداد من يعيشون هذه المعاناة اليائسة من 1.9 مليار نسمة إلى حوالى 1 مليار فى الوقت الراهن.
وأعلن البنك الدولى، أن هدفه الأساسى يتمّثل فى القضاء التام على الفقر المدقع بحلول 2030، وتوافقت توقعاته مع الأمم المتحدة التى جعلته حجر الزاوية فى جدول أعمالها عن التنمية الجديدة.
فالهدف فى حد ذاته فكرة جيدة، لكن التوقعات الاقتصادية للبلدان النامية جاءت قاتمة منذ مطلع 2013، الأمر الذى يصّعب المهمة على المنظمات الدولية ويجعل التزام البنك الدولى بالموعد المحدد أمراً فى غاية الصعوبة، وربما تعمل الاتجاهات الحالية على ضياع هذه الأهداف.
وأشار التقرير إلى أن القضاء على الفقر له تعريف محدد جداً لدى البنك الدولى، فهو لا يعنى رفع الجميع إلى الطبقة الوسطى، وليس أقل بكثير من القضاء على الفقر النسبى، حيث إنه فى ظل غياب المساواة الكاملة، سوف يصبح البعض دائماً أكثر فقراً من غيرهم، وهذا يعنى أنه لا يجب أن يعيش أحد بأقل من 1.25 دولار فى اليوم الواحد.
ومن المهم أيضاً أن نلاحظ أن البنك الدولى انتابه بعض التوانى فى الوصول إلى هدفه، وسيتم إعلان أنه ما لا يزيد على %3 من سكان العالم يقتاتون على أقل من 1.25 دولار فى اليوم الواحد، وهذا يعكس افتراض أن الفقر المدقع سوف يستمر لسنوات عديدة.
وسوف تطرق التقلبات الاقتصادية والاضطرابات السياسية من وقت لآخر أبواب قاطنى البلدان الفقيرة، وتدفعهم إلى ما دون خط الفقر، ولكن حتى مع هذه التيارات العكسية لا يوجد سبب يدعو للتشاؤم حول للوصول إلى الهدف بحلول عام 2030.
وأشار الباحثون إلى أن معدل الفقر العالمى سيكون %8.5 بحلول 2030، أى أنه باختصار سيتحقق حلم القضاء على الفقر فى السنوات الـ15 المقبلة.
وأقرّ البنك الدولى، فى تقريره الذى صدر مؤخراً عن الآفاق الاقتصادية العالمية، بالتحديات التى تواجهه، ولذلك وضع معدل الفقر العالمى بنسبة %5 فى عام 2030.
وأكدّ البنك الدولى أن الاستقرار السياسى والاقتصادى فى البلدان الأكثر فقراً من شأنه أن يقضى على الفقر تماماً، كما أنه يعمل على ازدهارها من خلال تعزيز نمو الدخل بنسبة %40، وزيادة بمتوسط نقطتين مئويتين سنوياً، لذلك من المحتمل انخفاض معدل الفقر بنسبة %2.7 بحلول عام 2030.
وأوضح البنك أن النمو الاقتصادى هو أقوى سلاح فى الحرب ضد الفقر ولكنه، فى حد ذاته غير كافٍ، لذلك يتعين على الحكومات أيضاً أن تنتهج سياسات من شأنها مساعدة الفقراء من خلال الاستثمار فى البنية التحتية والرعاية الصحية، فلا يستطيع العالم القضاء على الحرمان المطلق بحلول 2030، لكنه يمكن أن يعطى نفسه فرصة أفضل للقيام بذلك.








