الشكر والتواصل والوفاء بالعهد أسس دعم علاقات العمل فى المؤسسة
أن يكون هدفك هو بناء علاقة قوية بين الرئيس والمرؤوس داخل منظمتك فهو أمر يستحق الثناء، إذ يظهر العديد من النتائج الإيجابية عندما يحترم ويثق الرؤساء وموظفوهم فى بعضهم البعض، ولكن الوصول إلى نقطة الاحترام والثقة المتبادلة قد يشكل تحدياً بالنسبة للعديد من الشركات، إذ تخشى بعض الشركات منح موظفيها مزيداً من السلطة، ولا تدرك المنظمات الأخرى، أن هناك العديد من الإجراءات التى يمكن اتخاذها حتى يتمكنوا من إدارة العمل على نحو أكثر سلاسة.
وتتطلب العلاقة الجيدة بين الرئيس والمرؤوس الدعم المتواصل وتحديد التوقعات والنتائج، ورغم ما سيبذله الجانبان فى الشركة من جهد، فإن المنافع تستحق المحاولة، ومن بعض مزايا العلاقة الجيدة بين الموظف ورئيسه فى العمل ارتفاع الروح المعنوية والرضا الوظيفي، وارتفاع معدل البقاء فى العمل، وقلة معدل الغياب وتقديم خدمة أفضل للعملاء ومنتجات عالية الجودة.
ويستطيع أى صاحب عمل الاستفادة من الممارسات التالية فى المؤسسة الخاصة به للتمتع بازدهار العلاقة بين الرئيس والمرؤوس:
أولاً: أسس العلاقة، بوجه عام، يجب أن تكون العلاقة بين الرئيس والمرؤوس قائمة على الاحترام المتبادل، وستعتمد درجة التقرب فى هذه العلاقة على الموظف وصاحب العمل على حدٍ سواء، ويختار بعض الرؤساء الحفاظ على مسافة بينهم وبين موظفيهم ليضمنوا بذلك عدم وجود التباس فى التسلسل الهرمى الوظيفى بينهما، فى حين يختار الآخرون أن يكونوا أكثر وداً مع موظفيهم لاعتقادهم أن ذلك يزيد من سعادة الموظفين، ومع ذلك لا يوجد خيار منهما صحيح أو خاطئ كلياً، فمن الحكمة تجنب التقرب على نحو كبير من الموظفين إذ إن ذلك قد يزيل الحدود بين الرئيس المرءوس.
ثانياً: التواصل على نحو منفتح، يعد التواصل الجيد بين الرئيس وموظفيه أمراً حتمياً لبناء ثقافة إيجابية داخل جهة العمل، فباعتبارك رئيساً أو صاحب عمل، لا تخف معلومات مهمة عن مجموعة مختارة من الموظفين، وكونك على دراية بأداء شركتك والمشروعات الجديدة يساعد الموظفين على معرفة مدى ملاءمة دورهم داخل الشركة، كما أنه يجعلهم أكثر قابلية لاحترام شركتهم والثقة بها، فاجعل دائماً فريقك أعضاء فى المنظومة.
ويستطيع أرباب الأعمال تعزيز العلاقات مع موظفيهم من خلال التحدث بصراحة معهم عن حياتهم والسؤال عن أسرهم ومعرفة اهتماماتهم، وبالمثل يستطيع الموظف تعزيز علاقته مع رئيسه فى العمل من خلال الانفتاح معه وتبادل المعلومات عن أنفسهم وحياتهم.
ثالثاً: الشكر والتقدير، اعتيادك على قول «من فضلك» و«شكراً» يقطع شوطاً طويلاً داخل المنظمة، فكن متعاطفاً تجاه القوى العاملة لديك، وقدّر الجهود التى يبذلونها داخل شركتك، فعندما لا يقابل الموظف تقديراً للجهد الذى دائماً ما يبذله، فكن متأكداً أن مستوى رضاه الوظيفى وروحه المعنوية منخفضة، حتى إنه قد يفكر فى البحث عن شركة أخرى تقدر عمله، وحتى تجعل هذا الأمر لا وجود له داخل منظمتك، كن ممتناً لجهود موطفيك، واظهر لهم تقديرك دائماً من خلال إقامة حفلات على سبيل المثال أو تقديم بطاقات هدايا لهم أو أى شيء آخر ينال إعجاب فريقك.
رابعاً: قياس ردود الفعل دائماً، من أجل تحسين أداء عملك، يجب أن يحصل الموظف على ردود الفعل الإيجابية والنقدية على حدٍ سواء، إذ يشعر الموظفون بالإحباط عندما يحدث تغيير فى مشروع ما أو لم تتم الموافقة عليه دون الحصول على تغذية راجعة لمعرفة سبب اتخاذ مثل هذه الإجراءات.
وساعد موظفيك على التطور من خلال تقديم ردود فعل دائمة، فعلى سبيل المثال، اعقد اجتماعاً شهرياً أو أسبوعياً للتحقق من تقدمهم، وما الأهداف التى يريدون تحقيقها، وعندما تتخذ هذه الخطوات، ستجد موظفيك أكثر انخراطاً فى عملهم. خامساً: الوفاء بالوعود، لا شيء يجعلك تفقد المصداقية أسرع من قيامك بالمبالغة فى الوعود وعدم تحقيق النتائج المتوقعة، فباعتبارك صاحب عمل فإنك تدين لموظفيك بالوفاء بالتزاماتك، فإذا أخبرت الموظفين أنهم بإمكانهم حضور تدريب ما لتحسين مهاراتهم، فصدق سريعاً على تقرير المصروفات.
وإذا أراد أحد الموظفين مقابلتك لمناقشة مستقبله فى الشركة، فلا تتجاهله لحضور اجتماع آخر أو موعد غذاء، واحصل على ثقة واحترام فريق عملك من خلال إظهار أهمية التزماتك تجاههم. وأخيراً، عندما يعين صاحب العمل موظفاً جديداً، فإنه لا يجلب بذلك عضواً جديداً فى القوى العاملة بالشركة فقط، بل إنه يبدأ أيضاً علاقة جديدة.
وتعد إدارة هذه العلاقة مهمة بالنسبة لنجاح الشركة، فمن الممكن أن تؤدى العلاقة القوية بين الموظف وصاحب العمل إلى رفع الروح المعنوية للموظف، وبالتالى زيادة الإنتاجية، ولجنى هذه المنافع، ضع فى اعتبارك ديناميات العلاقة بين الرئيس والمرءوس.








