خضع قطاع الرعاية الصحية الأمريكي لمناقشات ساخنة خلال السنوات العشر الماضية، ولكن ظل أمر واحد هو الثابت في هذه المجادلات، وهو مستوي الأداء، الذي تم تصنيفه علي أنه الأسوأ بين الدول الصناعية للمرة الخامسة علي التوالي، وفقاً لدراسة صندوق الكومنولث لعام 2014، بينما كانت بريطانيا هي الأفضل، تليها سويسرا.
ويقارن تقرير صندوق الكومنولث الولايات المتحدة بعشرة دول أخري وهي فرنسا، وأستراليا، وألمانيا، وكندا، والسويد، ونيوزيلاندا، والنرويج، وهولندا، وسويسرا، وبريطانيا، ويتم تصنيف هذه الدول وفق عوامل مختلفة من بينها جودة الرعاية، والقدرة علي الوصول للأطباء والعدالة في الحصول علي الخدمات الطبية عبر الدولة.
وتستند نتائج الدراسة علي بيانات من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومنظمة الصحة العالمية، ومقابلات مع الأطباء والمرضي.
ورغم أن الولايات المتحدة لديها أكثر أنظمة الرعاية الصحية تكلفة في العالم، إلا أنها تأتي في آخر القائمة من حيث “الكفاءة، والعدالة، والنتائج”، وفقاً لتقرير الصندوق، ولا تتناسب المعدلات العالية للإنفاق علي التأمين مع رضاء المرضي أو جودة الخدمة، وتقوض التكاليف التي يصعب تحملها والفجوات في التغطية المجهودات لتحسين العدالة في الحصول علي الرعاية الصحية.
ويقول التقرير إن الفروق في الوصول للخدمات الصحية بين المواطنين تشير إلي الحاجة لتوسيع تغطية التأمين لتشمل غير المؤمن عليهم وضمان أن جميع الأمريكيين يستطيعون الحصول علي الخدمات الطبية.
وأشار تقرير الصندوق إلي أن هناك اختلافاً ملحوظاً بين الولايات المتحدة والدول الصناعية الأخري فيما يتعلق بامتلاك نظام رعاية صحية شامل.
ورغم أوجه القصور تلك، فقد أشار التقرير إلي الإيجابيات مثل اتساع نطاق الإصلاحات التي ينطوي عليها قانون “الرعاية بأسعار معقولة”، ومنها وجود قاعدة بيانات جديدة تشتمل علي بيانات شفافة لتقديم المساعدات المالية للأسر منخفضة ومتوسطة الدخل للحصول علي تأمين طبي.
ويواجه الأطباء في أمريكا صعوبات خاصة مثل تلقي البيانات الخاصة بالمريض في الوقت المناسب، والتنسيق مع الأقسام الأخري في العلاج، بالإضافة إلي المشكلات الإدارية.
وتبنت بعض الدول الأخري في الدراسة أنظمة معلوماتية يضرب بها المثل، ومع ذلك، فإن الأطباء والمستشفيات في الولايات المتحدة يحاولون اللحاق بالركب استجابة للحوافز المالية لتبني واستخدام أنظمة تكنولوجيا المعلومات في مجال الصحة.
وتنفق الولايات المتحدة علي الرعاية الصحية للفرد بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي أعلي من الدول العشر الأخري في الدراسة، ويري الأطباء والمرضي في هذا فرصة لأن يكون أداء الرعاية الصحية في أمريكا أفضل بكثير نظراً للاستثمار الهائل للدولة في الصحة.
وقاست الدراسة جودة الرعاية من خلال أربعة مؤشرات، الرعاية الفعالة، والرعاية الآمنة، والرعاية المنسقة، والرعاية المركزة علي المريض، ومقارنة بالدول العشر الأولي، تتفوق الولايات المتحدة في تقديم وتلقي الرعاية الوقائية المركزة علي المريض، بينما تسببت النتائج السيئة للرعاية الآمنة والرعاية المنسقة في التأثير بالسلب علي جودة الرعاية ككل.
وفيما يتعلق بكفاءة النظام، يأتي أداء أمريكا فقيراً فيما يتعلق بتدابير الإنفاق القومي علي الصحة والتكاليف الإدارية، بالإضافة إلي المشكلات الإدارية، وعدم استخدام غرف الطوارئ، وتكرار الاختبارات الطبية.
كما تأتي في المرتبة الأخيرة بأسوأ رصيد في المؤشرات الثلاثة للحياة الصحية، وهي الوفيات الناتجة عن نقص الرعاية الصحية، ومعدل وفيات الرضع، وصحة الفرد عند عمر 60 عاماً، وعانت الولايات المتحدة وبريطانيا في عام 2007 من معدلات وفاة أعلي نتيجة نقص الرعاية الصحية مقارنة بالدول الأخري أي بنسبة 25% و50% علي التوالي مقارنة بأستراليا والسويد، وبشكل عام، فرنسا والسويد وسويسرا تحتل المراتب العليا في الحيوات الصحية.