في ظلال المخاوف المتزايدة في منطقة اليورو والخطر الكبير المحيط بالعملة الرئيسية اليورو بسبب الازمة اليونانية وخطر تركها للعملة الموحدة خلال بضعة أشهر لتراكم الديون والعجز عن سدادها والقدرة على الحصول القروض لسداد دائينيها وتأكيد هذا من خلال اجتماعات صندوق النقد الدولي في نهاية الاسبوع والتي لم تأتي بأي جديد لتخفيف الازمة ،انخفض اليورو بمقدار نصف بالمائة مقابل الدولارولكن اليورو لا يزال ثابتا عند 1.07 رغم ارتفاع الدولار .
ربيع العملة الخضراء المتقلب
مع ما شهدته بورصة وول ستريت يوم الجمعة الماضي فإن الارتفاع الملحوظ لمؤشر الدولار الامريكي ” DXY ” وارتفاعه بنسبة 0.4 بالمائة مقارنة بالهبوط في الأسبوع الأخيرساعد على انزلاق اليورو ، ويعتبر هذا الهبوط الاسوأ له خلال شهر واحد ، وفي بداية التداولات لهذا الاسبوع للعملة الخضراء شهدت ارتفاع مقابل اليورو ،و يشار أيضاً إلى أن الدولار حقق ارتفاع أمام الين الياباني والجنيه الاسترليني وهي إكمال للموجة المضطربة المستمرة خلال هذا العام للدولار الامريكي والتي سوف تستمر خاصة وأن المتداولين يرغبون برفع سعر الفائدة قريباً ، ولكنها قد تكون مستبعدة في الوقت الحالي فالفترة السابقة كان التخبط والتراجع فيها للدولار واضح خاصة مع استمرار اسعار النفط ، كما انه ظهر ايضا في نهاية فبراير نتيجة مؤشر CPI الاساسي التي وضحت الاتجاه اللاتضخمي في اسعار التجزئة ووصول المؤشر الى مستوى الصفر ،واحتمالية الارتفاع في نتائج هذا المؤشر نتيجة الهدوء المستمر لاسعار الطاقة والوصول الي مستوى 1% ، أو الوصول الي الهدف المحدد من جانب الاحتياطي الفيدرالي الامريكي لهذا المؤشر والمقدرة بـ2%.
تراجع مستمر لليورو أمام العملات وسط اجواء مخيبة للآمال
ارتفاع عائدات السندات في دول الاتحاد الاوربي في بداية هذا الشهر وخاصة بعد أن أعلن البنك المركزى الاوروبي عن برنامج التيسير الكمي في كانون الثاني / يناير وشراء البنك للاصول الاشهر الماضية ،دفع وبقوة لتراجع عملة منطقة اليورو بنسبة 13.1% مقابل العملة الرئيسية الدولار ، كما انخفض اليورو امام الين بعد اعلان بنك اليابان عن برنامج التحفيز النقدي واحتمالية اجراء المزيد من تلك الحوافر على المدى القصير .هذا وساعدت البيانات السابقة للجنيه الاسترليني والتي صدرت ببقاء معدل التضخم السنوي والمساوي للصفر تقريباً دون تغيير يذكر خوفاً من الدخول في ” تضخم سلبي “والي انخفاض الاسترليني واحتمال هبوطه الي مستويات جديدة لم يصل اليها خلال سنوات مضت.إن المراقب للاسواق المالية يستطيع التكهن بالاتجاه الهبوطي والقوي لليورو/ دولار والتي أصبحت معالمها واضحة والتي ربما وبالقريب تشهد فيها الاسواق مستويات جديدة قد تصل الي اقل من 1.02 للزوج يورو/دولار
ويبقى السؤال هل هنالك احتمالية لكسر حواجز أبعد من توقعات المحللين أم ان اليورو سوف يبقى صامدا عند هذه المستويات بموقف دفاعي على أمل أن تسفر المحادثات المستمرة ما بين صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوربي من جهة ومع أثينا من جهة اخرى للوصول الي اتفاقية تنقذها من أزمة الديون والانسحاب من الاتحاد النقدي لمنطقة اليورو ، لكن حجم هذه المحادثات يزداد تعمقاً بعد الاتفاق الاخير في شهر فبراير والذي على إثره منحت اليونان 7 مليار يورو كمنحة اضافية من برنامج الانقاذ الحالي ،الي جانب الدعوة المستمرة من الحكومة الي العمل الجاد بتحقيق اصلاحات جوهرية في هيكلية اقتصاد أثينا والتحصيل الضريبي ومحاربة التهرب منه ، ويبقى هذا رغم استبعاد نجاح صفقة خطة الانقاذ المعلن عنها وخيبة الامال لدى أغلب المحلليين والمتعاملين بالاسواق المالية .