تعقد لجنة السوق المفتوحة بمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جلساتها الدورية الأربعاء والخميس؛ لبحث رفع أسعار الفائدة على الدولار بعد شهور من التكهنات برفعها قبل نهاية العام.
وقالت صحيفة الفاينانشيال تايمز، إن الكثير من المستثمرين يعتقدون أن الاحتياطي الفيدرالي لن يتحرك بسبب الاضطرابات المالية فى الآونة الأخيرة، وعدم انتظام وتيرة نمو الاقتصاد الأمريكي، والدولار القوي، والتضخم المتراجع، وزيادة المخاوف بشأن الاقتصادات النامية وخاصة الصين.
وفى حال اختار مجلس الاحتياطى الفيدرالى رفع سعر الفائدة الأمريكية، فإنها ستكون المرة الأولى منذ 10 سنوات.
وكتب جان هاتيزوس، المحلل فى «جولدمان ساكس»، فى رسالة يؤكد فيها على توقعاته لرفع الفائدة فى ديسمبر المقبل، ويذكر احتمالية انتظار الفيدرالى حتى 2016، قائلاً: «من وجهة نظرنا، تسببت الأحداث الأخيرة فى إغلاق القضية فى وجه رفع أسعار الفائدة».
مضيفاً أنه قد لا يتفق صناع السياسة مع وجهة النظر تلك، ولكن بالنسبة له «الحجة الاقتصادية لتأجيل أطول تبدو قوية».
ويبدو أن الأسواق تميل إلى وجهة النظر تلك، وتشير العقود الآجلة على أسعار الفائدة إلى أن احتمالية الإقدام على رفع سعر الفائدة على الدولار بربع نقطة مئوية يوم الخميس لا تزيد على 28%.
أما أسواق المشتقات المالية فتشير إلى أن احتمالات رفع الفائدة تتساوى مع احتمالات التأجيل حتى العام المقبل، كما ان المتداولين يتوقعون عدم رفع الفائدة قبل 2016.
وقال رالف سيجال، مدير الاستثمار فى «سيجال براينت آند هاميل»، إنه أصبح أقل اقتناعاً بأن الفيدرالى ينبغى عليه رفع الفائدة الأسبوع الجاري.
ويذكر تقرير لصحيفة «فاينانشيال تايمز»، أنه حتى المستثمرون الذين يتوقعون أن تكون صورة الاقتصاد والعمالة فى أمريكا قوية بما يكفى لدفع الفيدرالى نحو رفع الفائدة الأسبوع الجاري، لا يتوقعون اضطرابات حادة نتيجة ذلك، خاصة بعد شهور من الإعداد للرفع.
وقال ريك رايدر، مدير الاستثمار فى الدخل الثابت فى «بلاك روك» إن الأسواق كانت مستعدة لرفع الفائدة منذ عام، ويقدر أن نسبة تضييق الفيدرالى للسياسة النقدية الأسبوع الجارى هى 40%، و15%، إذا انتظر حتى أكتوبر المقبل، و25% إذا تحرك فى ديسمبر، و20% احتمالية انتظار البنك المركزى الأمريكى حتى العام المقبل.
ومع ذلك، توقع رايدر أنه إذا ظلت الأسواق هادئة مع اقتراب يوم الخميس، فإن احتمالات الرفع فى هذه الحالة متساوية.
وكثرت الأحاديث فى الأسواق المالية فى الأسابيع الماضية عن «ارتفاع مطمئن»، حيث سيرفع الفيدرالى الفائدة مرة واحدة الشهر الجاري، ويتوقف حتى يقيم التأثير بالكامل، وسوف يستخدم المؤتمر الصحفى بعد الرفع والتوقعات المصاحبة له كأداة لتعزيز لغة الطمأنة، ولتخفيف تداعيات الارتفاع.
ويقول دوجلاس بييبلز، مدير الاستثمار الثابت فى «أليانس بيرنستاين»، إنه رغم أن أسواق العقود الآجلة تشير إلى أن أغلب المتداولين يراهنون على أحجام الفيدرالى عن الرفع الأسبوع الجاري، فإن سوق سندات الخزانة يشير إلى أن المستثمرين فى سوق السندات اكثر استعداداً لرفع الفائدة.
ووصل العائد على أذون الخزانة لأجل سنتنين، وهى الأوراق الأكثر حساسيةً لرفع أسعار الفائدة، لأعلى مستوى على الإطلاق فى 4 سنوات عند مستوى 0.76% الأسبوع الماضي، ثم تراجع يوم الجمعة الماضية بشكل طفيف، ومع ذلك، لا يزال العائد أعلى من أدنى مستوى وصل إليه فى منتصف يناير عند 0.41%، عندما عانى الاقتصاد الأمريكى موجة البرد الشديد. ويقول بييبلز، إن أداء الأذون لأجل سنتين يدل على أن الفيدرالى سوف يرفع الفائدة قريباً، موضحاً أن الأسواق غير أكيدة من موعد الرفع، ولكنه قادم لا محالة، وفى الواقع تتصرف الأسواق، وكأن الفيدرالى بدأ تضييق السياسة النقدية منذ يوليو 2014، عندما توقفت عن تنمية ميزانياتها.
ويعتقد بعض مديرى الأموال، أن إزالة المصدر الكبير من عدم اليقين المستمر منذ العام الماضى سوف تؤدى إلى موجة من الارتفاع فى الأسواق نتيجة الارتياح.
وأكد رايدر، أن الأسواق الآن أكثر استعداداً لرجوع الأوضاع لطبيعتها من أن تبقى أكثر فى حالة من عدم اليقين.