بدوي : نستهدف جذب استثمارات بقيمة 10 مليون جنيه السنوات الثلاثة القادمة
طوال عمره ينجذب نحو تأسيس المشروعات المبتكرة والعمل على إنجاحها .. اتقان تأسيس المشروعات يحتاج الى توافر الاصرار والعمل باستمرار , علي بدوي ذو 39 عام حاصل على بكالريوس ادارة اعمال من الجامعة الامريكية بالقاهرة ، درس التسويق باحدى الجامعات الامريكية.
بدأ خطواته غير التقليدية بمجال الاعمال عام 2005 وهو في سن 29 بتأسيس اول فروع لعربات ” بطاطس & زلابيا” المتخصصة في بيع “البطاطس و الزلابيا”، قبل ان يتسع صيت تلك العربات الصغيرة لتصل الى مسامع صناديق الاستثمار المحلية وكثير من المستثمرين العرب الذي ابدى البعض منهم شغفه للمشاركة في جني ثمار نجاح المشروع.
ميلاد الفكرة
ترجع اصول الفكرة الي عرض احد اصدقائه عليه ويدعى محمد توفيق اقتراح إنشاء مشروع خاص بهم ، وبدأ البحث عن فكرة لمشروع يكون جديد نسبيا على السوق المصري وتولدت الفكرة من مشاهدة محلات متخصصة في بيع البطاطس فقط بهولندا وبدأ الشريكين التخطيط لنقل التجربة للسوق المصري مع اضافة اللمسة المحلية عليها .
على الفور – بحسب بدوي- بدأ يدرس معاملات النجاح بالمشروع والتى تلخصت في كونها اكله يحبها المصريين , منتشرة على شكل واسع , لا تقدم بشكل متخصص في مصر ومنتج منخفض التكلفة ولا يستلزم تناوله سد الجوع و انما قد يكون للتسلية ما يخلق له سوق اكبر.
التنفيذ والتحديات
بعد دراسة فكرة المشروع و اتخاذ قرار بالاستثمار فيه , وبدأ الشريكان الخطوات الفعلية لتنفيذ المشروع من خلال البحث وتم الاتفاق مع “كارفور المعادي” على تأجير مساحة من الارض امام المدخل لايقاف سيارة البطاطس، لعدم توافر مساحات كافية بداخل المركز التجاري.
اولى التحديات التى واجهت علي كانت قبل حتى البدء في المشروع ليفاجىء بشخص اخر يقف بعربية بطاطس في نفس المكان الذي كان من المفترض ان يستأجروه، الا ان هذا لم يحبط من عزيمته هو وشريكه , وبدلا من ابعاد الفكرة عن رأسه و البحث عن مشروع اخر، اخذ يتابع بشغف نتائج مشروعه الذي كان يعتزم تنفيذه قبل ان يسبقه اليه اخر او قد يكون سرق الفكرة – علي نفسه لا يعرف اي الفرضين هو الاصح.
بدأ علي و شريكه تعديل خطتهم الاستثمارية بالبحث عن منتج اخر يقدموه به نفس مقومات نجاح مشروع البطاطس الى ان اهتدوا الى فكرة “الزلابيا” ، وتم تأسيس بالفعل اول فرع امام نفس المول التجاري “كارفور المعادي ” تحت اسم “زلابيا”.
واصل علي سرد وقائع نجاحه في خلق علامة تجارية مصرية بمواجهته لثاني التحديات المبكرة بتراجع شريكه المؤسس عن الاستمرار بالمشروع بسبب اضطراره للسفر الى المانيا والاقامه هناك بسبب ظروف عائلية، الا انه تغلب على ذلك باصراره على الاستمرار بالمشروع والتصميم على إنجاحه وخلق علامة تجارية مصرية تقدم الزلابيا .
لعل ابرز مقومات النجاح من وجهة نظر علي هو الاعتماد على عناصر بشرية ذات كفاءة عالية ويعتبرها السبب الرئيسي في انجاح المنظومة، كاشفا عن سر ذلك بقوله “الناس دي شغالة معانا مش شغالة عندنا”، فهم شركاء لنا و ليس موظفين عندنا، هكذا لخص على اولى مبادئ التعامل مع العنصر البشري في مؤسستك سواء كانت صغيرة اوعملاقة.
يعتقد مؤسس “بطاطس & زلابيا” ان العنصر البشري اهم حلقات نجاح منظومة الاعمال، و أستدل بالقصة القرأنية لنبي الله سيدنا موسى حينما سقي للسيدتان اغنامهن لعدم تمكنهن من ذلك بسبب تهافت الناس ، مستدلا بالحكمة التى قالتها احداهن “ان خير من استأجرت القوي الأمين” لنخلص من تلك الايه بحكمة هي اساس نجاح العامل البشري في اي منظومة اعمال وهو “القوة والتى تتلخص بمفهومها الحديث في القدرة على الادارة و الحزم و اقتناص الفرص و غيرها من المهارات الضرورية للاعمال ، و الامانة و التى تستلزمها بالتبعية اتقان العمل .
التوسعات والخطط المستقبلية
يروي على بدوي توسعات الشركة من فرع واحد عام 2005 الي ان وصلت حاليا الى 41 فرع في مختلف المناطق الرئيسية بالقاهرة و الجيزة، وتابع “ندرس البدء في التوسعات الخارجية خلال العام الجاري , على ان يكون سوقي الامارات والسعودية على رأس اولوياتنا ثم عمان و الكويت”، مشيرا الى ان التوسعات ستكون بنظام الفرانشايز , الا ان الاشراف الاداري سيكون لمكتب القاهرة للتأكد من جودة المنتجات التى تقدم للمحافظة على بنية العلامة التجارية لـ “بطاطس & زلابيا”.
تكلفت انشاء اول عربية لبيع الزلابيا بحسب المؤسس 36 الف جنيه تقريبا فيما ارتفعت التكلفة حاليا لتصل الى 136 الف جنيه تقريبا نظرا لارتفاع ثمن التجهيزات بالعربة لتحضر المنتج في وقت اسرع واكثر جودة.
وبحسب بدوي تنوى الشركة ضخ استثمارات جديدة خلال السنوات الثلاثة القادمة تقارب 10 مليون جنيه ما بين توسعات داخلية وخارجية ، وفي الوقت ذاته يكثف مسئولي الشركة نشاطهم حاليا للتوصل لاتفاق مع شريك يشارك بحصة تتراوح بين 20 و 40 % بشرط ان يكون لديه اتصالات قوية في منطقة الخليج لمساعدة الشركة في اتمام توسعاتها الخارجية
كيف تؤسس للعلامة التجارية ؟
اختيار الاسم التجاري له دور كبير في بناء العلامة التجارية، فوقع الاسم “بطاطس & زلابيا” يمنح العلامة التجارية ايقاعا بالسيطرة على هذين المنتجين و كأنها رساله للعملاء “نحن افضل من يقدم البطاطس والزلابيا”، و تبع ذلك اتقان تقديم المنتج بافضل جودة و الحفاظ على المستوى الجيد للجودة حتى لو كلفك الامر في البداية المال، لان ذلك يمكن تداركه فيما بعد و لكن الجودة هي الاساس لربط العملاء بعلاماتك التجارية.
ثاني خطوة في بناء العلامة التجارية هي تسويقها بشكل مبتكر ، بحسب علي هو لم يعتمد على الاعلانات التقليدية او حتى التسويق الرقمي و انما اعتمد على خلق شكل محدد لنفسه لتقديم المنتج بشكل يسمح للعملاء لمتابعة كافة خطوات التحضير ليخلق ثقة بين المستهلك و المنتج، اضافة الى عدم انفاق اي اموال في التسويق والاكتفاء بمنح المارين امام عربة “بطاطس & زلابيا” فرصة لتجربة قطعة من منتجاتنا بشكل مجاني لان اقناع المستهلك بنفسه والتسويق الشفهي هم الاكثر تأثيرا تسويقيا، مستدلا على ذلك باتخاذ اكثر من 20 % من المتذوقين قرارا بالشراء بعد تذوق منتجاتنا
العلامة التجارية ليست مجرد شكل او اسم وانما هو يعكس المعني للاسم التجاري الخاص بك في ذهن المستهلك ، فعلى سبيل الاسلام اذا رايت العلامة التجارية للسيارة المرسيدس فاول ما يخطر في ذهن المستهلك سيارة ذات رفاهية انسيابية الشكل ذات مكونات قوية عمرها الافتراضي طويل باهظة الثمن، ولذلك فخلق انطباع للعلامة التجارية لدى ذهن المستهلك هو اهم خطوت خلق العلامة التجارية، بحيث يتمكن ذلك من تلبية كل متطلبات العميل من خلال المنتج المرتبط بالعامة التجارية .
مقومات النجاح
فضل الله وتوفيقه قبل وبعد كل خطوة هو الاساس في نجاح “بطاطس & زلابيا” وفقا للمؤسس، الخطوة الثانية هو خلق علامة تجارية حقيقية، الجودة، معرفة متطلبات العميل المستهدف و تقديمها لهم، فالاصح في تقديم اي منتج تجاري دراسة متطلبات السوق لتقديم المنتج المناسب و ليس اطلاق المنتج والبحث عن عميل له.
المثابرة كذلك من اهم عوامل النجاح ، و التعلم من الاخطاء مستدلا بحكمة يابانية تقول ” يمكن ان تقع 100 مرة الا انه يمكن ان تقف 101 “.
