كتب الخبير الاقتصادي “محمد العريان” مقالاً لوكالة “بلومبرج” يوضح خلاله كيف يمكن للطلاب اختيار كلية مناسبة.
وقال “العريان” في مقاله: لقد طُلب مني مؤخراً أن أجلس مع طالب في المدرسة الثانوية على وشك اتخاذ قرار بشأن الجامعة التي سيكمل تعليمه بها، عن طريق مساعدته في الاختيار ما بين المؤسسات التي قد تم قبوله بها، وانتهى بي الأمر بتعلم الكثير عن كيفية التعامل مع هذا القرار الهام.
وأضاف في مقاله قائلاً: هذا الشاب قد قام بقدر كبير من البحث والتنقيب عن عدد كبير من الجامعات خلال عملية التقدم على مدار عام، ونظر في المواد الرسمية، ثم زار عدداً غير قليل منها، وأولى اهتماماً وثيقاً لنهجها الأكاديمي ومحاولة تحديد ما الأنسب منها.
ونوه “العريان”: قدد حدد الشاب الرائع بعناية ما هي الخصائص التي تجعل جامعة مناسبة له، وقلص تفضيلاته إلى عدد صغير من المؤسسات، ولم يسمح للأسماء اللامعة للجامعات بلعب دور كبير في نهجه التحليلي، فهو يعلم ما الذي يبحث عنه.
وأوضح “العريان” أن عملية اختيار الكلية “المناسبة” عادة ما تكون عملية معقدة وتستغرق وقتاً، وقال: أخجل أن أقول: إن نهجي كان أقل تدقيقاً عندما كنت في نفس المرحلة العمرية منذ 40 عاماً مضت، فبدلاً من أن أقوم بأبحاث شخصية، تأثرت كثيراً بالأسماء الشهيرة والاعتقاد السائد.
وأضاف: وعلى الرغم من ذلك حالفني الحظ وقضيت 3 سنوات ممتعة وتأسيسية في جامعة “كامبريدج” بالمملكة المتحدة، ثم كتب: “وعندما أنظر إلى الوراء، أستطيع بسهولة تحديد 5 عوامل التي تفسر لماذا الجامعة التي اخترتها بعد عملية بحث محدودة فقط تحولت إلى تجربة مُرضية.
توجهت “كامبريدج” إلى ما وراء تعليم الطلاب “ماذا” أو “لماذا”، حيث استغرقت المزيد من الوقت أيضاً في تعليم “كيف”، لتتأكد من تقديم الطرق التي تنتهجها المدارس الفكرية المختلفة في نفس القضايا.
وكانت الثقافة الفكرية جزءاً راسخاً في نهج الجامعة، ويهتم نظامها الإشرافي الشهير بتنظيمنا في مجموعات من اثنين أو ثلاثة لمناقشة القضايا المخصصة مع المشرفين.
كما ذهب معظم أعضاء هيئة التدريس إلى ما وراء نظرية التدريس وإجراء البحوث، من خلال مد الطلاب بقصص من الإنجازات والاكتشافات الفكرية، وتقديم تطبيقات يومية.
وعرضت “كامبريدج” مزيجا رائعا من المواضيع الإلزامية والاختيارية، وهو ما سمح للطلاب بالجمع بين أساس تحليلي متين مع السعي بصورة أعمق في الموضوعات الضيقة التي كانت ذات أهمية خاصة لهم.
وأوضح “العريان” قائلاً: بفضل الخصائص المذكورة أعلاه، عمقت الجامعة شغفي بالاقتصاد، وترافقت الخبرة الأكاديمية الشاملة مع أنشطة أخرى (في حالتي كانت الرياضة).
وأضاف “العريان”: نعم لقد حالفني الحظ في اختيار الجامعة، ولكن العناصر التي جعلت الأمر مميزاً بالنسبة لي – والتي قد ساعدتني بشكل جيد في مسيرتي المهنية- يمكن تحديدها بسهولة.







