أكدت ولاء حسين الصحفية المتخصصة في الشأن الافريقي على أن التكامل الزراعيّ مع بعض الدول الإفريقيّة التي تتمتع بوفرة المصادر المائية هي الملاذ الأخير لمصر لسد الفجوة الغذائيّة الآخذة في التزايد في وقت تعاني فيه من عدم قدرتها على زيادة الرقعة الزراعيّة بعد أن دخلت تحت خطّ الفقر المائيّ.
وفي تقرير لها نشرته مجلة “المونيتور” أشارت الي احياء الحكومة الحالية تجارب محدودة في عهد الرئيس المخلوع مبارك لإرسال مزارعين لاستصلاح أراض في دول مثل السودان والكونغو و مالي والنيجر وزامبيا لتغطية الاحتياجات الغذائية للبلاد.
ففي السودان البالغ مساحتها اقل من مليوني كيلو متر مربع وصلت المساحة المزروعة الي 45 مليون فدان من 200 مليون فدان صالحة للزراعة أي بنحو 20؟% فقط من الامكانات المتاحة رغم وفرة المياه.
ولفتت الباحثة النظر الي تخصيص السودان مساحات لمصر بهدف الوصول الي الاكتفاء الذاتى في البلدين زراعيا وغذائيا .
وخصصت الخرطوم 200 ألف فدان في منطقتي الدمازين وكسلا كمرحلة أولى لتنفيذ مشروع التكامل الزراعي مع مصر وأختار المصريون محصولي القطن وعباد الشمس كبداية لاستزراع منطقة الدمازين والتي تتم فيها حاليا زراعة 20 ألف فدان من اجمالي ال100 ألف فدان .
كما تعاقدت نقابة الفلاحين المصريين على زراعة 100 ألف فدّان بالمحافظة الشمالية بالسودان في 2014 لكنها لم تبدأ لحين التوصل لتصور يسمح بتخصيص 10 أفدنة لكلّ شاب مصري على ان ينتقل للإقامة فيها وزراعتها بمحصول القمح والمحاصيل الزيتيّة مثل الكتّان وفول الصويا وعباد الشمس.
ومن المقرر ان يتم تقسيم المحصول الذي سيروي بمياه النيل مناصفة بين الجانب المصري والسوداني على ان تكون الاراضي مخصصة بنظام حق الانتفاع وبعد زراعتها سيتم تمليكها للشباب المصري.
لكن بعض الخبراء ومنهم وزير الموارد المائية والريّ الأسبق الدكتور محمّد نصر الدين علام قال لـ”المونيتور”: “أيّ توسّعات زراعيّة مستقبليّة في السودان ستكون خصما من نصيب مصر من مياه النيل”.
كان وزير الرى أعلن في مؤتمر صحفي في يوليو المنصرم أن المساحات المخصصة للزراعة المصرية في السودان ارتفعت الي مليون فدان بدلا من 100 الف معظمها في ولاية النيل الأزرق وولاية سنار وولاية كسلا بالاعتماد على مياه الأمطار وحفر آبار وهو ما ينفي شبهة تاثر حصة المياه المصرية.
كما وقعت مصر بروتوكول ارسال بعثات زراعية ااكونغو الديمقاطية لانشاء مزرعة “مينكاو” في مدينة مالاكو ستكون مساحتها نحو 52 فدان وسيتم البدء بزراعة نصفهم بمحاصيل لا تزرع في الكونغو كالذرة وعباد الشمس وفول الصويا والأرزّ وسوف يقتسم الجانبان الانتاج.