تعاني ايطاليا منذ زمن طويل من ارتفاع مستوى المعيشة في الشمال بالمقارنة بالجنوب الفقير فمنذ 2001 وقد اختلفت معدلات النمو بينهما كما عانت من انتشار وكالات الجريمة مثل المافيا واشكال اخريى لعصابات الجريمة المنظمة في مناطق الجنوب.
قال ستيفانو بريزيسو محلل في معهد ابحاث سيفيمز للتطوير الصناعي إن جهود مواجهة الازدواجية في التعامل بين الجنوب والشمال تعطلت ولن يعود الجنوب لمسار النمو بنفس مستوى الشمال الا بعد سنوات طويلة حيث تسبب الركود الاقتصادي الذى ادى الي تراجع ايطاليا خلف منافسيها الاوروبين الذين لطالما تقدمت عليهم في معدلات النمو الانتاج الي تفاقم الفجوة بين شطري البلاد.
وكشف ممثلو الادعاء العام في ايطاليا عن المافيا بدات في نقل عملياتها الي الجزء الغني من البلاد بالاضافة الي عدد آخر من عصابات الجريمية المنظمة.
واوضح روبيرتو سافيانو مؤلف كتاب “جومارا” من اكث الكتب مبيعا حول العالم عن الجريمة والذى يتحدث عن منطقة نيبلز في ايطاليا وعصابات الجريمة فيها أنه ارسل خطابا مفتوحا للحكومة يحذر من انتقال هذه العصابات الي الشمال.
وقال في خطابه لرئيس الحكومة ماتو رينزي في اغسطس الماضي إن الذين يهربون من الجنوب الي الشمال لا يسعون فقط هؤلاء الساعين الي الهجرة مطالبا الحكومة باتخاذ الاجراءات اللازمة لمواجهة انتقال المافيا مشيرا الي ان هؤلاء لا يستثمرون ولكنهم ينهبون.
وتتمركز شركات التصنيع العملاقة الايطالية في الشمال بينما أكثر من 18% من سكان الجنوب يعانون صعوبات في الحصول على المياه وهو ضعف المتوسط العالمي وذلك بحسب مكتب الاحصاء الوطني في ايطاليا.
ووصل الفارق في النمو الاقتصادي بين الشطرين الجنوبي والشمالي الي اعلى مستوى له في العام الماضي وهو ما يبرر نشاط عمليات نزوح العصابات التي تسعي للهروب من فقر الجنوب الي غنى الشمال.
وقد تضاعف اعداد العاطلين عن العمل في الجنوب لتصل الي 20% من القوى العاملة مقابل 9% في الشمال تقريبا وهو ايضا ضعف المتوسط العالمي للبطالة.








