التوجه الحديث للبشرية لخلق نوع من الهدنة مع البيئة كما احب ان اسميها هو توجه طبيعى وفطرى بل يجب ان تتحول هذه الهدنة الى صداقة بل الى مشاركة اذا جاز التعبير.
ولقد سمى العالم هذا التوجه ب التوجه الأخضر (Go Green) وهو التحول الجذرى لاستخدام الطاقة المستدامة من الشمس والرياح و مساقط المياه الطبيعية. وتقليل انبعاث ثانى اكسيد الكربون نتيجة لحرق الوقود الأحفورى وماله من نتائج مدمرة على البيئة.
فكل كيلو وات ساعة منتجة من محطات الطاقة التى تعمل بمشتقات البترول او الفحم ينتج حوالى 500 جرام من ثانى اكسيد الكربون والعالم ينتج الاف الميجا واتس يوميا من الطاقة ولكم ان تتخيلوا حجم المأساة التى نسببها لبيئتنا!.
الحقيقة العلمية والتى يتحدث عنها علماء البيئة والمناخ فى الوقت الراهن ان الأنسان فى واقع الأمر مرتبط ارتباط تام بالبيئة التى يعيش فيها كما يرتبط الطفل بأمه لأن الأنسان يتكون من عناصر الأرض التى يعيش فيها و الخلية الحية التى يتكون منها هى فى اصلها عبارة عن طاقة هى نفس الطاقة الموجودة فى كل عناصر البيئة من حوله، اذا فالأرتباط العلمى لصيق وواضح. وعندما تحول الأنسان من التناغم مع البيئة فى العصور القديمة الى الأصطدام معها فى العصور الحديثة متوهما ان قطع الأشجار او حرق الفحم والبترول لتوليد الطاقة او تغيير اى معالم البيئة الأساسية من حوله مثل تجريف الغابات او تجفيف البحار والبناء عليها او بناء المزيد من السدود وتقطيع الجبال انما يحقق له التقدم الأقتصادى ومزيدا من الرفاهية ورغد العيش ولكن حقيقة اللأمر ما هو الا مزيد من الدمار للأنسان نفسه وهو دمار محتوم اذا لم يتوقف اليوم قبل غدا.والنتيجة الطبيعية السيكولوجية لهذا العداء هو عداء مقابل له فلكل فعل رد فعل مقابل له وعكس اتجاهه فالطبيعة الأن تعادينا كما اعتدينا عليها بالأعاصير والزلازل والفيضانات والجفاف وتغير المناخ العنيف والنقص فى موارد كل شيىء
هل نستطيع ان نتوقف عن تنفس الأوكسجين او شرب المياه، هل نستطيع ان نستغنى عن الغذاء عن الشمس؟ هل نستطيع؟ لواستطعنا اذا فالنكمل هذا الأعتداء السافر ونضرب التوجه الأخضر بعرض الحائط..
المقال بقلم مهندس/ هشام فاروق: المدير التنفيذى لشركة جرينرجى لحلول الطاقة الخضراء المتجددة