أكد مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية أن تنظيمى بوكو حرام وداعش الإرهابيين فى نيجيريا يحرصان على تطوير أسلحتهما لإحداث مزيد من القتل والتدمير، مشيرًا إلى أحدث الأسلحة النوعية، أو ما يُعرف بظاهرة “الأرامل السوداء”؛ وهن مجموعة من الانتحاريات الأرامل، واللائى كن زوجات لقيادات ومقاتلى التنظيمين الإرهابيين، أو أرامل لأشخاص قتلهم التنظيم وأسرهن؛ حيث يقوم التنظيم بإعدادهن لتنفيذ عمليات تفجيرية بحجة الانتقام لأزواجهن.
حيث أشار المرصد فى تقريره إلى أن مجموعة من الأبحاث والدراسات أثبتت أنه مع بداية العقد السابق تبنت التنظيمات الإرهابية طريقة هجومية جديدة باستخدام الانتحاريات فى عملياتها الإرهابية، وتُعد تلك الطريقة قديمة حديثة، حيث ظهرت فى بداية الألفية الجديدة فى حرب روسيا والشيشان، بين العامين 2000 و 2004م.
وأضاف المرصد أن تلك الطريقة تُعد من الطرق المجدية لدى تلك التنظيمات الإرهابية لانخفاض كلفتها- على مستويى الإعداد والتنفيذ- وفداحة آثارها المدمرة، والتى غالبًا ما تتم داخل تجمعات عامة فى الأسواق أو المواصلات العامة أو الجامعات والمدارس، بالإضافة إلى استهداف المواقع العسكرية والشرطية.
وأوضح التقرير أن التنظيمات الإرهابية لجأت إلى تلك الطريقة مؤخرًا لإحداث بعض العمليات النوعية بعد أن تراجعت عن بعض مواقعها أمام الضربات المتلاحقة من التحالفات الدولية، لكى تثبت لمنتسبيها أنها ما زالت تمتلك القدرة على الرد ضد الضربات الأمنية.
وتابع المرصد فى تقريره أن التنظيمات الإرهابية فى نيجيريا تستغل حالة اليأس التى وصلت إليها زوجات مَن قُتلوا فى المواجهات العسكرية، ورغبتَهن فى الانتقام لأزواجهن أو ذويهن لتنفيذ بعض العمليات الانتحارية، وذلك لإحداث حالة من الفوضى داخل المجتمع هناك.
كما كشف التقرير طريقة إعداد تلك الانتحاريات داخل معسكرات الإرهابيين؛ وذلك من خلال تعريضهن لعمليات غسيل مخ من قبل خبراء متخصصين، مستخدمين مختلف الطرق النفسية والاجتماعية للتأثير عليهن، بالإضافة إلى تغذية رغبة الانتقام لديهن، وتقبل فكرة الموت، للدرجة التى يصبح التأثير عليهن أكبر من تأثير المواد المخدرة، لتصبح بعده المرأة جاهزة لتنفيذ كل ما يطلب منها.
وأضاف التقرير أن عنصر التأثير الدينى لا يغيب عن تلك الوسائل أيضًا، من حيث إقناع المنتحرات بأنه بمجرد أن تضغط المرأة على زر التفجير تنتقل- فورًا ودون ألم- إلى عالم آخر فى جنة الخلد، بعد أن نالت الشهادة ولحقت بمن فقدت من ذويها، وتخلصت من الضغوط القاتلة التى لحقت بها جراء رحيل ذويهن. ودلَّل المرصد على ذلك بما قام به مؤخرًا تنظيم ما يعرف بـ«ولاية السودان الغربي» فى نيجيريا، والذى دفع بمجموعة من الانتحاريات لمواجهة الجيش النيجيري، وإحداث مزيد من التفجيرات النوعية، وولاية السودان هو تنظيم متطرف خرج من عباءة بوكو حرام وبايع داعش مؤخرًا، وانتهج سياسة ما يعرف بـ«الأرامل السوداء» فى تحقيق عملياته ضد الدولة، نظرًا لكونها وسيلة سرية لارتكاب مزيد من التفجيرات الإرهابية.
