تراقب شركة “رويال داتش شل” عن كثب الوضع في مجموعة “بيتروبراس”، شركة البترول المملوكة للبرازيل التي عصفت بها فضيحة الفساد في ظل سعيها لإنهاء صفقة الاستحواذ على منافسها الأصغر مجموعة “بي جي” بقيمة 55 مليار جنيه استرليني وفقا لما أوردته صحيفة فاينانشال تايمز فى تقرير لها اليوم .
وتعد البرازيل الجائزة الكبرى في صفقة الاستحواذ بالنسبة لشركة “شل”- فمن خلال الاندماج مع “بي جي” ستصبح “شل” أكبر شركة بترول أجنبية في الدولة التي تمتلك احتياطيات ضخمة من البترول الخام، ولكن البرازيل من المحتمل أن تصبح أكثر الأصول اضطرابا في محفظة “بي جي” لأن الشركة البريطانية تعد شريكا لمجموعة “بيتروبراس” في بعض حقول البترول الشاسعة المسماه “ما قبل الملح” قبالة الساحل الشرقي للبلاد في حوض سانتوس.
وتواجه “بيتروبراس” خطر الوفاء بالتزاماتها باعتبارها المشغل الوحيد لجميع حقول البترول الجديدة التي تطلق عليها “ما قبل الملح” بسبب فضيحة الفساد، ويقول المحللون إن هذا من شأنه أن يؤدي إلى تأجيل تطوير الاستكشافات في المياه العميقة بما في ذلك تلك الحقول التي تشترك فيها “بي جي”.
ولكن العديد من المحللين يقولون إن “بيتروبراس” لا تمتلك رأس المال الكافي أو الإدارة لتكون هي المشغل الوحيد لحقول “ما قبل الملح” الجديدة، وأضافوا أن الحكومة قد تضطر إلى السماح لشركات البترول الأخرى لتشغيل بعض هذه الحقول بما في ذلك الشركات الأجنبية.
وقال أدريانو بيريس، مؤسس المركز البرازيلي للبنية التحتية، أعتقد أن “شل” تراهن على احتمالية قيام الحكومة البرازيلية بإعادة النظر في سياستها الخاصة بالغاز والبترول.
وأوضحت الصحيفة أن البرازيل لا تعد مصدر الاضطرابات الوحيد في محفظة “بي جي”، فالأصول الاسترالية للشركة، التي تهدف إلى إمداد الصين واليابان وغيرها من الاقتصادات الآسيوية بالغاز الطبيعي المسال، من المفترض أن تعزز وضع شركة “شل” كأكبر بائع من القطاع الخاص للغاز الطبيعي المسال في العالم، ولكن هذه الأصول الاسترالية كبدت “بي جي” خسائر قبل خصم الضرائب العام الماضي بسبب التدهور الكبير في أسعار البترول، كما تعرضت أيضا عمليات التنقيب لشركة “بي جي” في مصر لإخفاقات كبيرة.