محللون: الهدف كسر التوقعات حول سعر الجنيه وغموض فى توجهات السياسة النقدية
أقدم البنك المركزى على خفض مفاجئ فى سعر الدولار فى السوق المحلية فى الوقت الذى كان يتوقع فيه الجميع خطوة فى الاتجاه المعاكس.
وأعلنت البنوك الأربعاء عن خفض قيمة الدولار لديها بواقع 20 قرشا ليباع مقابل 7.83 جنيه بدلا من 8.03 جنيه يوم الثلاثاء.
وقال مصرفيون إن البنك المركزى ضخ دولارات فى البنوك، لكنهم اختلفوا حول حجمها، وقال بعضهم إنها كانت عطاء استثنائيا مشابها لما يقوم به المركزى بين الحين والآخر للقضاء على القوائم المعلقة لتدبير العملة فى البنوك. لكن على عكس العطاءات الاستثنائية السابقة لم يعلن البنك المركزى عن ذلك ولا عن قيمة العطاء بشكل رسمى.
وآثر البنك المركزى، الذى يمر بفترة انتقالية يستعد خلالها استقبال محافظ ومجلس إدارة جديدين نهاية الشهر الحالى، الصمت، وهو ما خلق حالة من الغموض والارتباك تجاه توجهات البنك.
وشكا محللون تحدثت إليهم «البورصة» من عدم قدرتهم على فهم توجهات البنك المركزى الأخيرة بوضوح، فى ظل نقص البيانات وغياب أى نوع من التوضيحات الرسمية.
وتأتى الخطوة بعد أيام قليلة من رفع سعر الفائدة على الجنيه بأكثر من 200 نقطة أساس فى عدد من البنوك الحكومية بهدف تعزيز قيمة العملة المحلية فى مواجهة الدولار.
وقالت سهر الدماطى نائب العضو المنتدب لبنك الإمارات دبى الوطنى أن الهدف من خفض سعر الدولار 20 قرشا أمام الجنيه هو تقريب الفجوة بين العائد على الجنيه المصرى والدولار بالسوق المحلى الفترة المقبلة.
أضافت لـ«البورصة» أن القرار خطوة منطقية بعد زيادة أسعار الفائدة على الجنيه فى البنوك لتحجيم الطلب على العملة الأمريكية وزيادة المعروض منها.
وقال مسئول خزانة فى أحد البنوك الحكومية إن البنك المركزى دفع للبنوك ربع المدفوعات الدولارية التى دبرتها للمستوردين من مواردها خلال الأيام الماضية، وفقا لاتفاق مسبق بين الطرفين.
ورفض هانى جنينة، رئيس وحدة الأبحاث فى بنك الاستثمار فاروس، الربط بين رفع سعر الجنيه وبين المدفوعات الدولارية، التى قام بها البنك المركزى أمس.
أضاف لـ«البورصة» أن البنك المركزى أجرى عمليتين منفصلتين، الأولى، بيع دولارات للبنوك لتغطية جزء من مدفوعاتها للمستوردين، والثانية كسر التوقعات فى سوق الصرف، والتى كانت تراهن طيلة الوقت على مزيد من الخفض فى قيمة الجنيه، وهو ما حدث من خلال خفض قيمة الدولار 20 قرشا فى السوق المحلى.
وقفزت أسعار صرف الدولار مقابل الجنيه أمس الأول 12 قرشا دفعة واحدة ليسجل 8.65 جنيه للشراء و8.72 جنيه للبيع مقابل 8.55 جنيه للشراء و8.60 جنيه للبيع.
واستبعد جنينة قدرة المركزى على مواصلة تلك السياسة الفترة المقبلة فى ضوء تراجع التدفقات النقدية من الدولار وميزان المدفوعات واستهداف الحفاظ على تنافسية الصادرات المصرية فى الأسواق الأخرى.
وتوقع استمرار التذبذب المتعمد فى سوق الصرف الفتره المقبلة من خلال رفع وتخفيض الدولار لإرباك السوق الموازى ووقف ارتفاعات الأسعار غير المبرر.
وبمجرد الإعلان عن الأسعار الجديدة على شاشات البنوك ارتبكت السوق غير الرسمية، وتضاربت أسعار تداول الدولار فيها، وقرر عدد من الصرافات التوقف عن البيع والشراء لحين اتضاح التوجه القادم بالنسبة لها، بينما خفضت صرافات أخرى وتجار عملة أسعار البيع بدرجات متفاوتة.
وتبيع صرافات الدولار بسعر 8 جنيهات بخسارة 75 قرشا عن يوم أمس، فيما التزم عدد منها بالأسعار الرسمية أو بأسعار قريبة منها.
وقال صاحب شركة صرافة: إنه لا يشترى دولارات إلا لتلبية الطلبات التى وصلته قبل الإعلان رفع قيمة الجنيه صباح اليوم.