قال الشيخ سيد عبود، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد والقرآن الكريم، إن الأبراج هواجس، وان الإنسان يصنع حظ نفسه بنفسه وهيأ الله للإنسان عقله ويمكنه اختيار الخير والصواب ويجعل لسانه خلف عقله فلا يقع الخطأ بخلاف غير العاقل الذى يجعل لسانه أمام عقله ويتكلم بدون أن يفكر، موضحا أن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذى خلق الكون من أجله ووضع الخطوط العريضة ليسير عليها ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ولا سلطان لأحد على الإنسان سوى عقله فى مسألة الإيمان والاعتقاد.
أوضح أن الله سبحانه وتعالى سخر الكون للإنسان ليخدمه ومن باب الأدب أن يسأل الإنسان نفسه لماذا كل هذا التسخير؟ ويجد الإجابة فى قوله تعالى «وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون»، لافتا إلى أن الروح لها غذاؤها بخلاف غذاء الجسد الذى يحتاج إلى ما يخرج من الأرض لأنه خلق من طين ومجموعة الطين هى مكونات الإنسان، أما غذاء الروح لا يملكه الإنسان.
شدد على أن السبب فى تحريم الله لبعض الأمور أنها تهلكنا إذا وقعنا فيها، فالأبراج غير صحيح لأن حظى وبرجى وقدرى بيد الله وحده ولا يعلمه غيره ومن شرط الإيمان الصحيح أن يؤمن بالقدر خيره وشره ولا يوجد لهواجس الأبراج علم يتم القياس عليه والرجوع له، وإنما هو توقع وفقا لرغبات المشعوذين والدجالين وكل هذه الهواجس حرام وحتى الطيرة التى كان يفعلها العرب فهى حرام وفى الحديث «لا طيرة فى الإسلام».
لفت إلى أنه يجب أن يرمى الإنسان حموله على الله و«ما أصاب من مصيبة ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير»، والأصل فى الأمور أنه لا يجب على الإنسان أن يتفاءل أو يتشاءم ويترك الأمر كله لله، ويكون لديه الإيمان واطمئنان القلب بأن الله قادر وحافظ ومنجى ومعطي، وأنه لا يمكن أن يستقر حاله على وتيرة واحدة، أضاف أن معظم المعتقدين فى الأبراج يصابون بحالة من التواكل وضرب التخمين الذى يدخل فى علم الله للغيب الذى اختص به نفسه ولم يعط لأى من مخلوقاته، ولو علم الإنسان أن هذا الأمر خير أو شر من الممكن أن يتواكل ولا يحسن عمله، مشيرا إلى أنه لو لم يكن هناك رسل لكان هناك أعذار للمؤمنين بالأبراج فى اعتقادهم.
قال إن على المتابعين للأبراج وحظك اليوم التوقف عن هذا العمل الحرام، موضحاً الأبراج حرام وتشغل الناس عن العمل ويعود بهم إلى التمنى الذى لا يكون إلا فى المستحيل ويفتح باب الشيطان، كما أن من صرف أموالاً لتعلم مثل هذه الهواجس حرام أيضا. وأوضح الشيخ أحمد تركي، أن تفسير الأحلام فنون وليست علوم لأن العلم له قواعد وأصول يمكن الرجوع إليها بخلاف الفنون التى لا تحتاج إلى علم، وإنما تتوقف على موهبة يمنحها الله للإنسان، مضيفا أن الرؤى والأحلام كانت عند الأنبياء وحى وأهمها رؤية سيدنا إبراهيم بأنه يذبح ولده وكانت وحى من الله تعالى، أما لغير الأنبياء فهى تعد رسائل من الله إذا كانت رؤى صالحة والتى ينطبق عليها الشواهد وتكون علامات من الله، بخلاف الحلم الذى هو من الشيطان.
وفيما يتعلق بالأبراج قال، إنها ليست علماً أيضا وإنما هى تكهنات ولا علاقة لها بالشريعة الإسلامية وكثير منها تتعارض مع القدر ومفاهيم العقيدة، وأن الغيب لا يعلمه إلا الله، ولذلك يجب الابتعاد عنها قدر المستطاع. أوضح أن بعض التفسيرات حلال وبعضها حرام بناء على الكلام وما يحدث وما يقال إذا كانت تتعارض مع العقيدة، وأن الغيب لله فهى حرام أما إذا كانت من باب البشرات من إنسان لآخر فهى حلال، وكل ذلك مع التصديق التام والكامل بأن الغيب لله.








