أكد الدكتور عماد فاخوري وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني رئيس مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية اليوم الأربعاء أهمية المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي سيعقد بمنطقة البحر الميت خلال الفترة من 21 إلى 23 مايو القادم.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم في عمان بمشاركة مسئولين في المنتدى الاقتصادي العالمي للإعلان عن تفاصيل منتدى البحر الميت الذي سيعقد تحت شعار (إيجاد إطار إقليمي جديد للازدهار والسلام والتعاون بين القطاعين العام والخاص).
وأوضح فاخوري أن المؤتمر سيوفر أرضية فكرية للبحث وللمناقشة مع كافة الشركاء والمشاركين بشأن السياسيات الدولية الاقتصادية وخطط الإصلاح التي تسهم في تحقيق النتائج الإيجابية حيال قضايا التشغيل والريادة والتعليم والتركيز على التحديات التي تواجه الشباب الأردني بشكل خاص والعربي بشكل عام”.
وقال فاخوري “إننا سوف نسلط الضوء وبكل وضوح خلال أعمال المنتدى – الذي سيستضيفه الأردن بالشراكة وبالتعاون مع صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية وذلك للمرة الثامنة – على الأعباء التي يتحملها الأردن جراء تبعات الأزمة السورية وكيفية زيادة المساعدات، وإمكانية تحقيق المشاركة الفعالة بين القطاعين العام والخاص لمواجهة هذه التحديات”.
وأوضح أنه سيتم خلال المنتدى طرح هذه التحديات على الدول المانحة والصديقة والمؤسسات العالمية في إطار خطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية، مشددا في هذا الإطار على أن الأردن، الذي يعتبر أكبر الدول المضيفة للاجئين، يقوم بدور عروبي وقومي على مر العقود، وهو ما يتطلب تعزيز قدراته ودعم مجتمعاته المضيفة لهم.
وكان فاخوري قد أعلن مؤخرا أن الأردن بحاجة إلى حوالي 2.9 مليار دولار أمريكي خلال عام 2015 لتغطية احتياجات اللاجئين السوريين على أراضي المملكة الذي يبلغ عددهم وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين ما يزيد على 640 ألف لاجيء، فيما يقدر المسئولون الأردنيون عددهم بحوالي مليون و400 ألف لاجيء (750 ألفا منهم يطلق عليهم لاجئون اقتصاديون كانوا قد قدموا إلى الأردن قبل الأحداث في سوريا).
وأفاد رئيس مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية بأن المنتدى سوف يركز على عدة محاور رئيسية هي (الصناعات والتنافسية.. التشغيل والريادة.. وتسليط الضوء على قضايا الشباب والتشغيل.. والحوكمة وبناء المؤسسات.. والتعاون الاقتصادي في المنطقة”، منوها في الوقت ذاته بأن المنتدى سيكون فرصة للتسويق للأردن سياحيا.
وقال فاخوري “إن استضافة الأردن لهذا المنتدى للمرة الثامنة منذ عام 2003 وحتى الآن يعد مؤشرا على مكانته ودوره المحوري في المنطقة والعالم وعلى المكانة والتقدير الكبيرين اللذين يحظى بهما العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على مستوى العالم وأيضا لدوره في تعزيز الأمن والاستقرار والسلم وفي مكافحة الإرهاب والتطرف.. كما يبعث بإشارات طمأنة إلى المجتمع الإقلميي والدولي وخصوصا المستثمرين بأن المملكة تتمتع ببيئة استثمارية آمنة ومستقرة علاوة على منعتها التاريخية خاصة في أجواء عدم الاستقرار السائدة في المنطقة”.
ونوه بأن المنتدى سيكون أيضا فرصة لتقييم حركة التجارة العربية البينية، التي تعد الأقل على مستوى العالم، والتركيز على ضرورة كسر الحواجز والعوائق التي تؤثر عليها، مشيرا إلى أنه سيتم في الصدد إجراء حوار صريح بين الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني والتركيز على إمكانية تحقيق التوازن بين التجارة وسهولة تدفق العمالة والاستثمارات التي تجتاز الحدود.
وبدوره، قال ميروسلاف دوسيك رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنتدى “إنه سوف يشارك في المنتدى نحو 800 شخصية عالمية وإقليمية من كبار المسئولين الحكوميين وشخصيات رائدة في مجالي الأعمال والمجتمع المدني من 50 دولة حول العالم، كما سيتم إشراك مزيد من الشباب مما يعكس الطابع الديموجرافي للمجتمعات في المنطقة”.
وأفاد بأن المنتدى سيركز على التطورات والتحديات التي تشهدها المنطقة والعمل على إيجاد حلول لها، كما سيسلط الضوء على التطورات الاقتصادية والاجتماعية المشتركة والطارئة، خاصة التي تهم الشباب الأردني والعربي.
ونوه بأنه سوف يترأس محاور المنتدى سوما تشاكرابارتي رئيس البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، وعمر الغانم الرئيس التنفيذي لصناعات الغانم بالكويت، وجوردون براون رئيس مبادرة البنية التحتية الاستراتيجية العالمية ضمن المنتدى الاقتصادي العالمي، وجون رايس نائب رئيس مجلس إدارة جنيرال إلكتريك، إضافة إلى رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير بدور القاسمي، كما سيسلط الضوء على التطورات الاجتماعية والاقتصادية لاسيما تلك التي تهم الشباب.
والمنتدى الاقتصادي العالمي هو منظمة دولية مستقلة، ملتزمة بتحسين أوضاع العالم من خلال إشراك القادة في شراكات لصياغة أجندة السياسات الإقليمية والدولية، ويعقد مؤتمرا سنويا في منتجع دافوس السويسري وعددا من المؤتمرات الإقليمية الدورية.