تمسك «الأوبك» بعدم خفض الإنتاج يشعل معركة عالمية على الحصة السوقية
إن المتفائلين بتحسن أسعار البترول الذين فرحوا بارتفاعه بنسبة 40% من أدنى مستوى له فى 6 سنوات يجب أن يتخذوا حذرهم، فإن لم يتسارع الطلب، سيظل ارتفاع الأسعار فى خطر.
وذكرت وكالة «بلومبيرج» فى تقرير لها، أن المؤشرات لا تبشر بالخير، إذ تتوقع الحكومة الأمريكية أن ينمو الاستهلاك العالمى العام المقبل بأقل من نصف وتيرته عام 2010، عندما كان يخرج العالم من ركود سابق، وأوضحت شركة «رويال داتش شل»، أكبر منتج للطاقة فى أوروبا، أن النمو ليس كافياً لسد الفجوة مع ازدياد الإمدادات.
وقال هارى تشى.ى.جوى.ى.ن، رئيس قسم إستراتيجية أسواق السلع فى «بى إن بى باريبا»: يبدو أن الارتفاع الأخير فى أسعار البترول كان مدفوعاً من المستثمرين الذين يتطلعون إلى اصطياد أدنى مستوى لمؤشر سعر البترول فى السوق، وأضاف «التوقعات تشير إلى أن إنتاج البترول الأمريكى وصل إلى نقطة تحول، ولكن أساسيات السوق، ولاسيما فى الولايات المتحدة، لم تتغير كثيراً».
وأوضحت صحيفة «فاينانشيال تايمز» فى تقرير لها أن خطة منظمة الأوبك بكبح جماح إنتاج البترول عالى التكلفة، بما فى ذلك الصخر الزى.ى فى الولايات المتحدة والاستكشافات فى المياه العميقة فى البرازيل، ستكون مهددة إذا تجاوزت أسعار البترول 70 دولاراً للبرميل، ويقول المحللون والمتداولون إنها قد تشعل معركة عالمية على الحصة السوقية للبترول.
ورداً على انخفاض الأسعار، قام منتجو البترول الصخرى فى أمريكا بخفض التكاليف وتحسين الكفاءة، الأمر الذى خفض الأسعار للحد الذى يمكنهم من تحقيق الأرباح بعد التنقيب عن البترول.
وأعلنت وكالة الطاقة الدوليةالأسبوع الماضى أن طلب البترول العالمى سينمو بنحو 1.3 مليون برميل فقط يومياً، ليصل إلى 94.58 مليون برميل يومياً العام المقبل، فى حين ارتفع الطلب العالمى إلى 2.89 مليون برميل يومياً فى عام 2010 بعد الانهيار السابق فى الأسعار.
وفى الولايات المتحدة سيرتفع الاستهلاك بنسبة 0.4% العام المقبل ليصل إلى 19.44 مليون برميل يومياً، مسجلاً مستوى أقل مما وصل إليه عام 2008.
وقال سى.ون هى.رى، المدير المالى لشركة «شل»: لا يعد نمو الاستهلاك كافياً لسد الفجوة مع الإمداد، ومن المحتمل أن تزداد تخمة الإمدادات قليلاً لبعض الوقت فى المستقبل.
وآخر مرة انهارت فيها أسعار البترول، خلال الأزمة المالية عام 2008، كانت شهية الصين للسلع تبدو شرهة وعززت ارتفاع أسعار البترول، لكن هذه المرة، ينمو استخدام الوقود الصينى بنصف وتيرة نموه خلال العقد الماضى.
وأوضحت وكالة الطاقة الدولية أن الطلب على الوقود فى الصين سينمو بنسبة 3.1% العام المقبل ليصل إلى 11.34 مليون برميل يومياً، مقابل ارتفاعه بنسبة 11% فى عام 2010، وهو ما ساعد على ارتفاع أسعار البترول الخام بنسبة 15%.
وقال جون كى.دوف، مسئول بصندوق التحوط «أجى. كابى.ال»، إن اقتصاد الصين يتعثر والحكومة تسعى جاهدة للحفاظ على نموه، وإذا لم تؤت تلك المساعى ثمارها المرجوة، سيزداد تباطؤ الاقتصاد وسيصاحبه تراجع فى الطلب على البترول.
وقال محللو جولدمان، إنه رغم التصور الأخير عن أن أساسيات سوق البترول آخذة فى التحسن، وإن التحدى الأخير فى ميدان العرض والطلب يشير إلى أن وفرة الإمدادات ستستمر خلال 2015 «رغم أن انخفاض الأسعار أدى إلى إعادة التوازن فى السوق، فإننا نرى أن الارتفاع الأخير فى الأسعار سابق لأوانه».
وأعلنت وكالة الطاقة الدولية أن الإنتاج العالمى للبترول سيكون أعلى من الاستهلاك خلال عامى 2015 و2016، وقال ماى.ل لى.ش، رئيس قسم الطاقة الإستراتيجية والبحوث الاقتصادية فى «وى.شى.تر»: سنرى بعض التعافى فى الطلب بسبب انخفاض أسعار البترول على المدى الطويل، ولكن الطلب لن ينمو بنفس سرعة الإمداد.