تأثير أزمة المياه على الصناعات الغذائية من المتوقع أن تزداد سوءا، ولكن يقول الخبراء إن الشركات تجد سبلا للتغلب على هذه الأزمة، فمع معاناة البرازيل وكاليفورنيا من الجفاف الشديد وتوقعات الأمم المتحدة بنقص المياه بنسبة 40% خلال الخمسة عشر عاما المقبلة، سوف تضر مشكلة تغير المناخ الصناعات الغذائية- الصناعة الأكثر اعتمادا على المياه على وجه الأرض- ضررا شديدا.
وقالت ستيفين ماتوشي، محلل لدى شركة “مينتل”، إن إحدى نتائج هذه المشكلة هى ظهور اتجاهات مواتية تتماشى مع مخاوف تغير المناخ- مثل استبدال العناصر الغذائية المتعطشة للمياه بعناصر مماثلة مقاومة للجفاف أو تحتاج كميات أقل من المياه.
وأوضح تقرير لموقع “فود نافيجاتور” أن حليب الفول السوداني سيظهر كمنافس لحليب اللوز، فعلى سبيل المثال، ينمو حاليا 90% من إمدادات اللوز حول العالم في كاليفورنيا التي يضربها الجفاف، الأمر الذي يعرض المنتجين لنقص شديد في المحصول.
ويحتوي أيضا حليب الفول السوداني على خصائص التغذية الجيدة من حيث الفيتامينات والمعادن والبروتين- فحليب الفول السوداني يحتوي على 8 جرامات من البروتين في كل وجبة مقابل جرام واحد لحليب اللوز.
وعلاوة على ذلك، فإن محاصيل الفول السوداني تلقح ذاتيا، أي أنها لا تتأثر كثيرا بالانخفاض الكبير في أعداد خليات النحل، في حين يجب شحن 1.5 خلية نحل إلى كاليفورنيا خلال موسم إزهار اللوز لضمان جمع محصول جيد.
ويتزايد أيضا الاهتمام بلبن الجمال بعيدا عن الأسواق التقليدية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتعد مزرعة سميتس الهولندية لألبان الإبل هي الوحيدة حاليا في أوروبا وتصدر إلى المملكة المتحدة وبلجيكا وألمانيا والنمسا والسويد، في حين طورت شركة “شر هانسين” الدنماركية طريقة إعداد جبن الإبل، ويطلق على إحداها “كاميل بيرت”.
والمحاصيل الصحراوية مثل التين الشوكي، التي فحصتها منظمة الأغذية والزراعة باعتبارها مصدرا للأغذية والأعلاف، يمكن استغلالها في استخدامات مختلفة، وتُستخدم بالفعل في مثلج الأيس كريم والبيرة في الولايات المتحدة.
وتعد رقائق الصبار وجبة خفيفة مشهورة في المكسيك، وعلى الرغم من أنها لم تنتشر في أسواق أخرى، قالت ماتوشي إنها من الممكن أن تلقى استحسانا واسعا.
وأضافت ماتوشي:” تبدو بعض هذه الأفكار بعيدة المنال ولكن أنماط الطقس المتغير ستضطر الشركات إلى الاهتمام بهذه الأفكار”.
بينما قالت لوري سكانلين، مطور منتج لدى شركة “أنديان ناتشورالز”، مقاومة حبوب الكينوا للظروف الجافة والتربة المالحة يجعلها محصولا مثاليا لظروف المناخ القاسية”.
وأضافت سكانلين أن حبوب الكينوا مقاومة للجفاف لذلك فهي محصول مفيد جدا ليس فقط لبوليفيا وبيرو بل أيضا لأفريقيا وآسيا والهند.
وسوف تسمح أيضا تقنيات التكنولوجيا المتقدمة للمنتجين أن يتغلبوا على الظروف المناخية غير المتوقعة، وتنقل بالفعل الشركات التي تعمل خارج مجال الصناعات الغذائية خبراتها إلى قطاع الأغذية والمشروبات، إذ تزرع شركة الالكترونيات اليابانية “فوجيتسو” بعض الطحالب في خزانات زراعة مغلقة يتم التحكم فيها عن طريق نظام كمبيوتر مركزي.
وقالت ماتوشي إن الشركات قد تتخذ أستراليا وإسرائيل نموذجا لسياسات المياه الجيدة، فمن المتوقع أن توفر المياه المحلاة 70% من المياه الصالحة للشرب بحلول عام 2050- ارتفاعا من 35%- في حين ترتفع مستويات تدوير المياه الرمادية في أستراليا.







