البعض من رواد الأعمال التقنيين يُسهمون في خلق فقاعة اقتصادية حول هذه الصناعة، تلك الفقاعة قد تكون مُربحة لكل الشركات بما فيهم الناشئة منهم، وقد تكون مدمرة في نفس الوقت، الفرق يكمن في اختيار الوقت والإستراتيجية.
الحالة الاقتصادية العامة في الوقت الحالي جيدة مقارنة ببداية الألفية حيث خسر كثير من المستثمرين أموالهم التي استثمروها في الشركات التقنية الناشئة كموقع Garden.com و Pets.com وتضرر ملايين من الأمريكيين حينما انفجرت هذه الفقاعة في مارس من العام 2000.
المخاطرة في الوقت الحالي تكمن في الشركات الناشئة التي أطلق عليها مؤخراً مصطلح “شركات وحيد القرن Unicorn Companies” تعبيراً عن الشركات الناشئة التي تصير ضخمة في وقت قصير لتتجاوز قيمة سوقية تساوي 1 مليار دولار. هناك 116 شركة “وحيد القرن” ذات تقدير تراكمي 439 مليار دولار، بحسب تقرير CB Insights.
من ضمن هذه القائمة شركات مثل: Airbnb – سناب شات – أوبر – بينترست.. هذه الشركات مجتمعة تبلغ قيمتها 93 مليار دولار، وهي نفسها القيمة المساوية لمجموعة من الشركات الأكثر رسوخاً مثل Linkedin – Twitter – Yahoo – GoPro!
القليل من الشركات الناشئة اليوم يضعون كل أسهمهم بين أيدي المستثمرين لأنه ليس لديهم أي أسهم متداولة في البورصة حتي الآن. أكثر من سيتعرض للخسارة إذا انفجرت تلك الفقاعة هم المؤسسون والموظفون في تلك الشركات، وكل أحلامهم الطموحة يمكن أن تذهب مع الريح إن لم يكن خيار التداول في البورصة مطروحاً، بخلاف الأثر الذي ستتركه هذه الموجة علي “وادي السيليكون” وسوق التقنية بأكمله.
بعض المستثمرين قد تصيبهم أضرار محدودة بحكم أنها تملك صناديق الاستثمار المشتركة، التي تستثمر بدورها في الشركات الناشئة، وعادة ما تمثل هذه الاستثمارات نسبة صغيرة جدا من حجم الصندوق.
رائد الأعمال “لين بيكر” مؤسس شريك في شركة ناشئة لخدمة العملاء عبر الإنترنت Get Satisfaction قيمتها 50 مليون دولار، كان قد أجبر علي بيع الشركة في ظروف غير مناسبة بالمرة، مما جعل حصة العديد من الموظفين والمستثمرين الأوائل دون العشرة سنتات.
عندما تظل التقييمات من قبل المستثمرين متوقفة، أغلب هذه الشركات يظل تعمل بشكل خاص، دون أن تطرح أسهما عامة. هذا يحدث عندما تتعرض الشركات الناشئة للبيع بأقل مما قد جمعت من المستثمرين.
بسبب الطريقة التي يتم بها هيكلة صفقات تمويل الشركات وبيعها والاستحواذ عليها، شركات التمويل نفسها قد تواجه أزمة تتسبب في خروجها من العمل، وبالتالي ستضعف قدرة الشركات الناشئة في الحصول علي تمويل جديد.
وهذا يعني أيضاً انهيار الأعمال التي بُنيت علي تلك الصناعة بما فيها إدارة المكاتب، ووكالات الموارد البشرية وغيرها من الشركات التي هي في معظمها عملاء الشركات الناشئة؛ فإنه من السهل أن نري أيضا أن بعض المطاعم في وادي السيليكون قد تعود إلي نقطة الصفر؛ ومن بعد ذلك هناك سوق العقارات، حيث كانت الأسعار قد ارتفعت في أمريكا بسبب الطلب القوي من الشركات الناشئة وموظفيها الذين باتوا يحصلون علي راتب جيد.
شركات التكنولوجيا الأكثر نضجا التي ذهبت بالفعل لطرح أسهمها لدي الجمهور مثل فيسبوك وجوجل تواجه منافسين محتملين ينتوون إزالتها من السوق. فإذا كان هذا هو شكل السوق من الخارج؛ فهل نتوقع استقرار لهذه الصناعة؟ ومن سيتسبب أولاً في تفجير تلك الفقاعة؟