الرد العربى فاجأ العالم
لم يعد بإمكان المملكة العربية السعودية التسامح أكثر من ذلك مع انتهاكات الحوثيين فى اليمن تحت غطاء ايرانى صارخ العدو اللدود للمملكة بعد أن بقيت عاماً تراقب وتشجع الحوار السياسى بينما استمر الحوثيون فى التقدم عسكرياً على الارض وزيادة الضغوط على عبد ربه منصور هادى الرئيس اليمنى المعين عقب الاطاحة بعلى صالح وفق المبادرة الخليجية.
ويقول تقرير لمجلة «مونتور» السياسية إن الرياض قررت أن ما حدث يكفى وبدأت عملية عسكرية أطلقت عليها اسم عاصفة الحزم للتصدى للحوثيين فى اليمن بدعم من دول الخليج (باستثناء عمان) ومصر والأردن وباكستان، وتسببت العملية فى صدمة للعالم بسبب الهجوم غير المتوقع.
تترقب الانظار حاليا الوقت الذى يسقط فيه الحوثيون تحت ضربات السعودية بينما إيران تشاهد على الشاشة مشروعها فى اليمن ينهار وسط سلسلة من الاسئلة المثارة حول أسباب لجوء السعودية للحل العسكرى وامكانية قيام ايران برد عسكرى مماثل وتأثير الهجوم على المنطقة وبرنامج طهران النووى حيث تدور الاسئلة فى معظمها حول وماذا بعد؟!
وفى مقابلة مع المحلل السعودى خالد الدخيل قال إن بلاده ظلت صامتة حول التطورات فى اليمن لنحو عام حيث بدأ الحوثيون توسعهم العسكرى فى 2014 من صعدة باتجاه الجنوب فاحتلوا دماج وعمران ثم العاصمة صنعاء وفرضوا حلا سياسيا على الرئيس هادى حيث اضطر للموافقة عليه وبعد ذلك فرضوا اشخاص موالين لهم فى مواقع قيادية بالحكومة والجيش فوافق هادى ايضا، وفى أعقاب ذلك أعطى مجلس التعاون الخليجى موافقته لاتفاق السلم والشراكة بين القوى اليمنية والحوثيين بعد أن احتل ملسحو الحوثى العاصمة صنعاء بالكامل.
وتسبب ذلك فى اتهام السعودية بالانهزامية والتخلى عن حلفائها، ومع ذلك أرادت الرياض دعم الحل السياسى وظلت تنتظر وفاء الحوثيين بالاتفاقات السياسة التى تم التوصل لها عبر المبادرة الخليجية.
أوضح الدخيل أنه وبعد مرور سنة على الازمة اليمنية أدركت السعودية أن الحوثيين لا يريدون حلاً سياسياً حيث يطمعون فى السيطرة على كامل مساحة البلاد واقصاء القوى اليمنية الأخرى وفق مشروع يجرى تطبيقه بدعم وتشجيع من إيران. وتمثل عملية عاصفة الحزم رسالة سياسية واضحة للحوثيين ومهمة لاقناعهم بحقيقة بسيطة ثابتة منذ الحرب الاهلية فى اليمن عام 1962 وهى أنه لا يوجد طرفى البلاد يمكنه أن يحكم بشكل منفرد فالتاريخ يثبت هذه الحقيقة وتؤكد أحداثه أن احتكار السلطة يؤدى الى مشكلات معقدة، لكن الحوثيين على ما يبدو يتجهون بالبلاد إلى حرب أهلية مرة ثانية.








