الجدوى الاقتصادية لتصنيع اللمبات الليد فى مصر تتطلب إنتاج 200 مليون لمبة ليد سنوياً
نستهدف تطبيق الإضاءة الذكية فى 11 منطقة جديدة.. أبرزها “أكتوبر” و”القاهرة الجديدة”
الشركة تتفاوض مع عدد من الملاعب المصرية لتصميم وتركيب أنظمة إضاءة متعددة الألوان
أزمة تحويل العملة الأجنبية تسببت فى تقليل استيراد الأجهزة الخاصة بالقطاع الطبى
قال تامر أبوالغار، المدير العام لفيليبس مصر، إن شركته تخطط لبدء تطبيق تجربة “نظام الإضاءة الذكية” التى لا تحتاج شبكة كهرباء، ولكن يتم تركيبها وتوصيلها بكابل إنترنت فى مدينة 6 أكتوبر لنحو 60 عمود إنارة، تمهيداً لتعميمها فى 11 مدينة جديدة بأكتوبر، والقاهرة الجديدة، والشروق، والعبور، والعاشر من رمضان، والشيخ زايد، وبرج العرب.
أوضح، أن الكشافات المزمع تركيبها توصل بالإنترنت من خلال نظام للتحكم فى الإضاءة مرتبط بجهاز كمبيوتر، ويستطيع أن يظهر كل شيء على الشاشة سواء أثناء الأعطال أو التعرض لسرقات أو تلفيات، ويقوم بتحديد عدد ساعات التشغيل، وفترات التوقف عن الإضاءة، ويحتوى على إمكانية إدخال بيانات بحجم الاستهلاك المتوقع.
أشار إلى أن شركة “فيليبس” تواكب التطورات العالمية فى مجال الإضاءة، من خلال الإضاءة الذكية للكشافات التى تستطيع إضافة كاميرات مراقبة واستشعار عن بُعد، والتحكم فى ألوان ودرجة الإضاءة عن طريق الجوال، وإمكانية تحديد توقيت محدد لتشغيل كل كشاف.
أضاف أن “فيليبس” تقوم بتنفيذ العديد من مشروعات “نظام الاضاءة الذكية” فى إسبانيا، والبرازيل، سنغافورة، ولندن، وفرنسا، وجنوب أفريقيا، والمغرب، لافتاً إلى أنه يجرى حالياً تطبيق نظام الإضاءة الذكية فى “متحف الحضارات” بجنوب أفريقيا، حيث يدخل الزوار للمتحف من خلال تطبيق على جهاز التليفون المحمول يضيء اللمبات عند تردد الزائر على أى لوحة أو أثر.
أكد أن لمبات الليد قد تكون ذات تكلفة عالية لكنها توفر 80% من الكهرباء، مقارنة بالمصابيح العادية والموفرة للطاقة، وعلى الرغم من التكلفة العالية، فإن الاستثمار فى شراء تلك النوعية من اللمبات أفضل من إنشاء محطات كهرباء جديدة.
أوضح أن الشركة قامت بإضاءة العديد من المشروعات، مؤخراً، ومن ضمنها محافظة الجيزة، ومطار القاهرة الدولى، وكوبرى الجلاء، ومركز شباب الجزيرة، بالإضافة إلى عدد من المشروعات مع القطاع الخاص.
وذكر أن 70% من حجم مبيعات الشركة سنوياً للمبات الليد، وتابع: نستهدف زيادتها بنحو 10% العام المقبل، خاصة أن أسعار اللمبات الليد تقل سنوياً بنسبة تتراوح بين 10 و15%، نتيجة التوسع فى انتشارها.
وشدد على ضرورة زيادة الوعى للمجتمع، وأن تتكاتف جميع المؤسسات الحكومية والخاصة لتركيب اللمبات الليد بمبانيها، واقترح توزيع ملصقات دعائية مع فاتورة الكهرباء لتوعية المواطنين بأهمية اللمبات الليد، وحثهم على تركيبها، نظراً لاهميتها فى تخفيض الاستهلاك، وجودتها العالية.
واستشهد “أبوالغار” بتجربة جنوب أفريقيا كمثال للحلول الناجحة لترشيد استهلاك الكهرباء عن طريق لمبات الليد، حيث قامت منذ 4 سنوات بالاستثمار فى شراء تلك النوعية من اللمبات بدلاً من إنشاء محطات تقوية أو دعم جديدة.
وتابع: حكومة جنوب أفريقيا اشترت مليونى لمبة “LED” منحتها مجاناً بواقع 5 لمبات لكل منزل مع توفير أطقم مدربة لتركيبها وإتاحة إمكانية شراء لمبات إضافية حسب الرغبة، وساهمت تلك التجربة فى تقليل الاستهلاك بشكل كبير فى المناطق التى اجريت بها تلك التجارب.
وبسؤالة عن رأيه بشأن السوق المصرى ومدى قدرته على جذب الاستثمارات فى ظل الظروف الراهنة، أوضح أبوالغار، أن أى مستثمر يحتاج إلى عدة عوامل من أجل الاستثمار فى مصر مثل استقرار الأوضاع والحصول على الضمانات الأمنية الكافية لتأمين استثماره ومشروعاته.
وشدد أبوالغار على أن السوق المصرى يملك المقاومات التى تجذب الاستثمار خاصة بوجود قطاعات مثل السياحة واتفاقيات تجارة حرة مع عدد كبير من البلاد.
وذكر أن “فيليبس” مثل غيرها تواجه أزمة فى تحويل العملة الاجنبية، وتسببت فى تقليل استيراد الاجهزة الخاصة بالقطاع الطبى، ونتج عنها أزمة فى صيانة الاجهزة وقطع الغيار، خاصة أن “فيليبس” قامت بتوقيع عقود مع عدد من الشركات لفترات محددة، وفى حال التأخير تقوم بتسديد غرامات.
أشاف أن “فيليبس” لا تواجه أى مشاكل بشأن الاستيراد، خاصة أن الشركة تستورد منتجاً نهائياً، وفقاً للمواصفات القياسية المصرية الملزمة على جميع الشحنات المستوردة، ووفقاً لما وضعتها هيئة المواصفات والجودة، ويجرى، حالياً، تقنين الشركات التى تقوم بمخالفة الإجراءات لضبط الأسواق.
وبسؤاله لماذا لم تقم الشركة بتدشين مصنع لتصنيع اللمبات الليد فى مصر، قال أبوالغار، إنه من الصعب إنشاء مصنع فى مصر، خاصة أن الجدوى الاقتصادية لتصنيع اللمبات الليد تقضى بإنتاج 200 مليون لمبة ليد سنوياً، وهو يعتبر أمراً “صعباً للغاية”، لأن اللمبات الليد عمرها الافتراضى يقدر بنحو 5 سنوات، وتابع: “من يقم بشراء لمبة سيغيرها بعد أكثر من 3 سنوات، ولن يحقق المصنع مكاسب وفقاً لهذا التصور”.
أوضح أن “فيليبس” ستقوم بإضاءة دار الأوبرا المصرية، العام المقبل، بتكنولوجيا LED فائقة التطور والتى تمزج بين الألوان الباردة والدافئة للإضاءة الطبيعية، أسوة بالمشروع الذى نفذته الشركة فى شهر أبريل الماضى بإضاءة قصر البارون، وذلك ضمن جولة فيليبس الأفريقية من القاهرة إلى كيب تاون.
أشار إلى أن شركته تعاقدت مع فندق شيراتون القاهرة، لإضافة تكنولوجيا الليد، وتنويع وتغيير الألوان، وستقوم الشركة باستلام الموقع بعد الانتهاء من مرحلة المقاولات والإنشاءات، مضيفاً أن إقبال الفنادق على تركيب مثل هذه الإضاءة ضعيف، لعدم وجود إشغالات سياحية فى الفنادق.
وقال أبوالغار، إن فيليبس تتفاوض، حالياً، مع عدد من الملاعب الرياضية فى مصر، لتصميم وتركيب حلول إضاءة “الليد” الملونة، أسوة بالمشروع الكبير الذى تم تنفيذه فى ملعب نادى بايرن ميونخ الألمانى.
واستخدمت “فيليبس” 16 مليون لون إضاءة فى الاستاد العالمى بايرن ميونخ “أليانز أرينا” بدلاً من النظام القديم الذى يتضمن 3 ألوان فقط، وذلك من خلال تركيب 380 ألف لمبة.
وبدأت الشركة مبادراتها بإنشاء أول ملعب كرة قدم باستخدام نظم الطاقة الشمسية ولمبات LED بإحدى دور الأيتام بالقاهرة، وفى حال تطبيق هذا النظام فى إضاءة الملاعب الفرعية ومراكز الشباب فى مصر، سيقلل بشكل كبير من استهلاك الكهرباء.








