أكد خبراء ومحللون إقتصاديون أن الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة الامريكية سيكون له مردود إيجابي على العلاقات الاقتصادية بين البلدين وسيسهم في تدفق الاستثمارات الامريكية الى مصر خلال الفترة المقبلة خاصة أن الشركات الامريكية لديها رغبة كبيرة في الاستفادة والمساهمة في المشروعات الاقتصادية الكبرى التي أعلنت الحكومة المصرية.
وقالوا وفقا لوكالة أنباء الشرق الاوسط, إن هذا الحوار الاستراتيجي بين البلدين سيكون نواة لتدفق رؤوس الاموال الامريكية وبالتالي العالمية نحو مصر في ظل إيمان الجانب الامريكي بأهمية دور مصر المحوري في منطقة الشرق الاوسط سياسيا واقتصاديا في ظل القيادة المصرية الحالية التي أعدت دور مصر الريادي.
يقول الخبير الاقتصادي الدكتور عمر عبد الفتاح إن الجانب الامريكي يدرك إدراكا تاما بأهمية مكانة مصر الاقليمية في ظل توجه الرئيس عبد الفتاح السياسي للاستفادة من كافة الامكانيات الجغرافية والاقتصادية لمصر وهو ما يظهر بشكل واضح في التحركات التي يقوم بها الرئيس ومعه الحكومة في طرح مشروعات كبرى في شتى المجالات.
وأضاف أن تجربة مصر في إفتتاح قناة السويس الجديدة خلال عام واحد من الاعلان عن تدشينها، أثبت للجانب الامريكي أن هناك تغيرا في مصر وهو ما دفع الولايات المتحدة للاسراع بفتح حوار استراتيجي مع مصر.
ونوه بأن الجانب الامريكي اعلن صراحة من خلال وزير الخارجية جون كيري استعداد بلاده للتعاون مصر لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وخلق فرص عمل والتوسع فى المنتجات التى يتم إنتاجها بالمناطق الحرة، كما أكد استعداد بلاده للعمل مع القاهرة على وضع استراتيجية محكمة ومتكاملة للطاقة بعدما لمس التغير في الارادة المصرية في سباقها مع الزمن نحو تأسيس إقتصاد قوي تنافسي.
وأشار إلى أن ليس من مصلحة الولايات المتحدة الامريكية أن تتجاهل مصر وعدم المشاركة في هذا التحول وهو ما دعاها لاعلان تغيير مواقفها تجاه النظام المصري في الفترة الاخيرة وهو ما ظهر جليا في الاتفاقات العسكرية التي أعلنت مؤخرا بعدما سلمت واشنطن لمصر طائرات ” اف16″ وأباتشى وعربات مصفحة وغيرها متوقعا المزيد في الفترة المقبلة.
وأكد أن مصر ستستفيد بشكل كبير من رؤوس الاموال الامريكية التي ستتدفق الى اقتصادها من خلال الشركات الامريكية خاصة في مجالات الطاقة والكهرباء والبترول واللوجستيات خاصة ان الولايات المتحدة الامريكية تسعى لاستعادة مكانتها الاستثمارية في مصر التي تراجعت بشكل كبير في السنوات الاخيرة.
من جانبه.. قال محسن عادل الخبير الاقتصادي إن التكامل الاقتصادي بين مصر وأمريكا أصبح أمر حتميا فى الوقت الحالي سواء في شكل شراكات أو استثمارات أو دعم وهو ما سيكون صفقة رابحة للطرفين سواء المصري أو الامريكي.
وأضاف من الطبيعي أن تضع الولايات المتحدة الإمريكية مصر على رأس قائمة الدول التى تسعى للاستفادة منها خلال هذه الفترة والعكس أيضا صحيح، ويجب على الحكومة المصرية أن تأخذ في الاعتبار أن الفترة القادمة قد تتطلب مزيدا من الاستثمارات ووضع خطط استثمارية بدقة وأعمق فى طبيعة العنصر الاستثماري والتكنولوجي للتعاون مع الكيانات الاقتصادية
وأكد على ضرورة الأخذ فى الاعتبار ان الولايات المتحدة الامريكية كانت وما زالت الكيان الاقتصاي الاكبر عالميا ولكنها ليست الكيان الاقتصادي الوحيد منوها الى أن مصر استطاعت منذ 30 يونيو 2013 أن تنوع بصورة حقيقية فى عمليات الجذب الاستثماري المتعلق بكيانات الاقتصاديةالصاعدة مثل الصين والهند ومنطقة الخليج والاتحاد الاوروبي وروسيا إلا أن الأمور تستلزم الآن الاسراع فى عمليات آخرى فى اتجاه بعض الكيانات المالية الامريكية.
واشار عادل إلى ان الولايات المتحدة الامركية هي من تسعى خلال الفترة الأخيرة إلى زيادة مساحة الدور الذى تلعبه فى الاقتصاد المصري وليس العكس فى ظل تعاف مؤشرات الإقتصاد المصري
والعقود الكبرى التى أبرمتها مصر مع الصين وروسيا ،وعدد من الدول الأوروبية إلى جانب المشروعات القومية الكبرى التى تم تدشينها وعلى رأسها محور قناة السويس.
ونوه إلى أن مصر تملك فرص كبيرة للتعاون الاقتصادي مع الجانب الامريكي بما يضمن تحقيق منفعة مشتركة لكلا الطرفين وزيادة فى مساحة التبادل التجاري واجتذاب الاستثمارات الامريكية ليس في مجال الطاقة والبترول فقط ولكن يجب ان تتسع الدائرة لتشمل أنشطة اقتصادية أخرى جاذبة في مصر مثل اللوجستيات والموانئ والنقل وتكنولوجيا المعلومات وغيرها.
ورحبت الدكتورة عالية المهدي العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بعودة الحوار الاستراتيجي بين مصر والاولايات المتحدة الذي إعتبرته فرصة كبيرة يمكن من خلالها فتح باب الحوار على منطقة للتجارة الحرة مصرية امريكية .
وأشارت إلى أن توقف المحادثات بين البلدين لانشاء منطقة التجارة الحرة فى تسعينيات القرن الماضي لم يكن بالامر الجيد رغم استبدالها باتفاقية الكويز التي تشارك فيها اسرائيل، مؤكدة ان انشاء منطقة تجارة حرة بين البلدين يعد فرصة كبيرة لمصر لان السوق الامريكي واسع وزاخر بالفرص الاستثمارية.
وأضافت ان عودة الحوار من شأنه وضع تذليل أي خلافات ظهرت بين الجانين خلال الفترة الماضية بعد 30 يونيو 2013.
وأكد الدكتور صلاح الدين فهمي الخبير الاقتصادي ان فتح الحوار الاستراتيجي المصري الامريكي يعد نقطة انطلاق لمصر للدخول فى مفاوضات يمكن من خلالها تحقيق مكاسب مشيرا الى ان افتتاح محور قناة السويس قدم للعالم رسالة قوية على ان الحكومة المصرية جادة فى تحقيق التقدم والنهضة والتنمية.
واضاف ان الحوار يعد ايضا فرصة كبيرة لمصر لشرح وجهة نظرها للاعلام الغربي مباشرة بدون وسيط.
ويبلغ حجم الاستثمارات الامريكية في مصر نحو 22 مليار دولار تتركز أغلبها في القطاع النفطي، ويعادل هذا الرقم نحو 32% من إجمالى الاستثمارات الأمريكية فى قارة أفريقيا.
وبلغ حجم الصادرات المصرية خلال 2014 نحو 4ر1 مليار دولار منخفضا بنحو 13% عن العام السابق له والذى بلغ 6ر1 مليار دولار فيما ارتفع حجم الواردات نحو 49ر6 مليار دولار خلال 2014 مرتفعا بنحو 25 % عن العام السابق له والذى بلغ 1ر5 مليار جنيه
وتنوعت صادرات مصرية مابين البترول ومشتقاته ، الصناعات الغذائية ، قطن وغزل ومنسوجات وملابس ، أما أهم الواردات فكانت الصناعات الغذائية ، ورق وكتب ، كيماويات وأدوية ، السلع الهندسية .








