خروج 600 مليار دولار فى 9 أشهر وانخفاض غير مسبوق فى الاحتياطيات النقدية
عانت الأسواق الناشئة فى آخر ثلاثة أرباع من أضخم عمليات خروج رؤوس أموال منذ الأزمة المالية عام 2008- 2009، ما يشير إلى ضعف الثقة فى بعض الاقتصادات النامية الكبرى.
وارتفع إجمالى صافى التدفقات إلى الخارج فى أكبر خمسة عشر اقتصاداً ناشئاً إلى نحو 600 مليار دولار خلال الثلاثة أرباع المنتهية فى مارس، وهو ما يعد أعلى من التدفقات الرأسمالية إلى الخارج التى شهدتها الأسواق الناشئة خلال الثلاثة أرباع المنتهية فى مارس 2009- أى خلال الأزمة- والتى بلغت 545 مليار دولار تقريباً، وذلك وفقاً لتقديرات مجموعة «إن إن إنفيستمنت بارتنيرز».
وعلى الرغم من التدفقات النقدية الضخمة إلى الخارج، فإن هروب الأموال لا يمثل سوى انعكاس جزئى لموجة السيولة التى تدفقت إلى الأسواق الناشئة خلال سنوات السياسة النقدية الأمريكية الفضفاضة بعد الأزمة المالية، وبلغ صافى التدفقات الرأسمالية التى غمرت أكبر خمسة عشر اقتصاداً ناشئاً فى الفترة من يوليو 2009 حتى نهاية يونيو العام الماضى 2.2 تريليون دولار.
والعديد من الأموال التى خرجت من الأسواق الناشئة كان عبارة عن استثمارات فى محافظ أوراق مالية، والسبب فى ذلك هو انخفاض قيمة عملات الأسواق الناشئة مقابل الدولار على مدى ثلاثة أرباع متتالية، وهذا هو الحال فى الاقتصادات الناشئة ولاسيما فى بلدان مثل الصين، حيث اكتسبت «تجارة المناقلة بالدولار»- وهى الاقتراض بالدولار الأمريكى ذات أسعار فائدة منخفضة للاستثمار فى عملات الأسواق الناشئة ذات العائدات الأعلى- شعبية فى أعقاب الأزمة المالية، وانتهت «تجارة المناقلة بالدولار» تدريجياً بعد ارتفاع قيمة العملة الخضراء، وتبنى بنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى لهجة أقل مرونة تجاه سياسته النقدية.
وقال مارتن جان باكوم، استراتيجى الأسواق الناشئة لدى «إن إن انفيستمنت بارتنيرز»، إن التدفقات الرأسمالية إلى الخارج من المرجح أن تستمر خلال الربع الثانى من العام الجاري، رغم أن النزوح الضخم لرأس المال ربما يكون أقل، وبلغ إجمالى التدفقات الخارجة من الخمسة عشر اقتصاداً ناشئاً 255.3 مليار دولار خلال الربع الأخير من عام 2014 قبل أن يتراجع إلى 208.8 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الجاري، وذلك وفقاً لتقديرات «إن إن انفيستمنت بارتينرز».
وأوضحت صحيفة فاينانشيال تايمز فى تقرير لها، أن الأمر الذى يعد أشد وطأة فى الأسواق الناشئة من هروب التدفقات الرأسمالية هو الانخفاض غير المسبوق فى احتياطيات النقد الأجنبى منذ ديسمبر الماضي، إذ تراجعت الاحتياطيات فى خمسة عشر سوقاً ناشئاً فى شهر مارس الماضى بنحو 374.4 مليار دولار- وهو ما يعد أكبر تراجع حتى الآن منذ أن بدأت الأسواق الناشئة فى بناء احتياطياتها من العملة الأجنبية أوائل القرن الحالي.








