على مستوى العالم، المبادرات الكبيرة مثل مبادرة البيانات المفتوحة العالمية للزراعة والتغذية (جودن)، والتى تهدف إلى دعم الشركاء الدوليين فى الجهود المبذولة لجعل البيانات المتعلقة بالزراعة والتغذية متاحة لعامة الناس، تساعد البلدان على تطوير بيانات كبيرة للمساعدة فى إطعام العالم.
وأوضحت كاثرين وتيكى، وكيلة وزارة الزراعة الأمريكية، أن المنفعة من البيانات المفتوحة كبيرة حقاً ومتنامية. وهناك الكثير من النقاش حول إمكانية هذا التحرك، وما يمكن القيام به لمساعدة المزارعين والمستهلكين فى جميع أنحاء العالم. كيف يمكن لسياسات البيانات المفتوحة المساعدة فى إطعام المزيد من البشر على مستوى السنوات المقبلة؟
أكدت وتيكى، أن الحكومات لديها كميات هائلة من البيانات القيّمة، ونحن بحاجة إلى مزيد من العمل لجعلها أكثر توافراً وشفافية وخاصة فى مجال الزراعة وإنتاج الغذاء.
وهذا هو السبب فى أن حكومة الولايات المتحدة كانت أحد الشركاء المؤسسين لمبادرة البيانات المفتوحة العالمية للزراعة والتغذية. وتركز هذه المبادرة على بناء سياسة رفيعة المستوى والدعم المؤسسى العام والخاص للبيانات.
وتعتقد أن هذا النوع من البيانات المفتوحة مفيد جداً لإطعام المزيد من البشر؛ لأنها تعطى مثالين الأول: يستخدم المزارعون فى دول العالم النامى الهواتف المحمولة لأنها تساعدهم على تسويق محاصيلهم وتوّفر لهم العثور على أفضل الأسعار، ويمكن للمزارعين تسويق المحاصيل المتنافسة فى يوم معين، وسرعان ما تجد سوقاً مختلفاً، حيث لا أحد يقوم ببيع السلع نفسها.
الثانى: على المدى الطويل، مجموعات البيانات المفتوحة لديها الكثير من الفوائد للمزارعين فى جميع أنحاء العالم، وهناك الكثير من الفرص، حيث إنها تساعد المزارع على أن يكون أكثر اطلاعاً.
وأضافت وتيكى، نعتقد أن البيانات تساعد على تسريع تطوير المحاصيل المتأقلمة محلياً والقادرة على الصمود أمام تغير المناخ، فمعرفة المزيد من البيانات أمر بالغ الأهمية فى تحقيق الأمن الغذائي.
وهنا برز سؤال يدور حول لماذا البيانات أمر بالغ الأهمية للزراعة المستدامة، وكيف يمكن أن تساعد البيانات على الحد من تعرض أوروبا لمخاطر الغذاء؟
أجاب دافيدى ارسيلا، المسئول العلمى فى الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية، نحن نعلم أن الغذاء قد يحتوى على مجموعة واسعة من مواد خطرة، ولكن الحلول المثيرة للاهتمام كثيرة.
تستخدم هيئة استهلاك الأغذية الأوروبية البيانات بطرق مبتكرة للمساعدة على التقليل من مخاطر الأغذية الملوثة، لا سيما بين الفئات المستهدفة من السكان.
وعلى سبيل المثال، يستهلك الرضع والأطفال الصغار، المزيد من الغذاء لكل كيلوجرام من وزن الجسم، ويتعرضون لمستويات أعلى نسبياً من السموم نتيجة ذلك. ولذلك جمعت الهيئة كميات هائلة من بيانات الاستهلاك والمسوحات الغذائية من كل دولة فى الاتحاد الأوروبي، مقسوماً على فئات محددة. ومن خلال تحليل هذه البيانات، أصبح لدينا صورة مفصلة عن كيفية تعرض الأشخاص لخطر معين من خلال نظامهم الغذائي. وهذا يسمح لنا بتصميم توصيات لفئات معينة من السكان، لتفادى العواقب الضارة المحتملة.
ومن بين البيانات المتاحة أوضح مايكل تومسون، المتخصص فى علم الوراثة الجزيئية، أن الأرز هو المحصول الأساسى لنصف سكان العالم وعندما نتحدث عن الأمن الغذائي، فهو من العناصر المهمة. ويعد الأرز محصولاً أساسياً لتغذية المليارات من الناس، ويعمل فريق فى مركز للبحوث والتعليم للحد من الفقر مقره دولة الفلبين، الآن وفى المستقبل على توفير البيانات والتكنولوجيا لابتكار أرز من شأنه أن يوّفر عائدات أعلى وأكثر مقاومة لظاهرة الاحتباس الحرارى والتهديدات البيئية الأخرى، ويستخدم مايكل، الأرز لتأمين الغذاء للنمو السكانى فى المستقبل.








