البورصة هي احد أهم الأدوات الاقتصادية لأي دولة فهي تلعب دور القلب الذي يقوم بضخ الدم لباقي الجسد حتي يستمر في الحياة فالبورصة هي طريقة الاتصال الوحيدة الشرعية والمقننة بين رؤوس الأموال الراغبة في الاستثمار وبين النشاط الاقتصادي الذي يحتاج لهذه الأموال ولذلك سميت سوق رأس المال أي أنها سوق البضاعة المتداولة فيه هي الأموال بغرض ضخ السيولة في شرايين الاقتصاد .
كما أن البورصة بالنسبة للأفراد هي احد أفضل وسائل الاستثمار علي الإطلاق لما تتيحه للأفراد من مرونة في اتخاذ القرار الاستثماري وكذلك تعديله أو حتي تصفيته فى أسرع وقت ودون تكلفة تذكر أيما كانت قيمة هذه الاستثمارات .
ولــكــــــــــــــــــن ولـلأســــــــــــــــــــف
في مصر تحول الأمر إلي ساحة للمقامرة والمضاربة واستغل أصحاب” الأموال الساخنة ” ضعف ثقافة الأفراد عن طبيعة الاستثمار في البورصة وحداثة العهد للمجتمع بهذا النوع من الاستثمار وعاونهم بعض أصحاب النفوس الضعيفة من الشركات العاملة في السوق ” شركات السمسرة ” والراغبة في تحقيق أرباح ضخمة كعمولات تداول وعمولات ترويج لأسهم شركات خاسرة لبيعها للأفراد – فيما تعارف عليه السوق ” GAME” وهو ما أدي إلى فشل البورصة في القيام بدورها الهام المنوط بها لتكون أداة تمويل لمشروعات قوية وعملاقة تمثل قيمة مضافة للاقتصاد وتعود بالنفع والأرباح علي المستثمرين كما أنها أصبحت ” سيئة السمعة ” وأصبحت مرادف لصالة قمار يخسر فيها الناس أموالهم فذهب الكثير عن فكرة الدخول بالبورصة وقلت رؤوس الأموال الموجهة إليها حتي صار الحال إلي ما هو عليه الآن من ضعف للتداولات واضمحلال لقيمة الشركات المتداولة .
إن أهم ما يجب الآن علي المسئولين عن إدارة البورصة و سوق المال بل وجميع المسئولين والمهتمين بالاقتصاد المصري هو السعي لنشر ثقافة الاستثمار في البورصة و أهمية هذا النوع من الاستثمار للفرد وللمجتمع وأهم مميزاته وأهم القواعد العامة لحسن إدارة الأموال في هذه الأسواق – حتي تبدأ البورصة في أداء دورها المرجو منها من تعبئة الموارد المالية المتاحة وضخها في مشروعات اقتصادية تقود حركة النمو وتضمن التوظيف الكامل لجميع موارد الدولة
المقال بقلم محـمــد احمـــد الشريـــف رئيس مجلس إدارة شركة SHGللاستشارات المالية عن الأوراق المالية ش.م.م