سوف يتنحى توني بلير عن منصبه كمبعوث للشرق الأوسط الشهر المقبل، وبذلك سينهي الدور المثير للجدل والذي استمر ثماني سنوات وجعله أحد اللاعبين الأساسيين للدبلوماسية في الشرق الأوسط.
وتولى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق هذا المنصعب كمبعوث عن اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط – والتي تتكون من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، وروسيا – مباشرة بعد تركه رئاسة الوزراء في عام 2007، ولكن كما نقلت صحيفة “فاينانشال تايمز” عن بلير في مارس الماضي قوله إن هذا الدور لم يصبح بالإمكان الحفاظ عليه أكثر من ذلك.
وفشلت عملية السلام التي كان بلير مكلف بتنفيذها من خلال التنمية الاقتصادية للأراضي الفسطينية، وقد أثارت علاقاته الفقيرة مع الشخصيات في السلطة الفلسطينية، ومصالحه التجارية الكثيرة القلق في واشنطن وبروكسل.
وقال أشخاص مقربون من بلير أمس الأربعاء إنه أرسل إلى الأمين العام للأمم المتحدة خطابا “يؤكد فيه رسميا على أنه سيستقيل من منصبه كممثلا للرباعية الشهر المقبل”.
وقالوا إن بلير يعتقد أن بإمكانه خدمة عملية السلام بين الإسرائيليين والقلسطينيين بشكل أفضل من خلال العمل مع لاعبين إقليميين، بالإضافة إلى القوى الدولية، ولكن دون دورا رسميا.
وقال شخص مقرب منه إن بلير سوف يبقى ناشطا في القضايا المتعلقة بالمنطقة.
وقرار الاستقالة ينهي تدبير كان ينحرط من خلاله في مباحثات دبلوماسية في الشرق الأوسط، في حين كان يقوم بأعمال تجارية خاصة مع الحكومات الإقليمية التي كان يتعامل معها أيضا من خلال اللجنة الرباعية.
ويؤيد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بلير، إلا أن بعض الشخصيات الهامة في واشنطن كانت تشعر بالقلق من أدواره الدبلوماسية والتجارية والخيرية المتعددة.
وقدمت شركة “توني بلير اسوشياتس” الاستشارية، استشارات لعدة دول مثل كازاخستان، وفييتنام، والكويت، والبيرو، اما عملائه من الشركات، فمن بينهم “جى بي مورجان”، وصندوق الصروة السيادية في أبو ظبي “مبادلة”، وشركة “بترو السعودية”، وهي شرمكة بترول مملوكة لبعض أفراد الأسرة الملكية.






