«عثمان»: تأسيس جمعية لتخزين الطاقة المنتجة من محطات الشمس والرياح نهاية العام الجارى
تواجه مساعى الحكومة المصرية للتوسع فى مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة بعد صدور قانون تعريفة التغذية، العديد من التحديات المعرقلة لنشر تطبيقات الطاقة المتجددة وفى مقدمتها تكنولوجيا تخزين الكهرباء.
اتفق خبراء على أن الطلب المتزايد على الطاقة يستدعى ربط شبكات الجهد الكهربائى بنظم غير مكلفة لتخزين الطاقة لمواجهة ساعات ذروة الأحمال، وتخفيف حدة تغيراتها من خلال مراكز للتحكم الآلى.
وقال الدكتور جلال عثمان، عضو الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، إنه سيتم تأسيس جمعية خاصة بتخزين الطاقة الجديدة والمتجددة بنهاية العام الجارى، بتكليف من الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، لتولى التنسيق مع الدول الأفريقية لتخزين الطاقة لاستعمالها عند الحاجة، وتم تكليفه بملف تخزين الطاقة فى أفريقيا.
وأضاف «عثمان»، أن هناك 10 طرق لتخزين الطاقة الجديدة والمتجددة، أبرزها البطاريات التى تخزّن الطاقة الكهربية على صورة طاقة كيميائية، والهواء المضغوط، والهيدروجين الذى يحلل الماء كهربياً، ويستخدم عند الحاجة كوقود لمحركات تنتج الكهرباء أو بإنتاج الكهرباء مباشرة فى خلايا الهيدروجين، إضافة الى طريقة ضخ وتخزين المياه من خلال رفع المياه، والتى تتضمن تخزين الطاقة الكهربية على صورة طاقة وضع برفع المياه الى مستوى أعلى بمضخات مناسبة، وتسترجع الطاقة الكهربية باندفاع الماء إلى المستوى الأسفل وتدويره لتوربينات مائية تنتج الكهرباء.
وأوضح أن هناك دولاً كثيرة بدأت فى تخزين الطاقة، من ضمنها أمريكا وألمانيا واليابان والصين والهند. مضيفاً «عند الاعتماد على الطاقات المتجددة لابد من توفير طرق لتخزين الكهرباء الفائضة لاستعمالها عند الحاجة».
وأشار إلى أن توليد الطاقة المتجددة متغير ويصعب توقع توقيته، موضحاً أن الشمس لا تشرق دائماً، والرياح لا تهب دائماً، فهناك حاجة لتطوير قدرة تخزينية تسمح بتخزين الطاقة المولدة عند أدنى مستويات الطلب؛ لاستغلالها عند ارتفاع الطلب.
وقال الدكتور صلاح عرفة، خبير الطاقة المتجددة، إن عدم استخدام نظم تخزين الطاقة وخاصة فى نظام مرتبط لإنتاج القدرة الكهربائية بمحطات تعمل بمصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية يقلل من جدوى تلك المحطات ويجعلها غير عملية، وذلك لعدم ثبات وانتظام سرعة واتجاه الرياح مع الوقت، وعدم ضمان سطوع الشمس بدرجة مستقرة طوال النهار واختفائها ليلاً.
وأوضح عرفة أنه يمكن للتخزين أن يوفر طاقة احتياطية إذا توقف مورد متجدد مثل الرياح عن العمل بشكل مفاجئ، والتخزين ضرورى لضمان موثوقية الإمدادات، من أجل ضمان استمرارية توفير الطاقة.
وفقاً لعرفة تقلل نظم تخزين الطاقة الحاجة لبناء محطات قوى كهربائية (حرارية)، خاصة أنها تتكلف الكثير من الاستثمارات لكى تعمل بعض الوقت فقط فى أوقات ذروة الأحمال.
وقال المهندس وائل النشار، رئيس شركة أونيرا للطاقة الشمسية، إن هناك دولاً عديدة تقوم بتخزين الطاقة، ولكن يصعب تحقيقها فى مصر حالياً لارتفاع التكلفة، وعدم البدء فى المشروعات، متوقعاً بدء تطوير تكنولوجيا تخزين الطاقة خلال السنوات المقبلة، وأن تكون مصر من الدول الرائدة فى هذا المجال.
وقال المهندس محمد السكرى، مدير المشروعات بشركة ساميت للطاقة الشمسية، إن الحكومة وضعت خطة طموحة للاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة، مطالباً بضرورة البدء فى المشروعات وتحقيق الاستراتيجية ثم إعداد آليات تخزين الطاقة لارتفاع تكلفتها.
وأكد الدكتور محمد صلاح السبكى، رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، إن الجدوى الاقتصادية لتخزين الطاقة المنتجة من مشروعات الطاقة الجديدة «هائلة»، ولكن الوضع الحالى يتطلب البدء فى تنفيذ المشروعات المستهدفة التى تبلغ قدراتها 4300 ميجاوات، ثم التفكير فى تكنولوجيا تخزين الطاقة.







