جاء تخفيض قيمة العملة الصينية وتراجع سعر الصرف الرسمى لليوان مقابل الدولار الأمريكى بمثابة أكبر انخفاض منذ عقود. وأزعج سقوط اليوان الأسهم العالمية، حيث تفاقمت المخاوف بشأن حدوث تباطؤ فى ثانى أكبر اقتصاد فى العالم.
وذكر موقع فاينانشيال بوست، أن تراجع العملة الصينية فى هذه الفترة قد يسمح بإسقاطات أبعد من ذلك بكثير. واضاف أن العملة التى تهبط قيمتها أو يتم تخفيضها بالقوة من المفترض أن تخفض قيمة الصادرات، لكنها ترفع قيمة فاتورة الاستيراد فمن هم الذين سيربحون والذين سيخسرون من هذا التغير السريع؟! إن مزيداً من الاستهلاك يمكن أن يغير من حظوظ الشركات داخل وخارج الصين على حد سواء، وفيما يلى نظرة على بعض الفائزين والخاسرين من تحريك قيمة العملة فى الصين.
أولا: الخاسرون
1 – السلع: الصين هى المحرك الرئيسى للطلب العالمى للسلع الأساسية، وتشهد الأسواق فى الآونة الأخيرة انهيارا ملحوظا، فى الوقت الذى تضر فيه البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال أسواق السلع لمدة أسابيع حيث إن ضعف اليوان يزيد من تكلفة الواردات بما فى ذلك السلع.
وشهد مؤشر بلومبرج، للسلع الذى يقيس سلة أسعار المواد الخام بما فى ذلك الذهب والغاز الطبيعى والبترول الخام، أعلى معدّل تراجع فى 13 عاما الاسبوع الماضى وسوف يستمر الانزلاق مع مزيد من تخفيض قيمة العملة.
وأوضح محللون فى جامعة ماكواري، أنه مع ثبات سعر المعدن بالدولار الأمريكى، وتراجع قيمة اليوان مقابل الدولار ينبغى أن يشجع المنتجين الصينيين لإنتاج كمية كبيرة من المعدن، بينما يستهلك الصينيون أقل من ذلك وهذا يعنى أن الصين تحتاج لاستيراد أقل، الأمر الذى يتطلب خفض السعر العالمى للدولار الأمريكى.
2 – العلامات التجارية الفاخرة: سوف تصبح السلع الأجنبية أكثر تكلفة بالنسبة للمستهلكين الصينيين مع اليوان الضعيف، الأمر الذى يشّكل تحديا لماركات غربية مثل برادا وتيفانى وغيرهما، والتى تعتمد على ثانى أكبر سوق للمنتجات الفاخرة فى العالم كمصدر للنمو فى السنوات الأخيرة.
وسوف تتضرر الشركات الفاخرة الأجنبية كثيرا بالتزامن مع تباطؤ النمو الاقتصادى فى البلاد. وتتوقع باين، شركة الاستشارات المالية أن سوق المنتجات الفاخرة فى الصين سوف ينكمش بنسبة تصل إلى 4% العام الجارى الأمر الذى يشّكل تهديدا كبيرا للشركات.
3 – الخطوط الجوية: شركات الطيران الصينية لديها الكثير من ديونها بالدولار الأمريكي، الأمر الذى يعنى رفع أسعار الفائدة على تكاليف السداد باليوان.
ومن المرجح أن تتراجع أرباح شركات مثل شركة خطوط طيران جنوب الصين المحدودة، وشركة طيران خطوط شرق الصين الجوية، وشركة الطيران الصينية.
واعلنت شركة طيران جنوب الصين أن خفض 1% فقط من قيمة اليوان يؤدى الى تراجع بقيمة 122 مليون دولار من الأرباح السنوية للشركة.
ثانيا: الرابحون
1 – المصّدرين فى الصين: عملية ربط اليوان الصينى بالدولار الأمريكي، جعل المصّدرين الصينيين أقل قدرة على المنافسة فى الأشهر الأخيرة. وأظهرت البيانات انخفاض الصادرات الصينية بنسبة 8.3% فى يوليو الماضى بالمقارنة مع العام السابق. واعترفت وزارة التجارة الصينية أن تخفيض قيمة العملة سيكون له تأثير كبير على الصادرات، بالإضافة إلى أن انخفاض العملة قد يزيد من احتمالات توسيع طفرة الصادرات الصينية من المعادن مثل الألومنيوم والصلب.
2 – السياح الأجانب القادمين إلى الصين: قد يجنى السياح القادمين إلى الصين لرؤية سور الصين العظيم أو المواقع التاريخية الأخرى فى شنغهاى، فوائد هامشية من اليوان الرخيص. وارتفع عدد السياح القادمين الى الصين وفقا لأكاديمية السياحة الصينية 4.8% بإجمالى 54.58 مليون شخص فى الفترة من يناير إلى مايو، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضى.








