قال الرئيس عبدالفتاح السيسي ، في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس”، إن منطقة الشرق الأوسط تحتاج إلى أن تتعاون لهزيمة التهديد الإرهابي المتزايد الذي أدى إلى “حرب شرسة” في مصر، ويعرض بعض الدول لخطر “الانحدار نحو الفشل”.
وفي المقابلة التي أجريت ليلة السبت الماضي وتطرقت إلى عدة نقاط، قال السيسي إن سوريا لا ينبغي أن تكون منقسمة بعد الحرب الأهلية، وإنه يجب “تعزيز” الجيش المصري لهزيمة الإرهابيين في سيناء والصحراء الغربية، وتجديد المجهودات لحل القضية الفلسطينية، وتمديد السلام الممتد منذ 40 عاماً بين مصر وإسرائيل، وتوسيعه ليشمل المزيد من الدول العربية.
وقال إن حل القضية الفلسطينية قد “يغير وجه المنطقة.. ويؤدي إلى تحسن هائل في الوضع.. وأنا بطبيعتي متفائل، وأقول إن هناك فرصة عظيمة”.
وتحدث وزير الدفاع السابق- البالغ من العمر 60 عاماً، والذي خاض الانتخابات الرئاسية، وفاز بالمنصب في 2014، بعدما أطاح الجيش بسلفه محمد مرسي في 2013– إلى وكالة “اسوشيتد برس” في فندق بنيويورك ليلة السبت الماضي بعدما تحدث في قمة للأمم المتحدة التي تبنت أهداف تنمية جديدة للخمسة عشر عاماً المقبلة، كما سيحضر الاجتماع الوزاري السنوي للجمعية العمومية في مقرات الأمم المتحدة والذي سيبدأ غداً.
متحدثاً بعد العفو عن اثنين من صحفيي “الجزيرة إنجليزي” في القاهرة، وإطلاق سراحهما، قال السيسي إنه منفتح للعفو عن صحفيين آخرين أدينوا وحوكموا غيابياً، لكنه قال إنه سيعمل فقط ضمن صلاحياته كرئيس، وسوف يحترم سلطة القضاء في مصر.
لقد كانت فترة مضطربة في مصر، إذ أُطيح بالرئيس حسني مبارك الذي حكم لفترة طويلة في عام 2011 في ثورة الربيع العربي التي أدت في نهاية المطاف إلى تقليد محمد مرسي التابع لجماعة الإخوان المسلمين منصب أول رئيس منتخب، وبعد ذلك تمت الإطاحة به وسط انتفاضة شعبية أخرى.
وقال السيسي: “كان العامان الأخيران اختباراً حقيقياً لقوة ومتانة العلاقات مع الولايات المتحدة”.
ومنذ ذلك الحين، تحارب مصر المتمردين في سيناء، الذين تعهدوا بالولاء للدولة الإسلامية المعروفة باسم “داعش”، ونفذوا عدداً من التفجيرات والاغتيالات ضد رجال الشرطة والجيش في القاهرة وغيرها من المدن.
وشنت قوات الأمن حملة صارمة ضد الإخوان المسلمين في مصر وغيرهم من الإسلاميين، وقُتل مئات الإسلاميين وأُلقي القبض على الآلاف وحُكم بالإعدام على مرسي وغيره من قادة الإخوان المسلمين، وانتقدت جماعات حقوق الإنسان بشدة المحاكمات والحملات القمعية، وتؤكد حكومة السيسي أن الإخوان المسلمين متواطئون في أعمال العنف، وهو ما تنكره الجماعة قائلة إن السلطات تريد أن تسحقها باعتبارها جماعة معارضة سياسية.
وأكد السيسي أن “المشكلة مع الإخوان المسلمين ليست مشكلة مع الحكومة المصرية وهؤلاء الأشخاص، فالمشكلة الحقيقية بين الشعب المصري والإخوان المسلمين، وقال إن جماعة الإخوان المسلمين أعطت “انطباعاً سيئاً جداً” عنها، والمصريون “غير قادرين على التسامح والنسيان”.
وقال السيسي إن الجيش المصري “دائماً ما يكون عاملاً من عوامل الاستقرار”، وينبغي تعزيزه لأنه يواجه “حرباً شرسة ضد الإرهاب والمتشددين.. وزيادة القدرة العسكرية للجيش المصري تعني أنه يستطيع تحقيق توازن استراتيحي” للمنطقة.
وفي إشارة للحرب الأهلية التي تمزق سوريا، قال الرئيس: “نحن حريصون جداً على أن تظل سوريا كأمة وكدولة وألا تُقسّم إلى دويلات أصغر”.
وحذر السيسي من أن انهيار سوريا قد يعني أن كل أسلحتها ومعداتها ستقع في أيدي “الإرهابيين”، وإذا حدث ذلك، فالخطر لن ينصب على سوريا فقط بل سيمتد إلى جيرانها، و”سيشكل تهديداً خطيراً على باقي المنطقة، وهذا ما نخشاه”.
وعندما سُئل الرئيس عن إمكانية تحييد المتطرفين، لم يقدم حلاً فورياً، قائلا: “هذه هي بالضبط المعضلة التي نتحدث عنها”.
وأضاف “تأكدوا أننا دائماً حريصون على تحليل القضايا والمشكلات، خاصة تلك المتعلقة بالصحفيين والعاملين بالمجال الإعلامي”.
وقال السيسي إن الأمن الإقليمي في “أضعف حالاته”.
واستطرد قائلاً: “يكفى إلقاء نظرة على الخريطة لمعرفة الدول التى تعانى من الفشل. هناك تزايد فى أنشطة الجماعات المتطرفة، هناك مشكلة اللاجئين الذين يتدفقون على أوروبا. مع وضع كل ذلك فى الاعتبار، يمكننا الشعور بأن التحدى صعب ومعقد”.
وتابع: “لا أريد أن أقول إننا تأخرنا فى القيام بما يجب علينا القيام به، لكن هزيمة ذلك التهديد ستتطلب الكثير من الجهد، ليس فقط الكثير من الجهد، ولكن واقع الأمر ينطوى على كمية لا بأس بها من التفاهم والتعاون من كل دولة لإنقاذ البلدان التى تتجه نحو هذه الحلقة المفرغة من الفشل”.
وأشار الرئيس المصري إلى ما أطلق عليه “تحسناً” في العلاقات مع الولايات المتحدة، وقال إن العلاقات “استراتيجية ومستقرة”.