إذا فقدت الهدف فما عليك إلا أن تعود خطوة للوراء لرؤية هدفك وعدم الانخداع بالنتائج الثانوية لتقدمك، حتى وإن كان فيها بعض المكاسب الآنية التى قد تعيقك لبلوغ هدفك.
خلال حرب أكتوبر 73، طلب المشير الجمسى، رئيس الأركان وقتها من الرئيس الراحل أنور السادات تطوير عمليات الهجوم ونقل القوات لتحقيق مكاسب عسكرية، قال الجمسى فى مذكراته، إن السادات رفض الفكرة وواصل التقدم باتجاه هدفه وهو عودة الأرض، ولم يكترس بإنهاء الحرب ملحقاً بعدوه خسارة كبيرة قد تكون فخراً عسكرياً إلا أنها ستمنعه عن استرداد سيناء أو إطالة زمن التفاوض، مختصراً الطرق للوصول لهدفه، وهو ما تكرر فى ثغرة الدفرسوار، وعادت قواته أيضاً خطوة للوراء ولكن الهدف لم يكن الحرب ولكن الأرض.
هل تخطط الحكومة لجمع الأموال عبر الضرائب أم جذب الاستثمارات، كما أعلن خلال المؤتمر الاقتصادى والذى أخذ وقتاً طويلاً للترويج، ونجح فى لفت انتباه العالم والمستثمرين للخطوات التى تسعى الحكومة من خلالها لاستقطاب هذه الاستثمارات.
تدفق رؤوس الأموال إلى مصر فى هيئة استثمارات أفضل بكثير من التبرعات والإعانات، فهو الوصول للنهر نفسه سعياً لمعدلات توظيف أعلى وموارد أكبر وفرص للنمو وزيادة الاحتياطيات النقدية عبر أنشطة مستدامة، فلا يجب أن تنظر الحكومة تحت قدميها، وتركز على النتائج الثانوية من زيادة حصيلة الضرائب والذى يعتبر بئر ماء فى طريق الوصول للهدف.
المستثمرون الذين تخاطبهم الحكومة أنفسهم وبنوك الاستثمار وجمهور المستثمرين معترضون على الشكل الحالى للضرائب، ولديهم تطلعات لبيئة اقتصادية أكثر نشاطاً وفاعلية، فما المانع من العودة للوراء خطوة واحدة وإعادة رؤية الهدف والاستغناء عن النتائج الثانوية قصيرة الأجل والمفعول. لو تخيلنا وصول مصر للمستهدفات الموضوعة على الورق ونجاحها فى استقطاب رؤوس الأموال برغم انخفاض نسبة الضريبة سيرفع من عائداتها، وسيقلل من الالتزامات الملقاة على كاهل الحكومة فى توفير فرص عمل وإنشاء مستشفيات وزيادة النفقات على التعليم وتخفيض معدلات الفقر، خطوة واحدة للوراء قد تضعنا على المسار الصحيح.