يوسف : التوترات السياسية تدفع “برنت” لتجاوز 60 دولاراً للبرميل
شعيب : متوسط قيمة “بنزين 95” عالمياً لا يتجاوز 2.7 جنيه للتر
عاودت الأسعار العالمية للنفط ارتفاعها مع بداية تعاملات أكتوبر الحالى، إذ بلغ متوسط سعر خام برنت 52 دولاراً للبرميل، مقارنة بنحو 49 دولاراً كأقصى سعر خلال سبتمبر.
تأتى الزيادة السعرية، نتيجة زيادة الطلب على الزيت الخام فى الأسواق العالمية، من أجل التخزين بعد تزايد وتيرة التوترات السياسية بالمنطقة.
قال مسئول بارز بالهيئة العامة للبترول، فى تصريحات لـ”البورصة”، إن استهلاك مصر من الوقود سينخفض بنحو 5% خلال موسم الشتاء المقبل، نتيجة تراجع احتياجات محطات الكهرباء للمازوت والسولار وانخفاض استهلاك البنزين مع التوقف عن تشغيل أجهزة تكييف الهواء بالسيارات.
توقع تحقيق وفر من 4 إلى 5 مليارات جنيه خلال الربع الأول من العام المالى الحالى فى مخصصات دعم الوقود لانخفاض سعر خام برنت بمتوسط 18 دولاراً فى البرميل عما تم تحديده بالموازنة العامة للدولة، موضحاً أن الموازنة خصصت نحو 61 مليار جنيه لدعم الوقود وفقاً لسعر 70 دولاراً للبرميل الخام.
وأضاف أن الفترة المقبلة ستشهد ارتفاعاً فى سعر برميل الزيت بالأسواق العالمية، نتيجة تزايد استهلاك الدول الأوروبية للوقود خلال أشهر الشتاء لاستخدامه فى التدفئة.
وقال مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، إن سعر خام برنت مرشح للارتفاع لنحو 60 دولاراً للبرميل قبل نهاية العام الحالى مقارنة بـ52 دولاراً حالياً، بعد زيادة التوترات السياسية بالمنطقة إثر تدخل الروس فى سوريا.
وأوضح أن الدول المستوردة للوقود بدأت زيادة وارداتها من الخام والمواد البترولية، لعمل مخزون استراتيجى للبلاد يؤمن احتياجاتها حال توتر الأوضاع السياسية أكثر من الوضع الراهن.
وأضاف يوسف، أن تركيا تقوم حالياً بإنشاء اكبر مخزون استراتيجى للوقود والخام لتؤمن استهلاكها للطاقة حال زيادة توتر الأوضاع السياسية بين التحالف الروسى والتحالف الأمريكى.
ولفت إلى ان الحرب السورية والتوترات السياسية، ستقود سعر برنت خلال المرحلة المقبلة، رغم أن أمريكا وحلفائها العرب وخصوصاً المملكة العربية السعودية، اتفقوا على ألا يرتفع سعر برميل الخام بالأسواق عن 50 دولاراً.
وحال استمرار زيادة إنتاج الدول المصدرة واستقرار الأوضاع السياسية مع تراجع طلب الدول المستوردة، خصوصاً تركيا والصين، سينخفض سعر برنت قليلاً عن 60 دولاراً للبرميل.
ورفعت السعودية أكبر مصدر للنفط، إنتاجها من الخام إلى 10.308 مليون برميل خلال النصف الثانى من العام الحالى، لتعزز حصتها فى السوق الآسيوية وتغذية محطات الكهرباء ومعامل التكرير المحلية.
وتبرز الزيادة إصرار السعودية على عدم التنازل عن حصتها فى السوق للمنتجين ذوى التكلفة الأعلى مثل شركات التنقيب عن النفط الصخرى فى الولايات المتحدة، وأحجمت المملكة وغيرها من أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” عن خفض الإنتاج لدعم الأسعار.
وتوقع محمد شعيب خبير البترول، ارتفاع سعر برنت إلى 70 دولاراً للبرميل مع بداية عام 2016، وزيادة استهلاك الدول الأوروبية للوقود فى التدفئة.
أضاف أن لدى الحكومة الحالية فرصة ذهبية، تتمثل فى تحرير أسعار المواد البترولية بالسوق المحلى، فى ظل انخفاض قيمتها فى الأسواق العالمية، وطالب شعيب بخفض سعر لتر “بنزين 95” لنحو 3.75 جنيه بدلاً من 6.25 حالياً، لأن متوسط قيمته عالمياً يبلغ 2.7 جنيه للتر الواحد.
وأوضح ان مبيعات “بنزين 95” انخفضت لنحو 6 آلاف طن سنوياً بدلاً من 30 ألف طن قبل زيادة سعره لـ6.25 جنيه، وكان معهد البترول الأمريكى، قد أعلن أن مخزونات الخام انخفضت بنحو 1.5 مليون برميل، ورفع بنك “جى بى مورجان تشيس” توقعاته لأسعار النفط خلال عامى 2015 و2016، مع تحسن الطلب الذى سيؤدى إلى خفض كمية الخام المعروض بالأسواق العالمية.
وتوقع “جى بى مورجان”، أن يبلغ متوسط سعر الخام الأمريكى 55 دولاراً للبرميل خلال العام الحالى و64 دولاراً خلال2016، وسيصل متوسط سعر خام برنت لنحو 62 دولاراً فى 2015، و72 دولاراً للبرميل فى 2016.
وذكر تقرير صندوق النقد الدولى، ارتفاع معدل النمو فى الدول المستوردة للنفط من 3% فى 2014 إلى 4% خلال 2015 بدفع من التعافى التدريجى فى منطقة اليورو، وتحسن مستوى الثقة محلياً وزيادة تيسير سياسات المالية العامة والسياسات النقدية.
ويلاحظ أن انخفاض أسعار النفط يساعد فى ارتفاع معدل النمو، رغم أن تأثيره فى الأجل القريب قد تقلص فى كثير من الدول بسبب انتقال هذا الانخفاض بشكل غير كامل إلى أسعار تجزئة الوقود.
ويتوقع صندوق النقد الدولى، أن يبلغ متوسط سعر البرميل 58 دولاراً فى 2015 قبل أن يرتفع بالتدريج إلى 74 دولاراً للبرميل بحلول 2020، كرد فعل لتراجع الاستثمارات فى قطاع النفط وانخفاض نمو الإنتاج وزيادة التوترات السياسية، والأهم من ذلك، أنه من المتوقع استمرار جانب كبير من هذا الانخفاض فى الأسعار على المدى المتوسط.