2.5 مليار دولار دخل السياح الروس الوافدين لمصر خلال العام الماضى
مع ارتفاع قيمة الدولار أمام العملة الروسية منتصف الاسبوع الجارى إلى أكثر من 70 روبل جدد سياحيون من مخاوفهم من تأثير ذلك على التدفقات السياحية الوافدة إلى مصر خلال العام الجارى.
أما بشأن عملة الاتحاد الاوروبى اليورو، ذكر فندقيون أن التعاقدات التى تتم بين شركات السياحة فى اوروبا الغربية مع الفنادق المصرية تتم باليورو مما يضاعف من دخلها ولكنه نمو طفيف تلتهمه زيادة التكلفة فى التشغيل. وقالوا إن الأمر لا يتوقف على انخفاض العملة الروسية أو زيادة سعر صرف الدولار أو اليورو فى حركة السياحة الوافدة لمصر ولكن يظل عامل الأمن محدد فى التدفقات السياحية إلى جانب وضع الاقتصاد العالمى.
وتمثل السياحة الروسية بحسب الدكتور عادل راضى رئيس جمعية مستثمرى مرسى علم، النسبة الأكبر من الوافدين السياحيين لمصر سنويا. وبلغ إجمالى السياح الروس خلال العام الماضى 3.1 مليون سائح من إجمالى 9.9 مليون سائح زار مصر. كما بلغ الدخل السياحى الذى حققوه خلال العام الماضى 2.5 مليار دولار من إجمالى 7.3 مليار دولار متصدرين الجنسيات الوافدة لمصر فى الأعداد والدخل السياحى.
وطبقاً لرئيس جمعية المستثمرين السياحيين بمرسى علم الدكتور عادل راضى، فإن السياحة المصرية تعيش أزمة على مدار الأربع سنوات الماضية والعام الجارى يعد امتداداً للأزمة. «خلال الاربع سنوات الماضية كانت الازمة التى يعيشها القطاع داخلية، ولكن الامر الآن تغير إذ اصبح هناك متغيرات فى الاقتصاد العالمى إلى جانب عدم الاستقرار فى مصر وتحذيرات الدول المصدرة للسياحة» بحسب راضى. وتأمل وزارة السياحة زيادة الأعداد السياحية خلال العام الجارى 20% عن العام الماضى.
وبلغ عدد الوافدين لمصر خلال العام الماضى 9.9 مليون سائح. وقال رئيس الهيئة العامة للتنشيط السياحى الاسبق أحمد الخادم، «لا نتوقع أن يرتفع الدخل السياحى خلال العام الجارى على 6.6 مليار دولار»، موضحا أن هناك انخفاضاً كبيراً فى سعر الخدمات السياحية المصرية فى الفنادق فى ظل العام الجارى.
وعزا الانخفاض إلى رغبة الفنادق المصرية فى جذب أعداد كبيرة محذرا من ذلك يكون على حساب جودة الخدمة فى الفنادق. ويتفق رئيس جمعية مستثمرى مرسى علم مع قول رئيس الهيئة العامة للتنشيط السياحى أحمد الخادم من هناك تدنى فى جودة الخدمات السياحية لحاجة الفنادق إلى الصيانة والاحلال والتطوير وعدم قدرة الشركات على ذلك فى ظل نقص الموارد المالية.
ولا يتوقع طارق أدهم المحلل السياحى فى جمعية المستثمرين السياحيين فى البحر الاحمر، أن يكون هناك تأثير لما يحدث فى الاقتصاد العالمى على مصر فى الوقت الحالى قائلا «الأزمة لاتزال فى البداية ولم تتضح معالمها بعد فضلا عن أن الاقتصاد فى دول غرب أوروبا لايزال قويا». واستند أدهم فى ذلك إلى أن السياحة الوافدة من دول غرب أوروبا وحدها إلى مصر تصل إلى 40% سنويا ولكنه فى نفس الوقت يعترف أن انخفاض قيمة الروبل مقابل الدولار وتجاوزه الـ70 روبل سيضاعف من آلام السياحة المصرية.
وجدد الاتحاد الاوروبى من حصاره الاقتصادى مارس الماضى حتى بداية سبتمبر على الدب الروسى بسبب أزمة جزيرة شبه القرم فى البحر الاسود وكانت وزارة السياحة قد ذكرت أن انخفاض الأعداد السياحية الوافدة من روسيا خلال النصف الاول من العام الجارى لم تزد على 5% مقارنة بتوقعات أكدت انخفاض الاعداد بنهاية العام الجارى إلى 20%.
وقال مسئول فى وزارة السياحة إن الازمة الحالية على مدار أكثر من عام اوقفت خطط وزارة السياحة بتكثيف الترويج السياحى فى بعض المدن الروسية الاخرى مثل سان بطرسبرج، مضيفا أن وزارة الطيران المدنى كانت قد اتفقت مع بعض شركات الطيران الخاص على تسيير رحلات لشرم الشيخ والغردقة من هذه المدن. «الآن الأمر يتوقف على اسعار النفط التى تمثل الجانب الاكبر فى الاقتصاد الروسى إلى جانب العقوبات الاقتصادية من جانب دول الاتحاد الاوروبى والمستمرة حتى نهاية الشهر الجارى» بحسب المسئول فى وزارة السياحة.
وذكر طارق ادهم أن التعاقد مع شركات السياحة الروسية الجالبة للوافدين لمصر يتم عبر الدولار فى حين يتم التعاقد مع الشركات فى أوروبا الغربية باليورو. وأضاف «سيكون هناك تحسن نسبى فى ايرادات الفنادق المتعاقد مع الشركات الجالبة للسياحة من دول أوروبا الغربية حيث التعاقد باليورو».
ووصل سعر اليورو اليوم الاربعاء مقابل الجنيه 8.96 للشراء و8.96 للبيع. وسجل الدولار هبوطا حادا أمام اليورو يوم الاحد الماضى حيث ارتفعت العملة الأوروبية الموحدة 0.9% لتصل إلى 1.1490 دولار، لتستكمل مكاسبها أمس عند مستوى 1.1465 دولار.